تلبية لدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسى، يبدأ الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بعد غد زيارة رسمية إلى القاهرة ، تستمر يومين. وتتركز مباحثات الزعيمين على دعم وتعزيز العلاقات الثنائية فى جميع المجالات، الاقتصادية والتجارية والاستثمارية, فضلا عن تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها الوضع فى سوريا وليبيا، وتطورات قضية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن يورى أوشاكوف مساعد الرئيس الروسى قوله «إن الرئيسين سيناقشان ملف الإرهاب بشكل كامل، وسيركزان على مواجهة تنظيم «داعش» الإرهابى وكيفية حصوله على النفط الذى يمثل مصدرا مهما للدخل بالنسبة للتنظيم. وقد وصل إلى القاهرة أمس، وفد رسمى يضم 40 من كبار المسئولين ورجال الأعمال والإعلام الروس، وذلك فى إطار الاستعدادات التى تجريها موسكو للزيارة. وتوقع معظم الخبراء الروس أن تكون الزيارة انعطافا كبيرا فى العلاقات الثنائية. وقالت إلينا سوبونينا مسئولة صفحة «أنباء روسيا»: هذه التوقعات لم تحدث حتى إبان الزيارة الأولى التى تعتبر بحق «تاريخية» لبوتين إلى مصر فى أبريل 2005. وأضافت: «شاركت شخصياً فى تلك الرحلة، وأذكر جيداً، حينها لم يكن هناك مثل هذه التوقعات. حيث استقبل المصريون بوتين بهدوء، وليس كما هى الحال الآن، حيث تبدو شعبية الرئيس الروسى فى مصر عالية جداً». وقالت : « إن المباحثات ستتطرق إلى ضرورة تطوير السد العالى ورفع قدرة محطة أسوان الكهرومائية». كما أن هناك 94 مؤسسة ضخمة فى مصر، بناها الخبراء السوفيت، منها 20 سيتم بحث تطويرها أيضا. وقال أندرى باكلانوف مستشار نائب رئيس المجلس الفيدرالى ونائب رئيس جمعية الدبلوماسيين الروس: «هناك سعى من الجانبين للتطوير، بما فى ذلك التعاون العسكرى التقنى، مشيرا إلى أن الزيارة الحالية لبوتين تجسد العودة للعمل المشترك الواسع بين البلدين فى جميع المجالات». وأوضح باكلانوف أنه سيتم بحث وسائل التعاون بين المؤسسات التعليمية، وتبادل الطلاب، وتنشيط عمل جمعية الصداقة. ومن جانبه أكد البروفيسور أناتولى يجورين مدير المركز العلمى للحوار الروسى العربى أن مواقف روسيا ومصر فى العديد من قضايا المنطقة متوافقة. خاصة حول سوريا، والحرب ضد الإرهاب، مشيرا إلى أن روسيا تريد تفاعلا وثيقاً مع جامعة الدول العربية. وأشار يجورين إلى أن التفاهم الشخصى بين الرئيسين السيسى وبوتين «جيد جداً». وقال «هذه زيارة فى وقتها، الله نفسه قدر لنا أن نطور علاقاتنا، مؤكدا وزن ودور مصر فى المنطقة».