انتقل السباق لنيل بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري للمشاركة في ماراثون الرئاسة الأمريكية إلي مرحلة جديدة عقب نجاح الرأسمالي ميت رومني حاكم ولاية ماساتشوستس السابق في تحقيق نجاح محدود . ولكنه شكل حرجا للمعسكر الديمقراطي حيث فاز رومني في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية إلينوي مسقط رأس الرئيس الأمريكي ورأس الحربة للديمقراطيين باراك أوباما. واستغل رومني هذا الفوز في توجيه انتقادات لأوباما متهما غريمه الديمقراطي بالعجز عن فهم ما وصفه ب عبقرية الاقتصاد. ويضع انتصار رومني ب إلينوي المعسكر الديمقراطي في اختبار صعب لما يتمتع به المرشح الجمهوري الرأسمالي من قدرة واسعة علي الإنفاق ببذخ علي الحملات الانتخابية وهو الأمر الذي يفتقر إليه الحزب الديمقراطي في الوقت الراهن. وفاز رومني- المرشح الأوفر حظا لنيل تذكرة الجمهوريين ب47% من أصوات المندوبين بعد فرز97% في إلينوي, وهي الولاية التي سبق ان مثلها أوباما في مجلس الشيوخ الامريكي. وحصل منافسه الأقرب الصاعد ريك سانتوروم عضو مجلس الشيوخ السابق عن ولاية بنسيلفانيا علي35% من الأصوات, مقابل9% ذهبت لعضو الكونجرس عن ولاية تكساس رون بول و8% للمرشح المخضرم صاحب التصريحات النارية نيوت جينجريتش الرئيس الأسبق لمجلس النواب. وهنأ سانتورم منافسه رومني علي فوزه, ولكنه أشار إلي أنه قدم أداء حسنا بين الناخبين في الريف والمحافظين خارج شيكاغو, مؤكدا أن حملته ستفوز ببعض أصوات المندوبين في ولاية صعبة للغاية. وأوضح المحللون ان سانتورم سيحظي بأصوات12 من المندوبين ال54% المنتخبين في إلينوي لمؤتمر الحزب المقرر في سبتمبر المقبل في حين سيحصل رومني علي باقي الأصوات. وتتطلع حملة سانتوروم للتصويت المقرر في ولاية لويزيانا الأحد المقبل حيث أن الولايات الجنوبية أكثر تقبلا لآراء سانتوروم المحافظة اجتماعيا. ورغم أن انتصار رومني في إلينوي لم يكن مبهرا فإنه استغل هذا النصر في أحد معاقل الديمقراطيين لمهاجمة السياسات الاقتصادية لأوباما. واتهم رومني ادارة الرئيس الديمقراطي ب الهجوم الشامل علي حرية الاقتصاد وعرقلة تعافي البلاد من ركود عام2008-.2009 وقال رومني أمام حشد بضواحي مدينة شيكاغو التي ينحدر منها أوباما: هذا الرئيس لايفهم عبقرية الاقتصاد الأمريكي. وأضاف: الرفاهية في أمريكا هي نتاج الأسواق الحرة والشعب الحر, ولابد من حمايتها وتعزيزها. وركز رومني علي السياسات التي تهدف لزيادة إنتاج الطاقة في الولاياتالمتحدة في ظل ارتفاع أسعار البترول التي أدت لتراجع شعبية أوباما, والتي يمكن أن تقوض الانتعاش الأخير الذي شهده اقتصاد البلاد.