أعلنت قمة دعم صمود القدس فى إعلان سرت الذى أصدرته فى ختام أعمالها أمس تمسكها بالتضامن العربى ممارسة ومنهجاً والسعى لإنهاء أية خلافات عربية. وكذلك تكريس لغة الحوار بين الدول العربية نهجا لإزالة أسباب الخلاف ولمواجهة التدخلات الأجنبية في شئونها الداخلية ولتحقيق التنمية والتطوير لشعوبها والمحافظة علي سيادتها وأكد إعلان سرت ضرورة مواصلة الجهود الرامية الي تطوير وتحديث جامعة الدول العربية ومؤسساتها ودعمها بوصفها الأداة الرئيسية للعمل العربي المشترك وتفعيل آلياتها بما يؤدي الي حفظ المصالح العربية المشتركة ومواكبة المستجدات علي الساحتين العربية والدولية. ودعا القادة العرب الي تطوير مجلس السلم والأمن العربي وآليات عمله بما يمكنه من أداء مهامه علي النحو الأكمل, واعتمدنا نهجا لمعالجة الخلافات العربية وفقا للمقترح المقدم من الجمهورية العربية السورية. كما عبروا عن تقديرهم للجهود المبذولة من أجل تعزيز العلاقات العربية الجماعية مع التجمعات الإقليمية والدولية. وفي إطار متابعة ما طرحه الأمين العام لجامعة الدول العربية بشأن سياسة الجوار العربي طلب القادة العرب من الأمين العام إعداد ورقة عمل حول المباديء المقترحة لسياسة جوار عربية, والآلية المناسبة في هذا الشأن, تضمن تطوير الروابط والتنسيق في إطار رابطة جوار عربية, علي أن يتم عرضها علي الدورة العادية المقبلة لمجلس الجامعة الوزاري في سبتمبر تمهيدا لعرضها علي القمة الاستثنائية العربية التي اتفق علي عقدها في موعد غايته اكتوبر2010. ووجه القادة العرب تحية إكبار وإجلال للشعب الفلسطيني في نضاله للتصدي للعدوان الإسرائيلي المستمر عليه وعلي أرضه ومقدساته وتراثه, وأكد دعم صموده حتي تتحقق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والمتصلة وعاصمتها القدسالشرقية, وندين بشدة الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة والمتصاعدة علي الشعب الفلسطيني وعلي الأراضي الفلسطينيةالمحتلة, واستمرار إسرائيل في نشاطاتها الاستيطانية بالرغم من الادانات الدولية لهذه الممارسات غير الشرعية ولهذه الانتهاكات للقانون الدولي الإنساني ولمواثيق حقوق الإنسان. وأعربوا عن الدعم الكامل لمدينة القدس وأهلها الصامدين والمرابطين علي أرضهم في مواجهة العدوان الاسرائيلي المتواصل عليهم وعلي مقدساتهم خاصة علي المسجد الأقصي المبارك, ونعلن عن خطة عمل تتضمن إجراءات سياسية وقانونية للتصدي لمحاولات تهويد القدس والاعتداءات المتوالية علي مقدساتها. وأكد إعلان سرت أن القدسالشرقية جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام1967, وأن جميع الإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلية فيها باطلة ومنعدمة قانونا وحكما ولا يترتب عليها إحداث أي تغيير علي وضع المدينة القانوني كمدينة محتلة ولا علي وضعها السياسي باعتبارها عاصمة لدولة فلسطين. ودعا الي عقد مؤتمر دولي تحت رعاية جامعة الدول العربية وبمشاركة جميع الدول العربية والمؤسسات والنقابات وهيئات المجتمع المدني المعنية خلال هذا العام للدفاع عن القدس وحمايتها علي جميع الأصعدة. وأعرب إعلان سرت عن دعم الجهود العربية الرامية الي تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية, ودعوة مصر الي الاستمرار في جهودها لتأمين التوصل الي اتفاق للمصالحة يتم التوقيع عليه من كل الأطراف الفلسطينية, ونحذر من أن استمرار الانقسام الفلسطيني يشكل خطرا حقيقيا علي مستقبل الشعب الفلسطيني وقضيته, ونطالب جميع الفصائل باتخاذ الخطوات اللازمة لرأب الصدع والتجاوب مع المساعي العربية بما يكفل تحقيق المصالحة الوطنية المنشودة, وبما يضمن وحدة الأراضي