تحولت وحدات ومراكز الغسيل الكلوى بالبحيرة إلى مستنقع كبير لنقل الأوبئة وكشفت الاحصائيات تفشى فيروس (سي) والإيدز بين نحو 60% من مرضى الفشل الكلوى الذين يعيشون نصف عمرهم على الأجهزة، وهم يصرخون يوميا من وحشية هذه الأمراض. يقول محمد أبوزيد أحد أبناء المحمودية 36 عاما: اتردد على وحدة الغسيل الكلوى بمستشفى المحمودية منذ 22 عاما، دون أن اعانى من أى فيروسات وفجأة أصيبت بفيروس c ونقص المناعة (الإيدز) معا منذ 10 سنوات أثناء احدى جلسات الغسيل حيث اتعرض للموت عدة مرات بعد أن حدث خلل بجسدى أدى لتغيير لون الجلد نتيجة لنقل الدم الملوث، وسوء تعقيم الفلاتر التى تعتبر غير صالحة، مما يؤدى لتكرار عملية النزيف خلال الجلسة. ويستغيث محمد اسماعيل 64 عاما أحد أبناء نكلا العنب من تكرار حدوث نزيف للمرضى أثناء عملية الغسيل، بسبب سوء الأجهزة بالمستشفيات، مؤكدا أنه دخل ومعه زملاؤه وحدة الغسيل الكلوى بمستشفى ايتاى البارود منذ 5 سنوات وفوجئوا بعدها ب 6 شهور فقط باصابتهم بفيروس ( سي) ، مشيرا الى أن الوحدة بها 3 ماكينات غير صالحة ولا أحد من مسئولى المستشفى يلتفت إليهم مستطردا: (لاتتخيل حجم الألم الذى ينتاب المريض فى حالة تعطل الأجهزة أثناء إجراء الجلسة) . وكشف الدكتور سمير دغش رئيس لجنة الصحة بمجلس محلى البحيرة السابق أن مراكز الغسيل الكلوى الخاصة هى المسئول الرئيسى عن انتشار الفيروسات لارتكابها مخالفات جسيمة حيث أنها تقوم بإعادة تدوير بعض المستلزمات الطبية مثل الفلاتر والمحاقن والوصلات التى ينبغى أن تستخدم مرة واحدة لمريض واحد، ووصفها بالقاتلة لأنها تنقل العدوى من مصاب بالالتهاب الكبدى لآخر سليم، وتسهم فى تزايد أعداد المصابين وهذا قمة انعدام الضمير، والكارثة الأخطر، كما يقر دغش هى أن معظم التقارير المحلية والدولية تنذر بعواقب وخيمة لخطورة تلوث مياه الشرب فى بعض مراكز المحافظة وتسربها لأجهزة الغسيل الكلوي، وهو ما قد يعجل بالقضاء على مرضى الفشل الكلوي، علاوة على أن المرضى يتركون فريسة لأطباء وممرضات قليلى الخبرة، موضحا أن هذه المراكز تحولت لسبوبة من أجل الحصول على مئات الآلاف من الجنيهات الناتجة عن قرارات العلاج على نفقة الدولة مع افتقاد الرعاية الصحية السليمة لغياب الرقابة، مطالبا بضرورة رعاية مرضى الفشل الكلوى المصابين بالفيروس نتيجة لعدم نقل العدوى وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة وتشديد الرقابة على المراكز والوحدات خاصة بعد أن ثبت عدم صلاحية الفلاتر بها . ومن جانبه، يقول الدكتور سعد مكى وكيل وزارة الصحة بالبحيرة أنه يوجد 625 ماكينة بوحدات ومراكز الغسيل الكلوى منتشرة على مستوى المحافظة، بجانب 35 بالمستشفى التعليمى تتبع الخطوات اللازمة فى التعقيم والتطهير، إضافة لاتباع التمريض طرق التعقيم الطبي، وكذلك تخصيص ماكينة لكل نوع من الفيروسات ونوع آخر للمرضى غير المصابين ونستخدم أجود أنواع الفلاتر حتى الدم يتم احضاره من البنك الاقليمي، عن طريق مركز الدم السويسرى وهو معقم وآمن ويتم إعادة التحاليل الطبية له بجانب عمليات الصيانة الدائمة التى تتم لجميع الأجهزة، مشيرا إلى أنه تم مؤخرا تجهيز وإنشاء وحدات جديدة بمراكز الرحمانية وكوم حمادة وغرب النوبارية، وجار تطوير وتوسعة 13 أخرى مع شراء المزيد من الأجهزة وتوزيعها على مراكز المحافظة، وأضاف مكى أن هناك لجنة عليا لدراسة أسباب التحول السيرولوجى للمرضي، ومتابعتهم فضلا عن توحيد جهة التحاليل الفيروسية لجميع مرضى الغسيل بالمعامل المركزية بالمديرية لدقة النتائج وسهولة المتابعة، ويوضح أن جميع المرضى المسجلين لدى المديرية يتلقون جلساتهم على نفقة الدولة متضمنة التحاليل المعملية والفيروسات وصرف العلاج الشهرى والحقن الخاص بالأنيميا .