سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الصحافة الأمريكية تواصل التحقيق فى خفايا النفوذ الأجنبى بمراكز الأبحاث.. واشنطن بوست: قطر تشترى التأثير فى «بروكينجز» ..والملياردير صابان ينسحب إعتراضاً مشروع إستقصائى حول الإرهاب: مركز الدوحة يميل لاستضافة شخصيات تبرر الهجمات الإرهابية
تواصل الصحافة الأمريكية كشف تفاصيل جديدة عن التمويل الخارجى ونفوذ الدول الأجنبية داخل مراكز الأبحاث الكبرى فى واشنطن، فقد خرجت صحيفة «واشنطن بوست» أمس الأول بتحقيق إستقصائى مطول عن تأثير المصالح الخاصة والأموال الأجنبية على أجندة الأبحاث فى مؤسسة بروكينجز التى تحتل المرتبة الأولى فى قائمة مراكز البحوث الأكثر تأثيرا عالميا. وأشارت الصحيفة إلى وجود علاقة "تبادل منافع" بين المؤسسة البحثية العريقة ودولة قطر فى السنوات الأخيرة، ففى الوقت الذى تحصل فيه بروكينجز على تمويل مالى فإن الدوحة قد إستخدمت المؤسسات البحثية الأمريكية فى دعم مصداقية قطر على المستوى الدولي. وتحت عنوان "حقبة جديدة من النفوذ"، قالت الصحيفة فى تقريرها إن مدير المركز صرح لمجموعة من المسئولين الأمريكيين فى عام 2009 بأن القطريين ابلغوه أنهم يرون فى المؤتمرات التى تنظمها المؤسسات البحثية جزءا من إستراتيجية أمنية أوسع تتضمن أيضا وجود القواعد العسكرية الأمريكية فى أراضيهم وهو تقييم جاء فى تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية سربه موقع "ويكيليكس". وقال أحد القطريين - حسب وصف الصحيفة- أن المؤتمرات تمثل حاملات الطائرات الخاصة بنا، والقواعد العسكرية الأمريكية هى أسلحتنا النووية". وتشير الصحيفة الأمريكية الى أن العلاقة بين بروكينجز وقطر قد تعرضت لإنتقادات حادة من دول حليفة للولايات المتحدة فى منطقة الشرق الأوسط فى الشهور الأخيرة بعد أن لفتت قطر الأنظار إليها نتيجة دعمها لحركة حماس وجماعات أخرى مسلحة فى المنطقة. وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد أوردت فى تقرير مماثل فى سبتمبر الماضى جوانب من الروابط المالية بين قطر وبروكينجز. وقال مسئول إسرائيلى أن تلقى بروكينجز تمويلا قطريا جعل الحكومة الإسرائيلية تنظر إلى الأعمال التى تصدر عن المؤسسة البحثية العريقة بعين الشك رغم انها تقود ما يعرف بمراكز التفكير فى العالم اليوم. وتدافع بروكينجز عن موقفها بالقول أن الأموال القطرية تمول مركز بروكينجز فى الدوحة ومشروعا فى العاصمة الأمريكية وتقول أن العلاقة مع قطر لم تخترق إستقلالية الباحثين ومركز الدوحة يقدم ميزة كبيرة فى دراسة المنطقة. ويقول السفير مارتن إنديك نائب رئيس المؤسسة إن القطريين يفعلون بعض الأشياء السيئة ولكنهم فيما يتعلق ببروكينجز فهناك تعاون مثمر. وتوضح واشنطن بوست إن حاييم صابان ملياردير الإعلام- اليهودى من أصل مصري- قد قام فى مطلع العام الحالى برفع أسمه من المعهد الذى حمل أسمه فى بروكينجز وموله لسنوات بسبب تلك الروابط بين قطر والمؤسسة البحثية حيث يقول المسئولون فى بروكينجز إن حاييم صبًان رغم تأييده الكبير لإسرائيل لم تؤثر أراءه على توجهات المركز البحثية خلال فترة تمويله لإنشطته. وتؤكد الصحيفة