فى كلمته فى ختام المؤتمر الاقتصادى العالمى بشرم الشيخ أمس.. قال الرئيس عبدالفتاح السيسي.. إن اليابان التى يتعلم منها العالم الآن التقدم.. تعلمت أيضا من مصر منذ أكثر من 153 سنة.. عندما ارسلت بعثة من الساموراى المحاربين الذين كانوا أكثر الطبقات تعليما وتثقيفا فى هذا الوقت .. إلى أوروبا وتوقفت البعثة فى مصر عدة أيام من عام 1862 ودرس أفراد البعثة التى ضمت أحد أبرز رواد الاصلاح والتنوير فى اليابان.. يوكو أتشى فوكوزاوا نهضة مصر وتطورها منذ عهد محمد على باشا وأسباب ازدهارها. ونزلت البعثة وفقا لمذكرات فوكوزاوا فى مدينة السويس التى قدموا إليها عبر البحر الأحمر.. وقد أصيب أفراد البعثة بالدهشة عندما وجدوا أن مصر بها سكك حديدية وقطارات.. حيث كانت مصر الدولة الوحيدة فى العالم بعد إنجلترا التى تعرف السكك الحديدية.. ولم تكن اليابان حتى هذا الوقت تعرف السكة الحديد! وسجل فوكوزاوا ملاحظات على القطار الذى استقلته البعثة من السويس وحتى القاهرة .. قائلا: أنه تميز بالسرعة والنظافة. وعندما وصلت البعثة القاهرة التى أمضيت بها ثلاثة أيام زار أعضاؤها منطقة الأهرامات والتقطوا صورا لهم أمام الأهرامات ما زالت محفوظة حتى اليوم. وقال فوكوزاوا فى مذكراته.. أن البعثة زارت الحمامات العامة فى القاهرة والأسواق ودرست الكثير من مظاهر ازدهار مصر آنذاك أن البعثة أعجبت جدا بنظافة الحمامات العامة وغلو أسعارها.. قائلا: أن ذلك مؤشر على ازدهار مصر وتقدمها. وأبدى كذلك أعضاء البعثة اعجابهم أيضا ب »التلغراف« الذى لم تكن اليابان عرفته آنذاك.. وسجلت إعجابها بالدولة الحديثة التى شيَّدها محمد على باشا وأبناؤه من بعده. وعندما بدأت اليابان اصلاحات ما يعرف بعصر «الميجي».. »Meiji«.. نسبة إلى امبراطور الميجى عام 1868 نظرت حكومته إلى مصرعلى أنها نموذج يحتذى به وخبرة لابد لليابان أن تدرسها وتستفيد منها! ومن هنا بدأ العديد من الباحثين اليابانيين يتوافدون على مصر لدراسة نظامها القضائى والقانونى خاصة المحاكم المختلطة وأصدروا ثلاثة كتب باللغة اليابانية عن المحاكم المختلطة فى مصر آنذاك. وكوريا الجنوبية ترسل بعثة بعد 100 عام وفى عام 1962، وعندما كانت كوريا الجنوبية تتطلع إلى التقدم والازدهار بعد نحو 10 سنوات من انتهاء الحرب بين الكوريتين،أوفد الرئيس »بارك شونج هي« الذى ينظر إليه على أنه المؤسس الحقيقى للدولة الكورية الحديثة، ووالد الرئيسة الحالية «بارك جيون هى» بعثة من المسئولين والباحثين إلى مصر للتعرف على أوجه الازدهار والتقدم التى تمتعت بها مصر فى هذا الوقت. وأمضت البعثة الكورية الجنوبية فى مصر عدة أيام درست خلالها »التجربة المصرية« بعد أن وصلت شهرة مصر ودورها الإقليمى سواء فى مجموعة عدم الانحياز التى أسسها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر مع الزعيم نهرو، وجوزيف بروز تيتو زعيم يوجوسلافيا سابقا. وكانت كوريا الجنوبية فى هذا الوقت دولة فقيرة، وتعانى التخلف، ولم تعرف التقدم المبهر الذى تتمتع به الآن. فقد كان متوسط الدخل اليومى للفرد فى كوريا الجنوبية فى عام 1960 لايزيد على دولارين أو نحو 640 دولارا سنويا وفقا لتقديرات البنك الدولى يبلغ حاليا نحو 24 ألف دولار! ويصف الخبراء العاصمة سول فى هذا الوقت بأنها لم تكن أكثر من مدينة قديمة غالبية شوارعها لاتعرف الرصف، لاتوجد مياه شرب نقية إلا فى الأحياء الغنية والفنادق، وأغلب القرى لاتعرف الكهرباء، ويعيش أغلب الشعب الكورى على وجبة الأرز والكيمتشى أو المخلل. ولم تكن كوريا، التى تعلمت الكثير أيضا من تجربة اليابان فى التقدم، تعرف صناعة السيارات التى أصبحت خامس أكبر دولة فى العالم فى صناعة السيارات!