الإخوان دائما على العهد بهم, تجار دين ولا يقفون عند حرمة الموت, استغلوا رحيل العاهل السعودى الملك عبدالله لنسج سيناريوهات وتوقعات لا تصدر سوى عن نفوس مريضة وعقول خربة تفترض انقلاب القيادة السعودية الجديدة على مصر. رحيل عبدالله أطلق مواهب الإخوان وإعلامهم الأسود فى بث الأخبار الملفقة فأصبح فى نظرهم عدم حضور السيسى وولى عهد أبوظبى محمد بن زايد جنازة الملك عبدالله بمثابة انهيار للمحور المصرى السعودى الإماراتى وتحول الرياض إلى المعسكر المواجه مع تركيا وقطر حيث الحضور اللافت لأردوغان وتميم فى المناسبة. قصص مريضة يلوكها إعلام إخوانى يقتات على الجيف «القاذورات» ويروج لدلالات ومشاهد واكبت رحيل عبدالله لا تجد رواجا سوى مع عقول أذهبها فشل ميدانى فى تحويل ذكرى 25 يناير إلى ثورة يستعيدون بها حكما ولى ولن يعود. حكايات مسلية تملأ بها فضائيات الإخوان ساعات البث الطويلة لرفع معنويات الأهل والعشيرة تزعم تدخل مصرى إماراتى فى إعادة ترتيب البيت السعودى وأن القيادة السعودية الجديدة سترد بإعادة النظر فى العلاقات مع القاهرة وأن المؤتمر الاقتصادى فى شرم الشيخ أصبح على كف عفريت بعد رحيل عبدالله صاحب الفكرة. المراقب النزيه يعلم أن الدلالات حول حضور الزعماء من عدمه لمثل هذه الأحداث أمر يصعب تقديره، لكنها تكون كاشفة فى حالات العداء الشديد أو وجود حرب بين بلدين، فيكون غياب طرف منهم عن مناسبة بمثل هذا الحجم أمر له دلالة سياسية، لكن يمكن القول ان انعدام الشفافية فى العلاقات العربية هو السبب وراء رواج مثل هذه الخيالات المريضة. يتجاهل الإخوان التاريخ وعلاقات المصالح الأبدية التى تربط مصر بالسعودية والتى يستبعد معها أى احتمال لتغير فى مواقف الرياض ولكن من الوارد أن يكون هناك تغير فى الأساليب، فالاتجاهات الأساسية للسياسة السعودية محكومة بمصالح المملكة لا يحددها شخص وفقا لأهوائه لكن من حق العاهل السعودى الجديد أن تكون له بصمة فى الطريقة التى يتبعها فى إدارة هذه السياسة فى نفس الاتجاه. لمزيد من مقالات شريف عابدين