يعد مشروع شرق العوينات من المشروعات العملاقة التي تنفذ علي أرض الوادي الجديد. ولقد أثبتت الدراسات التي أجريت في تلك المنطقة وجود خزان ضخم للمياه الجوفية ومساحات شاسعة صالحة للزراعة تساهم في خلق مجتمعات عمرانية جديدة خارج الوادي القديم. وتقع منطقة شرق العوينات في الجزء الجنوبي الغربي لمصر علي بعد 365كم جنوبالداخلة وتربطها طرق مرصوفة بكل من الخارجة والداخلة وأبوسمبل ويمكنك الوصول إلي المنطقة عن طريق البر بالأتوبيس أو السيارة أو بالطيران حيث تم إنشاء مطار بالمنطقة. يؤكد المهندس سيد عطية مدير عام القطاع الزراعي بالوادي الجديد أن المشكلة الكبري التي يجب التحدث عنها في مشروع شرق العوينات هي تصدير البرسيم الحجازي حيث بلغت المساحات المنزرعة منه 26 ألف فدان كلها للتصدير.. مشيراً إلي أن العائد منه علي المجتمع المصري صفر لو أن البرسيم يذهب للاستثمار الحيواني داخل مصر. لكن تم الاستغناء عن استيراد اللحوم من الخارج إلا أنه يتم تصدير العلف وفي نفس الوقت يتم استيراد اللحوم. وتبلغ مساحة المشروع 528 ألف فدان مقسمة إلي 22 قطعة مساحة كل منها 24 ألف فدان علي أن يتم استصلاح وزراعة 10 آلاف فدان فقط والباقي حزام أمان للخزان الجوفي بإجمالي 220 ألف فدان بالإضافة إلي 7 آلاف فدان مزرعة تجريبية بإجمالي 227 ألف فدان. أثبتت الدراسات وجود خزان جوفي ضخم يمكن استغلاله في حدود الأمان لمدة 100 عام وعلي أقصي تقدير 300 سنة وتتراوح نسبة الملوحة ما بين 200 و1200 جزء/ مليون ويتضح من ذلك صلاحية المياه الجوفية لكافة أغراض الشرب والزراعة والصناعة. كما أجريت عدة دراسات علي مساحة 7.4 مليون فدان وأوضحت هذه الدراسات صلاحية مساحة 3.74 مليون فدان للزراعة. بينما باقي المساحة تشغلها أراض غير صالحة للزراعة بدرجات متفاوتة. تم إنشاء مزرعة للطاقة الشمسية ومساحتها 200 فدان لتجربة وتقييم استخدام مصادر الطاقة المتجددة بمنطقة شرق العوينات. تقوم الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية والهيئة القومية للاستشعار عن بعد بتقييم المخاطر البيئية لحركة الكثبان الرملية والفوالق الأرضية باستمرار وتقع أغلب أنواع التربة ضمن الأراضي الرملية والرملية الطميية وتعتبر من أفضل الأراضي الصالحة للزراعة ويتم تطبيق نظام الري المتطور في هذه المنطقة بنوعيه "ري بالرش وري بالتنقيط" عن طريق حفر الآبار لاستغلال مخزون المياه الجوفية. ومن المحاصيل التي تجود زراعتها بالمنطقة المحاصيل الحقلية ومنها محاصيل الألياف كالقطن والأعلاف ومحاصيل الحبوب كالقمح والذرة الرفيعة والبقول كالعدس والفول الصويا والمحاصيل الزيتية ومنها الفول السوداني والسمسم ومحاصيل الخضر والنباتات الطبية كالكركديه والكمون والينسون والعرقسوس والبردقوش. إلي جانب المحاصيل البستانية ومنها البلح الجاف ونصف الجاف والتين المجفف والروان والموالح. وأقامت وحدة الخدمات البستانية التابعة لوزارة الزراعة مزرعة إنتاج حيواني بالاشتراك مع الجانب الاسترالي تسع 5 آلاف رأس ملحق بها 3 وحدات تصنيع أعلاف. وتم استيراد عجول خليط استرالي. كما تم استيراد رؤوس تسمين من ألمانيا. بالإضافة إلي محطة إنتاج حيواني قديمة موجودة بالمنطقة وبها قطيع من الأبقار خليط فرزيان وقطيع أغنام وآخر من الإبل وثبت أن المنطقة تصلح لتربية النعام. حيث تمت إقامة مزرعة بمعرفة إحدي الشركات المخصص لها أراض بالمنطقة مما تعد إضافة جديدة تعظم الاستفادة القصوي من طبيعة ومناخ وظروف المنطقة. وقد تم توفير عدد من الخدمات بالمنطقة عن طريق المحافظة والوزارات المعنية ومنها 3 مراكز إسعاف علي الطريق المؤدي للمنطقة. وفي مجال النقل الجوي تمت توسعة ممرات الهبوط "الترمل" وإطالتها وإنارة المطار ليلاً لاستقبال الطائرات الكبيرة للتصدير رأساً من شرق العوينات إلي جميع دول العالم وتم تركيب تليفونات في القطع المخصصة للمستثمرين. كما تم إيصال شبكة المحمول لأراضي المستثمرين وتم تأسيس وإشهار جمعية إسكان تعاوني للعاملين بالمنطقة وقامت المحافظة بتخصيص 250 ألف متر مربع لها بسعر رمزي للمتر المربع وتم إعداد التقسيم اللازم للأرض والتصديق عليه وتم البدء في التوزيع علي العاملين بالمنطقة أعضاء الجمعية مما سيساعد علي استقرار العاملين مع أسرهم بالمنطقة كما تصدق علي توصيل المرافق المختلفة من اعتمادات المحافظة. بلغ عدد الآبار التي تم حفرها بمنطقة المشروع بمعرفة الشركات 664 بئراً تكفي لري مساحة 79680 فداناً ووصل إجمالي المساحة التي تمت زراعتها في الموسم الشتوي 2008/2009 37536 فداناً. يهدف المشروع إلي زيادة الأراضي الزراعية بمساحة 227 ألف فدان وخلق مجتمع عمراني جديد زراعي وصناعي متكامل خارج الوادي القديم وكذا خلق فرص عمل للقضاء علي البطالة إلي جانب تشجيع المستثمرين في مجال التنمية الزراعية المتطورة في نظام الزراعة والري.