انتظر الشعب الكوسوفي الاعتراف المصري باستقلال كوسوفا طويلا, والآن بعد ثورة25 يناير, التي أعادت مصر إلي ريادتها وقيادتها لدول المحيط الإقليمي والدولي, نتطلع إلي اعتراف مصر بكوسوفا لكي تحذو باقي دول المنطقة حذوها.. بهذه الكلمات عبر الدكتور بكر إسماعيل, ممثل كوسوفا الإقليمي بالقاهرة, عن مدي اهتمام بلاده بالاعتراف المصري باستقلالها, خلال كلمته في الاحتفال, الذي أقيم بأحد فنادق القاهرة, بمناسبة مرور أربع سنوات علي إعلان كوسوفا الاستقلال في17 من فبراير.2008 ممثل كوسوفا في كلمته كان حريصا علي التأكيد علي عدة نقاط اعتبرها جوهرية حول بلاده, التي تبلغ مساحتها10 آلاف و577 كيلو مترا مربعا, وتراوح عدد سكانها في عام2005 وفقا لمكتب الإحصاء بها بين1.9 و2.2 مليون نسمة: الأولي: أن كوسوفا تتمتع بكل مقومات الدولة من الناحية السياسية والاقتصادية والثقافية والنظم التكنولوجية والمعلومات, إذ أن لها حدودا سياسية معترفا بها إقليميا ودوليا, كما أنها دولة غنية تمتلك ثروات معدنية, وبشرية, وحضارية وثقافية تميز شعبها. الثانية: أن كوسوفا سلكت طريقها إلي الاستقلال بعد تفكك يوجسلافيا, تماما مثلما فعلت الجمهوريات الست الأخري( كرواتيا البوسنة والهرسك مقدونيا الجبل الأسود سلوفينيا صربيا), وهو ما يعني أن استقلالها كوسوفا جزء من تفكك يوجسلافيا وليس تقسيمها, مدللا علي ذلك بأن أكبر الدول الديمقراطية في العالم هي أول من بادر بالاعتراف باستقلال كوسوفا وفتح السفارات فيها. الثالثة: أن عدد الدول التي تعترف باستقلال كوسوفا في تزايد مستمر, حيث وصلت الآن إلي87 دولة من مختلف أنحاء العالم, بالإضافة إلي إعلان محكمة العدل الدولية عن شرعية استقلال, لتصبح في عداد دول العالم التي تقوم علي الحرية والسيادة والقانون. ولم ينس الدكتور بكر إسماعيل, ممثل كوسوفا الإقليمي, أن يذكر حضور الحفل من الدبلوماسيين والإعلاميين والسياسيين المصريين بتاريخ العلاقات بين مصر وكوسوفا, التي اعتبرها علاقات وطيدة تمتد إلي قرون عديدة, علي اعتبار أن كوسوفا جزء من الشعب الألباني, الذي يقطن في منطقة البلقان, حيث ينحدر محمد علي باشا الكبير, الذي عمل خلال توليه حكم مصر علي توطيد العلاقات بين الشعب المصري والشعب الألباني الكوسوفي, من خلال عقد الاتفاقيات لإقامة العلاقات الثنائية. واعتبر إسماعيل أن هذه الاتفاقيات تمثل أساسا صلبا للتعاون بين مصر وكوسوفا, لتحقيق إنجازات بالغة الأهمية علي الصعيدين المحلي والدولي, خصوصا أن مصر دولة رائدة في الشرق الأوسط, ولها ثقلها السياسي والثقافي في العالم العربي. وأكد ممثل كوسوفا الإقليمي في تصريح خاص ل الأهرام علي هامش الحفل أنه تلقي تطمينات من الجانب المصري بأن الاعتراف باستقلال كوسوفا سيحدث قريبا.