قال ناشطون سوريون اليوم الأحد إن 34 شخصا لقوا حتفهم جراء الهجوم العسكري الذي يواصل الجيش السوري شنه على عدد من المناطق المضطربة، في الوقت الذي تجري فيه البلاد استفتاء حول مشروع الدستور الجديد. وقالت لجان التنسيق المحلية المعارضة إن معظم القتلى سقطوا في مدينة حمص وسط البلاد، والتي تخضع للحصار والقصف من جانب القوات الحكومية منذ الثالث من فبراير الجاري. وأفاد ناشطون أيضا بأن اشتباكات وقعت بين المقاتلين المعارضين والقوات الحكومية في حمص وفي مدينة درعا جنوبي البلاد، بالقرب من الحدود مع الأردن. وكان السوريون بدأوا في الساعة السابعة بالتوقيت المحلي (الخامسة بتوقيت جرينتش) صباح اليوم الأحد الإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء بكل المراكز الموزعة في المحافظات وعددها 14 وعلى المراكز الحدودية والمطارات والبادية. وأعلنت كل قوى المعارضة التي لها قاعدة شعبية كبيرة مقاطعتها لهذا الاستفتاء "لأنه ملطخ بالدم وهو صنيعة النظام البعثي القائم إضافة إلى أنه يأتي والسلطات ضاغطة على زناد النار" على حد وصفها. وأفاد ناشطون في سورية اليوم بأن نسبة المشاركة في الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد في ريف دمشق كانت ضعيفة وفي بعض الأماكن من الريف كانت شبه معدومة أيضا. وقال معارضون من ضواحي وريف دمشق في بيانات لهم نشروها على الإنترنت إن "عدم المشاركة هي رسالة واضحة بأن المعارضة لم تشارك في صياغة مشروع الدستور هذا، كما أنها ترى أن قول السلطات أن هذه الخطوات تأتي من ضمن الإصلاح موضوع مشكوك فيه لأن الإصلاح لا يمكن أن يتم بالإكراه فالسلطات لم تخف قناعاتها وأعلنت عن خيارها الأمني كحل للأزمة الراهنة". واعتبر ناشطون أن كثيرا من المراكز التي خصصتها وزارة الداخلية لاسيما في المناطق المشتعلة لم يدخلها أحد وبقيت فارغة. وصوت الرئيس السوري بشار الأسد وعقيلته أسماء اليوم في الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد. جرى ذلك في مركز للاستفتاء في مبنى التليفزيون السوري الحكومي المتواجد في ساحة الأمويين القريبة إلى مكاتب القصر الرئاسي ، وسط إجراءات أمنية مشددة. وقالت هدى أبو صالح ، سيدة تزور أحد مراكز الاستفتاء في ضاحية جرمانا إحدى ضواحي دمشق هي وإحدى قريباتها ، لوكالة الأنباء الألمانية "أتيت لأستفتي بنعم، إن كانت هذه النعم تسهم في مستقبل أفضل لسورية، وإن كانت تعيد لي ولأسرتي الأمن والاستقرار". وفي مركز آخر في ضاحية قدسيا القريبة من دمشق ، والتي خرجت فيها العديد من التظاهرات المناوئة للسلطات السورية قال محمد "أتيت إلى المركز لأصوت بالرفض على هذا الدستور، إنه لا يمثلني وباعتقادي أنه لا يمثل الملايين من الشعب السوري الذي يريد الانتقال نحو مستقبل أكثر إشراقا وديمقراطية". وتقترب الأزمة السورية من استكمال عامها الأول دون أن يلوح أي مخرج لها في الأفق. وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على الإنترنت بعض السوريين في حمص ومدينة إدلب ، التي تعد أحد معاقل المعارضين في جنوب سورية ، وهم يسخرون من الاستفتاء بإقامة مراكز اقتراع خاصة بهم، كما شوهد بعض السوريين وهم يلقون أوراق اقتراع مقلدة في صناديق القمامة. من جانبه ، صرح ليد المعلم وزير الخارجية السوري واليوم بأن مشروع الدستور الجديد سينقل سورية إلى مرحلة جديدة ، معتبرا أن مواقف المعارضة منه ليست على صلة بمصالح الشعب السوري. وقال المعلم ، في تصريح للصحفيين خلال الإدلاء بصوته في الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد في مبنى وزارة الخارجية: "في هذا اليوم ننتقل بمرحلة ديمقراطية جديدة ، تخرج سورية أقوى بكثير مما كانت". وأضاف: "هذا يوم تاريخي في حياة الشعب السوري الذي يراهن على صموده وتماسكه فاستحق هذا الدستور الذي ينقل سورية من خلاله إلى مرحلة التعددية السياسية والى مرحلة ديمقراطية". نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن وزارة الداخلية قولها إن العدد الإجمالي للمراكز التي خصصت لعملية الاستفتاء 14185 مركزا بعد طلب بعض المحافظات زيادة أعداد المراكز المحددة مسبقا ب 13835 بما فيها المراكز التي تم افتتاحها على الحدود البرية وفي المطارات لتمكين المواطنين المغادرين والقادمين من الإدلاء بأصواتهم. وقالت وزارة الداخلية إن نحو 15 مليون سوري يتمتعون بحق لهم الاستفتاء. ويحمل الدستور المقترح وعودا بإقامة تعددية سياسية وإنهاء عقود من احتكار السلطة من جانب حزب البعث الحاكم ، الذي يتولى السلطة في البلاد منذ عام 1963 . غير أن المعارضة قالت إنها لن تقبل بأقل من تنحي الأسد عن منصبه