«إسرائيل وفرت العلاج لأكثر من 1400 من المقاتلين داخل سوريا»، كان هذا ما جاء علي لسان الصحفي والمعلق السياسي الإسرائيلي إيهود ياري، وأضاف أن بعض هؤلاء المقاتلين كانوا علي اتصال بقيادات في الجيش الإسرائيلي والتقوا سرا في مدينة طبرية. لم تكن تلك المعلومات التي تشير إلي علاج عناصر من المقاتلين في المعارضة السورية، وتنظيمي داعش وجبهة النصرة، قد وردت فقط علي لسان ياري، ولكن أكدتها كذلك القناة الثانية للتليفزيون الإسرائيلي، والتي أكدت عبر صفحتها علي الإنترنت، أن أكثر من 449 من الجرحي السوريين، الذين أطلقت عليهم وصف «الثوار»، قد تلقوا علاجهم في مستشفي نهاريا بإسرائيل. وأكدت القناة أنه وفقا لتقارير ووثائق المستشفيات الإسرائيلية، فإنه قد تم علاج بعض العناصر ممن يطلق عليهم «عناصر تكفيرية»، كما أضافت أنه وفقا أيضا لوثائق المستشفيات الإسرائيلية، فإن الجيش الإسرئيلي قام بتوفير 10 ملايين دولار من ميزانيته لعلاج «المقاتلين الأجانب»، الذين أصيبوا في معارك مع القوات السورية. الأكثر من ذلك أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو قام بزيارة للمستشفي الميداني الموجود في هضبة الجولان السورية للاطمئنان علي حالة المصابين هناك، والذين قدر عددهم بأكثر من 700 شخص، أغلبهم من المتشددين. كما أكدت قناة «أي 24» الإخبارية أنها علمت من مصادرها أن أعضاء من جبهة النصرة وتنظيم داعش يتلقون علاجهم في المستشفيات الإسرائيلية، وهو ما دفع الأقلية الدرزية في إسرائيل لتنظيم مظاهرات احتجاجا علي قيام الحكومة الإسرائيلية بدعم الفصائل السنية المتشددة في سوريا، وتمكينهم من الحصول علي الرعاية الطبية داخل إسرائيل، قبل إعادتهم مرة أخري إلي سوريا بعد إتمام علاجهم. كما أشارت تقارير إسرائيلية إلي أن إسرائيل تمد المقاتلين بالسلاح. وردا علي ذلك صرح متحدث رسمي بإسم الجيش الإسرائيلي بأن جيش الدفاع الإسرائيلي حرص خلال السنتين الماضيتين علي تقديم مساعدات إنسانية، لإنقاذ حياة المصابين بصرف النظر عن هويتهم. وللإجابة عن سؤال وماذا قد تستفيد إسرائيل من تقديم مساعدات طبية لعناصر داعش؟ يري الكثير من الخبراء أن اشتعال المنطقة وعدم استقرارها كان ومازال أهم غاية تسعي إسرائيل لتحقيقها منذ إنشائها، وما تفعله داعش اليوم في المنطقة يعتبر أفضل مساعدة تقوم بها لإسرائيل حتي تبقي المنطقة مشتعلة، وأيضا دون أن تشارك إسرائيل فيها.