الفلسطينية جغرافيا وسياسيا. والمطالبة برفع الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة بشكل فوري, ودعوة المجتمع الدولي وعلي رأسه مجلس الأمن لاتخاذ موقف واضح من هذا الحصار الظالم واللا انساني. وأكد الإعلان مجددا أن السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط لايمكن أن يتحقق إلا من خلال الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة, بما في ذلك الجولان العربي السوري المحتل ومن المناطق المحتلة في جنوب لبنان, وأدان الانتهاكات الخطيرة التي تمارسها إسرائيل واعتداءاتها المستمرة علي الدول العربية. ورحب إعلان سرت بإجراء الانتخابات البرلمانية في العراق, وبما أظهره العراقيون من تمسك بالعملية السياسية الديمقراطية, وبمسيرة تعزيز الاستقرار الأمني والسياسي وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة, ودعا القيادات العراقية جميعها بمختلف انتماءاتها الطائفية والعرقية والحزبية الي تغليب المصلحة الوطنية ووضعها فوق كل اعتبار. ودعا إعلان سرت الحكومة الايرانية مجددا إلي الانسحاب من الجزر العربية الثلاث واعادتها إلي السيادة الاماراتية. وأكد التضامن مع السودان في مواجهة أية محاولات للتدخل في شئونه الداخلية واية محاولة تستهدف النيل من سيادته ووحدته وأمنه واستقراره ونرفض قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن الرئيس عمر البشير. ورحب بالخطوات التي تم التوصل إليها فيما يخص تسوية الأزمة في دارفور بين الحكومة السودانية وفصائل المعارضة المسلحة ودعوة جميع الاطراف إلي تبني الحوار كوسيلة لتحقيق الأمن والاستقرار في جميع ربوع السودان. وأعرب عن تقديره للجهود الحثيثة التي تقوم بها دولة قطر لرعاية مفاوضات السلام بشأن دارفور, والجهود التي تبذلها كل من ليبيا ومصر للمساهمة في توحيد المواقف التفاوضية لحركات المعارضة المسلحة في دارفور بغية الوصول إلي اتفاق سلام شامل ونهائي في دارفور. ودعا شريكي السلام والقوي السودانية كافة إلي العمل من أجل أن تكون الوحدة السودانية وأكد الدعم الكامل لجمهورية القمر المتحدة والحرص علي وحدتها الوطنية. ورحب بتوجهات الحكومة الصومالية لتفعيل المصالحة الوطنية مع جميع مكونات المجتمع الصومالي وحث جميع الأطراف الصومالية علي نبذ العنف والاقتتال, واعتماد أسلوب الحوار ودعم برامج المصالحة الوطنية. وأكد أهمية التعاون العربي الافريقي وندعو إلي أن تكون القمة العربية الافريقية الثانية المزمع عقدها في الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمي نهاية2010 منطلقا جديدا للتعاون العربي الافريقي الفعال, مما يحقق طموحات الشعوب العربية والافريقية. وأكد اعلان سرت تمسك الدول العربية بثقافة الحوار والتحالف بين الحضارات والأديان تكريسا للأمن والسلم بين الشعوب, وسعيا إلي ترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي والعمل مع الحكومات والمنظمات الدولية علي تعزيز آليات التعامل مع ثقافة الاخر واحترامها. كما أكد ضرورة التعاون والحوار والاحترام المتبادل بين الشعوب والثقافات وبناء عالم يسوده الانفتاح والتسامح, والتذكير بأن احترام المقدسات الدينية والمعتقدات يمثل عاملا حاسما في بناء الثقة وجسور الصداقة بين الأمم. وعبر عن الرفض الحازم وادانتنا القاطعة للاساءة والتطاول والمساس بالأديان أو رموزها أو قيمها الروحية. وعبر عن القلق البالغ تجاه الاجراءات التعسفية التي أثرت سلبا علي أوضاع الجاليات المسلمة في بعض الدول الغربية, ورفض الاجراءات السويسرية القاضية بحظر اقامة المآذن الأمر الذي يتناقض مع حرية المعتقدات ومواثيق حقوق الانسان بما في ذلك الاوروبي منها.
