أمن الخليج خط أحمر لمصر" جمله قصيرة قالها الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال زيارته للكويت مؤخرا، لكنها تحمل العديد من الرسائل للكثير من الأطراف، وتلخص الموقف المصرى الواضح من أى تهديد لأمن الخليج العربى وسيادة دوله ، وعلى الرغم من ان السيسى أكد ذلك من قبل إلا أن الجديد يتمثل فى أن الرسالة جاءت من الكويت ووسط الكثير من الأحداث والتطورات والتحديات التى تواجهها مصر والدول الخليجية مجتمعة ، ولا يخفى على أحد الموقف المصرى من الخليج والكويت بصفة خاصة ولسنا هنا فى إطار سرد المواقف التاريخية للدولة المصرية بقدر تأكيد أن هذا " الخط الأحمر"بات أكثر وضوحا وإلحاحا للجانبين، لأنه يمثل حاجة وضرورة إستراتيجية أمام التهديدات المتجددة والمتزايدة، التى تجعل الارتباط والتلاصق المصرى الخليجى شرطا من شروط الحياة والبقاء لما تبقى من الكيان العربى الذى بات على المحك وسقطت الكثير من دوله فى دوامة الإرهاب. لقد كانت مصر ومازالت هى البوابة والمحك للكثير من المخططات والمشروعات التى تستهدف المنطقة سلبا أو إيجابا ،وخلال السنوات الماضية خاض شعبها نضالا ومازال، لمواجهة مخطط يستهدف الأمة وإن تعددت أطرافه واختلفت آلياته إلا أن هدفه واحد وواضح ويتمثل فى إسقاط مصر فى البداية تمهيدا لإسقاط الجميع بما فيهم الخليج الذى تتأهب الكثير من القوى الإقليمية والعالمية لتمزيقه والاستيلاء على ثرواته،الأمر الذى أدركه الكثيرون داخل الاسرة الخليجية، وهو ما تجلى فى تأييدها الواضح لثورة الثلاثين من يونيو، والحقيقة المؤكدة أن الخليج العربى لم يكن ليقدم أى مساعدات ويدعم مصر لولا إدراكه ووعيه بخطورة الأمر ،بمعنى أكثر وضوحا فإن التلاحم المصرى الخليجى وحرب الوجود التى يخوضها الطرفان ضدالجماعات الارهابية وغيرها عززت العلاقات وعمقتها. ولاشك أن التحركات المصرية قديما وحديثا لم ولن تكون موجهه ضد أى أطراف خارجية اقليمية بل خدمة للمصالح العليا لمصر ، وأساس المصالح العليا لمصر هو أمن المواطن، الذى بات مهددا من جماعات تحمل اسم الدين وتحصل على التمويل من الكثير من المصادر، وهو الأمر ذاته الذى تعانى منه الدول الخليجية ، التى تعى وتدرك ان أمن مصر ايضا هو أمن الخليج ، وهى المعادلة التى اتضحت للجميع ، ومع أن لكل همومه الا ان الخليج العربى بجانب الهموم المعروفة للجميع من ارهاب وخلافه يواجه الكثير من التحديات التى يختلقها البعض بداية من "هوية " المنطقة مرورا بالارهاب الدينى انتهاء بالارهاب المذهبى الذى ترعاه ايران ،وهو ما تضعه أمام الجميع كأوراق للتفاوض مع الولاياتالمتحدة بشأن مستقبل برنامجها النووى . ان الجميع وعلى رأسهم مصر مع علاقات اقليمية متوازنة لمواجهه التحديات الكثيرة والخطيرة ولكن الامر يحتاج الى مبادرة ايجابية وواضحة من ايران وتركيا تحديدا ، لأن العرب وتحديدا مصر والخليج العربى ادركوا المخطط الذى يستهدف وجود الجميع، وتقطف ثماره اسرائيل .