معجزة الستينات الوادي الجديد تجسد أولي الخطوات الشجاعة لاقتحام عالم استصلاح الصحراء والهروب من قبضة الوادي الضيق..هذا الوادي لم يقل كلمته بعد وتشير التقديرات العلمية إلي أن الوادي يعوم علي بحر من المياه الجوفية. وأول الغيث سيبدأ بالفرافرة الجديدة التي يمكن أن تقدم لمصر220 ألف فدان جديد يليها بحر الرمال الأعظم الذي يعتبر المحطة الثانية لمستقبل الوادي الجديد. فقد أعلن السيد طارق مهدي محافظ الوادي الجديد عن دراسات علمية تم التوصل اليها تفيد بتوافر الأراضي الصالحة للزراعة ومنسوب المياه الجوفية القادرة علي تعمير الوادي الجديد وهذه الدراسات عاشها اساتذة جيولوجيون متخصصون من الجمعية الجغرافية الدولية وجامعة أسيوط.. وقال عقب لقائه بالدكتور خالد عودة استاذ الجيولوجيا بكلية العلوم جامعة أسيوط ومجموعة متخصصة من الجمعية الجغرافية الدولية منهم بلجيكي وأمريكي بأنهم أبدوا بعض الملاحظات علي سير التنمية بالوادي الجديد ومنها ان برامج التنمية غير واضحة المعالم, خاصة أن حفر الآبار الجوفية لا يزال يسير في اتجاه واحد وهو ما يؤثر علي السحب الآمن للخزان الجوفي ومطلوب النظر للمساحات الواقعة غرب طريق الخارجة باريس خلف الكثبان الرملية الموجودة لانها مساحات مسطحة وبها كميات مياه جوفية كبيرة ومنها زمام شرق العوينات. وأشار المحافظ إلي أن الدراسات الأولية مع الجيولوجيين تشير الي وجود ثلاث مناطق غنية بالأراضي والمياه غرب الفرافرة المنطقة الأولي منها تقدر بحوالي220 ألف فدان, وسيطلق عليها الفرافرة الجديدة, وهناك محاولات حاليا مع مجلس الوزراء لطرحها علي شركات استثمار كبري بشروط توصيل البنية الأساسية من خلال هذه الشركات, وتخصيص جزء كبير منها لشباب الخريجين من أبناء الوادي الجديد مع وضع برنامج زمني لاستصلاح هذه المساحة لتوازي في كمية الأراضي المستصلحة المساحات الحالية لمشروع شرق العوينات, وأضاف المهندس السيد عطية المدير العام للقطاع الزراعي بالوادي الجديد أن الأساتذة المختصين عرضوا تصورا علميا تم خلاله تحديد الأماكن الصالحة للزراعة بالفرافرة علاوة علي منطقة بحر الرمال الأعظم التي تصل مساحتها لنحو200 كيلو متر مربع والواقعة علي امتداد طريق الداخلة الفرافرة الي أبو منقار بالصحراء الغربية, باعتبارها منطقة واعدة يمكن زراعتها وبها كميات مياه جوفية كبيرة.. وقال الدكتور عادل عبدالرحيم مدير عام الشئون الزراعية بالقطاع الزراعي بالوادي الجديد إن الدكتور خالد عودة اشار إلي أن الخزان الجوفي مرتبط بفوالق تحت الأرض الطبقة الأولي الحاملة للمياه التي يتم استغلالها في الزراعة يطلق عليها اسم صبايا وان الخزانات الجوفية بالواحات بها مياه خلاف ما يأتيها من مناطق الحبشة والسودان نظرا لسقوط الأمطار بهما, ومطلوب الاستغلال الأمثل لمياه الخزان الجوفي من حيث نوعيات الزراعات التي لا تحتاج الي كميات مياه كبيرة والأكثر تحملا للملوحة.. وان مليون و500 ألف فدان غرب الكثبان الرملية لواحتي الخارجة وباريس أراض جيدة ولابد من وضع برامج زمنية للاستغلال الأمثل لاستصلاحها ولو علي مراحل عمرية. وأضاف مدير عام الشئون الزراعية ان الجيولوجيين اكدوا أن سمك الخزان الجوفي ما بين2500 و3500 متر للطبقة الحاملة للمياه وحسب كل خزان والمخزون المائي يصل الي تريليون متر مكعب في شرق العوينات في مساحة60 ألف كيلو متر وان ملوحة المياه الجوفية الموجودة تقدر ب213 جزءا في المليون, وتقارب ملوحة مياه النيل.