برغم مرور عدة أشهر علي واقعة الاختفاء الغامض للضباط الثلاثة في العريش, إلا فإن بريق الأمل بدأ يتسرب إلي أسرهم في عودة ابنائهم مرة أخري . بعد نفي اللواء أحمد عزب مدير مباحث وزارة الداخلية أمام لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب ماتردد عن تهريب ضباط الشرطة الثلاثة إلي جهة غير معلومة خارج مصر. وأكد أن هناك مفاوضات لا تنقطع تجري مع الخاطفين لإعادة الضباط, ومع طول أمد تلك المفاوضات ثارت العديد من التساؤلات حول مصير الضباط.. فهل وقعوا رهينة في أيدي عصابات خارجة علي القانون؟ هل دفعوا ثمن العداء المتوارث بين بدو سيناء وأجهزة الأمن لتتخذ الواقعة طابع الخصومة السياسية وربما الثأرية؟ أم أن حادث اختطافهم هو مجرد حادث جنائي ضمن حوادث الخطف التي شهدتها سيناء في الفترة الأخيرة, جميعها تساؤلات حائرة تبحث عن اجابات شافية لها في ظل السيناريو الغامض لجريمة الاختطاف التي تعرض لها ضباط الشرطة الثلاثة.. والبداية كانت مع تصاعد وتيرة الأحداث في مصر عقب ثورة25 يناير, حيث اختفي3 من ضباط مباحث قسم شرطة محافظة المنصورة وهم في طريقهم إلي مدينة رفح في العريش حيث تم انتدابهم بتكليف رسمي للحاق بمهمة عمل هناك كما اختفي أمين شرطة في نفس التوقيت في ظروف غامضة وكشفت التحقيقات عن ان الضباط الثلاثة كانوا في طريقهم بأحد شوارع العريش المتطرفة وأن مسلحين مجهولين استوقفوهم واجبروهم علي النزول من السيارة ووضعوهم معهم في سيارتهم وقاموا باشعال النيران بالسيارة وتركوها في المنطقة وفروا هاربين ولم تكشف التحقيقات من وراء الحادث وما هي الدوافع التي تم من اجلها اختطاف الضباط الثلاثة وهم شريف المعداوي العشري(27 عاما) ومحمد الجوهري(25 عاما) ومحمد حسين(25 عاما) وجميعهم برتبة نقيب شرطة بالمباحث. وروي المعداوي العشري والد الضابط الأول انه جاء لنجله انتداب شهر في رفح هو واثنان آخران من الضباط فقاموا بالسفر إلي رفح بسيارته الخاصة رقم(166) بيجو خضراء اللون وقبل كمين ميدان العريش هاجمهم مجموعة من قبائل العرب وتمكنوا من اختطاف السيارة وجميع الضباط بها وأضاف الأب أنه تأكد من أن الضباط مختطفون حيث عثرت الأجهزة الأمنية بشمال سيناء علي سيارة نجله وزميليه الذين تم خطفهم قرب مدينة العريش. وأوضحت مصادر أمنية بأن تحريات الأجهزة الأمنية بشمال سيناء توصلت إلي مكان السيارة التي كان يستقلها الضباط الثلاثة خلال عملية خطفهم قرب مدخل مدينة العريش علي أيدي عناصر مجهولة. وعثرت الأجهزة الأمنية علي السيارة أمام قرية المسمي قرب طريق العريش الدائري وعثر عليها محترقة تماما ولم يعثر بداخلها علي أية خيوط تقود إلي مكان الضباط الثلاثة المخطوفين. واعلنت سلطات شمال سيناء عن اختفاء ثلاثة ضباط من محافظة الدقهلية خلال توجههم للعمل بمديرية أمن شمال سيناءبالعريش كفترة انتداب وخلال استقلالهم السيارة رقم166 خضراء اللون ماركة بيجو405 ملك أحد الضباط الثلاثة. أما اختفاء أمين شرطة يدعي وليد سعد في نفس التوقيت والذي لم يكن معهم بالسيارة بل كان مستقلا سيارة أجرة قادما من الشرقية وفي مكان آخر بجوار منزله بالعريش تم اختطافه حيث عثر علي شنطة ملابسه موجودة بالطريق العام وقد كشفت التحقيقات أيضا عن أن نفس الخاطفين للضباط الثلاثة هم من قاموا باختطاف أمين الشرطة خاصة ان زوجته وتدعي اسماء أبوبكر قامت بتحرير محضر باختفاء زوجها بقسم شرطة أبوكبير بمحافظة الشرقية واقرت بأن زوجها كان علي اتصال بها حتي وصل إلي مدينة العريش لاستلام عمله ولكن هاتفه المحمول اغلق وانقطع لمدة يومين بعدها تلقت اتصالا من مجهول علي نفس هاتفه المحمول وقال لها المتصل إنه عثر علي شريحة الهاتف المحمول بالشارع وتساءلت الزوجة إذا كان الشخص المتصل بها بالفعل قد عثر علي الشريحة فلماذا اختار رقمها ليتصل بها وأكدت زوجته أن الشخص المتصل قد يكون من أحد الخاطفين وأضافت انها لم تتلقي بعدها أي اتصالات تفيد بوجود زوجها علي قيد الحياة من عدمه.