«ظل حيطة – لامؤاخذة الشغل مش عيب لدعم المرأة المعيلة» هى حملة توعية لتحفيز المرأة للوصول إلى هدفها وعدم الاهتمام بانتقاد الآخرين، ولكن الأهم من ذلك أن من قمن بها هن شابات لم يتعد عمرهن الخامسة والعشرين، لكن إيجابيتهن دفعتهن إلى تبنى هذه القضية، وهن نادين إيهاب، ميرنا رضوان، مها إبراهيم، ودينا جمال.تقول ميرنا أشرف- صاحبة الفكرة - طالبة فى السنة الأخيرة فى كلية الإعلام بجامعة MSA قسم دعاية وعلاقات عامة : لاحظت أن المرأة هى المسئولة الأولى فى البيت، علاوة على انها تصرف على بيتها وزوجها وتربى أولادها فى حين أن الرجل «شايل إيده» تماما، هذا لا يتوقف على طبقة اجتماعية معينة لكنه موجود فى الطبقات المتوسطة وفوق المتوسطة، الشئ المحزن فعلا إنه بعد هذا المجهود الجبار سواء المادى أو البدنى الذى تبذله المرأة حتى تكفى بيتها نجدها لا حول لها ولا قوة، تخاف من كلام الناس ونظراتهم إليها وردود أفعالهم تجاهها.. فأنا على سبيل المثال تعرضت كثيرا لهذه المواقف بعد أن ترملت أمى، حيث كانت دائما ما تقول «خللى بالك من تصرفاتك.. مش عايزة حد يتكلم عليك» وغيرها من التوصيات والخوف المتواصل على سمعتى رغم إنى ملتزمة، كانت تعليقات مثل «ما هى تربية واحدة ست.. مفيش راجل يلمها» تنزل على مسامعى لتصبنى بالجنون، فما ذنب أمى المترملة؟ الأولى أن نكافئها على ما تحملته فى سبيل تربيتى.
إدانة المرأة المعيلة
إذا عرفنا أن نسبة المرأة المعيلة فى مصر 35%، نستطيع أن نحدد حجم الأذى النفسى وأحيانا البدنى الذى يقع على المرأة من زوج عاطل أو مدمن للمخدرات، أو مجرم أو حتى من المحيطين بها لأنها فقط قررت أن تعمل عملا شريفا لتكفى احتياجاتها واحتياجات أسرتها.
ميرنا عاصرت كثيرا من هذه الحالات لسيدات تأذين من أزواجهن أو من المجتمع ونظرته، فمنهن من يرفض الزوج أن يصرف عليها كما يرفض تطليقها إلا بعد أن تدفع له ثمن العشر سنوات التى تزوجها فيها والتى كانت هى المسئولة كلية عن البيت! ..أخرى تصرف على البيت وترجع لتجد زوجها العاطل ينكد عليها، أو من يهرب من بيته ويتركها بأولادها تواجه الحياة وكلام الناس وغيرها من الحالات حتى فى محيط جامعتها فقد اكتشفت أن الأم هى المعيلة لأسر كثير من زميلاتها، وهو ما دفع ميرنا وصديقاتها الأربع إلى اختيار هذا الموضوع لمشروع التخرج الخاص بهن، وبدأن فى عمل بحث ميدانى عن المرأة المعيلة وظروفها وكيفية مساعدتها.
نماذج مشرفة
تقول ميرنا: «قمنا بعمل لقاءات كثيرة للتعرف على هذه النماذج التى نعتبرها مشرفة لأنها عملت واجتهدت ولم تسلم من كلام الناس، فقمنا بزيارة سجن القناطر لمقابلة عدد من الغارمات، وهن أيضا نموذج صارخ للأذى الذى تتعرض له المرأة، فهى قررت أن تضحى بنفسها فى سبيل أن تسعد أولادها بتجهيزهم، أو لشراء سلعة لمنزلها، وفى الآخر يقال عليها «رد سجون» ، ولا يزورها أولادها التى ضحت من أجلهم وكانوا غالبا السبب الذى دفعها لتوقيع إيصال الأمانة كما ترى أن ظاهرة الغارمات جديدة على مجتمعنا نتيجة انصراف الرجل عن الإنفاق على بيته وتحمل مسئولية أولاده ومصاريفهم كما كان فى الماضى.
كما أجرين لقاءات أخرى مع سيدات اتجهن لأعمال غريبة على المرأة مثل الميكانيكا والسباكة واللاتى لم تسلمن أيضا من انتقادات من حولهن، وتعرفن أيضا على ظروف كثير من العاملات بالمنازل، والدادات، والبائعات فى الشوارع وغيرهن من النماذج.
ويتم نشر كل الصور والفيديوهات على الصفحة الخاصة بهن على الفيس بوك لإلقاء الضوء على هذا المشروع، بالإضافة إلى محاولاتهن مساعدة أى حالة من الحالات المحتاجة سواء المساعدة المادية أو محاولة إيجاد عمل إضافى كما تواصلن مع المركز القومى للمرأة الذى يقوم ببحث الحالات حتى يمكن مساعدتها.
نواة أمل
هذا المشروع مازال فى بداياته وبحاجة إلى دعم من كل وسائل الإعلام للمساعدة فى تغيير نظرة المجتمع للمرأة المعيلة ودورها فى بناء المجتمع، وفى النهاية تقول ميرنا :«أرجو من كل شخص يصدر أحكاما على هذه المرأة أن يتوقف، فإذا لم يستطع أن يساعدها فعلى الأقل يتركها لحالها، فهو لا يعلم ما تعانيه هذه المرأة وما مرت به من صعاب ومتاعب ومنغصات.