لم تعد المرأة نصف المجتمع فحسب، وإنما تحولت مع الوقت الى العائل الوحيد لأسرتها بسبب الظروف القهرية التى تتعرض لها سواء لتعنت الزوج فى الإنفاق على الأسرة أو لوفاته فترغم على أن تخوض مجال العمل وتتحمل مسئولية رعاية أبنائها تربويًا وماديًا بمفردها لكنها فى المقابل لا تجد سوى التهميش وعدم التقدير ومضايقات مجتمعية لا حصر لها.. هذا ما دفع خمس فتيات إلى إطلاق حملة «ظل حيطة..لامؤخذة الشغل مش عيب» من أجل دعم المرأة المعيلة. البداية كانت مع ميرنا أشرف، الطالبة بإحدى الجامعات الخاصة وصاحبة الفكرة، تقول: «والدتى هى من تحملت مسئولية تربيتى كاملة منذ الصغر بعد وفاة والدى وكنت دائما ألاحظ ما نتعرض له من قبل بعض الأقارب والجيران من تدخلات توصف بال«سخيفة» وسماع عبارات لا تليق بما تبذله والدتى من مجهود وكفاح فهناك من ينظر الى أن تربية المرأة ناقصة فى حال عدم وجود الأب». وتضيف: إن المرأة المعيلة تتعرض لانتقادات لاذعة طوال الوقت، وإذا ما اضطرتها ظروف عملها إلى العودة فى وقت متأخر أصبحت فى نظر الناس «منحلة» دون مراعاة للظروف القاسية التى أجبرتها على ذلك، مشيرة إلى أنه من خلال عملها بالحملة تعرفت على إحدى السيدات التى لجأت إلى العمل فى السباكة وحصلت على دورة تدريبية بها لكنها تتعرض للاستهزاء والإهانة لكونها امرأة تعمل فى هذه المهنة. تؤكد ميرنا أن الحملة بدأت منذ عام حاولت خلالها مع صديقاتها دعم المرأة المعيلة معنويًا وماديًا بمجهودات ذاتية رافعات شعار «الشغل مش عيب»، وقمن بزيارة عدد من الغارمات فى سجن النساء بالقناطر للتعرف على ظروفهن ومحاولة مساعدتهن قدر الإمكان خاصة مع زيادة نسبة السيدات الغارمات.