إن واشنطن تعيش اليوم حقبة جديدة يسيطر فيها أصحاب الشركات والدول الأجنبية على أجندة الأبحاث بما يحقق لها فرصة الوصول والتأثير على صانع القرار الأمريكى ورغم تنبيه الشركات المروجة لتلك المصالح على اصحاب الأموال بصعوبة التأثير على التوجهات البحثية إلا أن الممولين يتمكنون من الوصول إلى الباحثين مباشرة أثناء إعداد الأوراق البحثية ويقترحون أسماء المشاركين فى الندوات والمناسبات العامة. كما نشر "المشروع الإستقصائى حول الإرهاب" وهو مؤسسة بحثية أمريكية تقريرا من أربعة أجزاء فى الأيام القليلة الماضية يتعرض للروابط بين قطر وبروكينجز بإعتبارها تمثل خطرا على واحدة من مراكز التفكير الكبرى فى العالم والتى تشترى الدوحة النفوذ داخلها اليوم بعد أن بلغ تمويل قطر للمؤسسة 14.8 مليون دولار فى العام الماضى مقابل 2.9 مليون دولار فى عام 2011 لتصبح أكبر دولة ممولة لبرامج بحثية فى المؤسسة الكبري. وكانت قطر قد بدأت تمويل مشروع لدراسة العالم الإسلامى فى بروكينجز عام 2002 إلا أن قيمة الأموال التى دفعتها الدوحة فى المدة ما بين عامى 2002 و2010 لم يٌكشف عنها حتى اليوم. وقد قام المشروع الإستقصائى بمراجعة 12 مؤتمرا ومناسبة عامة نظمها بروكينجز برعاية من الحكومة القطرية وتوصل إلى أن البرنامج فى الدوحةوواشنطن يقوم بشكل معتاد بدعوة منظمة تقوم بإستضافة شخصيات تبرر الهجمات الإرهابية ضد القوات الأمريكية والمدنيين الإسرائيليين ونقل المشروع عن أحد الباحثين الزائرين للمركز قبل خمس سنوات قوله أنه لا يوجد مجال لنقد السياسات القطرية فى الأوراق البحثية محذرا أعضاء الكونجرس من أن الإستعانة بأوراق بحثية وأوراق سياسات من بروكينجز يعنى ببساطة أن "القصة غير مكتملة". ورغم نفى المسئولين فى المؤسسة الأمريكية للتأثير القطرى السلبى على عملها إلا أن مذكرة تفاهم وقعها الجانبان فى 2012 تؤكد عكس ما سبق. فقد قالت وزارة الخارجية القطرية فى بيان أن الشراكة تعطى قطر واجهة للعلاقات العامة وأن المشروعات البحثية توفر "صورة براقة لقطر فى الإعلام الدولى خاصة فى وسائل الإعلام الأمريكية". كما قام المشروع الإستقصائى بإستعراض عينة من الأوراق البحثية والدراسات التى تروج للحوار مع جماعات متشددة فى السنوات الأخيرة ومن بينها دعوة عدد من الباحثين إلى عقد حوار بين الإدارة الأمريكية وجماعة أحرار الشام التى تنتمى لتنظيم القاعدة وتمولها قطر وتركيا حسب المصادر الأمريكية نفسها وكانت تلك الجماعة تقاتل إلى جانب جبهة النصرة وتنظيم داعش حيث أعتبر باحثو بروكينجز أحرار الشام منظمة "وسطية" بين تنظيمين إرهابيين! كما أشار المشروع البحثى إلى الأفكار التى روج لها باحثون أمريكيون لفترة أكثر من عشر سنوات بشأن الطابع "المعتدل" لجماعة الإخوان المسلمين ودعمهم فكر الجماعة لسنوات ودعوة أعضائها ومناصريها للمؤتمرات السنوية وبعد سقوط الجماعة فى مصر حاول باحثون فى بروكينجز الإيحاء بإن حظر الجماعة و"العلمنة القصرية" للمجتمع - حسب تعبيرهم- سيؤدى إلى إستعداء غالبية من المصريين وسقوط البلاد فى مستنقع الصراع الإجتماعى وهى النتائج التى أثبتت الأحداث فى مصر أنها بعيدة عن الواقع تماماً.