كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تحقيق استقصائي لها أن مراكز العصف الذهني الأمريكية المعروفة باسم Think Tan تتلقى أموالى في صورة تبرعات أو منح من حكومات أوروبية وشرق أوسطية – بعضها بالمخالفة للقوانين الأمريكية – الأمر الذي يؤثر على موضوعيتها. وأشارت الصحيفة إلى دول مثل النرويجوالإماراتوقطر. وقال إن ''معظم الأموال تأتي من بلدان في أوروبا والشرق الأوسط ومن أمكان أخرى في أسيا خاصة الدولة المنتجة للنفط الإماراتوقطر والنرويج، وبأشكال مختلفة''. وأوردت الصحيفة أسماء معهد بروكينجز ومركز الدراسات الاستراتيجية والدولية والمجلس الأطلنطي. وقالت إن كل مركز منهم يتلقى تمويلات من الخارج، وينتجون أوراقا في السياسات ويستضيفون منتديات وينظمون مؤتمرات خاصة لكبار مسؤولي الحكومة الأمريكية التي تنحاز عادة لصالح أجندات الحكومات الأجنبية. وأوضحت أن ''الإمارات، وهي داعم رئيسي لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولة، قدمت منحة بأكثر من مليون دولار لبناء مقرا للمركز ليس بعيدا عن البيت الأبيض''. أما قطر، تلك الدولة الصغيرة في الشرق الأوسط، فوافقت العام الماضي على تقديم منحة مقدارها 14 مليون دولار على مدار أربعة أعوام لمعهد بروكينجز، الذي ساعد في تمويل الفرع التابع لبروكينجز في الدوحة، وتمويل مشروع عن علاقة الولاياتالمتحدة بالعالم الإسلامي، على ما تقول الصحيفة. وقال بعض الباحثين إن المنح تؤدي إلى اتفاق ضمني بموجبها تمتنع المجموعات البحثية عن انتقاد الحكومات المانحة. وقال سالم علي، الذي عمل كزميل زائر في معهد بروكينجز الدوحة ''إذا استخدم عضو في الكونجرس تقارير بركينجز، فلابد أن يدرك أنه لا يحصل على القصة كاملة''. وقال علي إنها عندما تقدم لعمل مقابلة الوظيفة قيل له إنه لا يمكنه أن يتخذ مواقف منتقدة للحكومة القطرية في أبحاثه ''ربما لا يقدمون قصصا مزيفة، لكنهم لا يقدمون القصة الكاملة''. وقالت نيويورك تايمز إن مراكز العصف الذهني لا تكشف عن شروط الاتفاقات التي يتم التوصل إليها مع الحكومات الأجنبية، ولم تسجل لدى الحكومة الأمريكية كممثلين للدول المانحة، وهو حذف يبدو أنه – في بعض الحالات – انتهاك للقانون الفيدرالي الأمريكي، بحسب العديد من المتخصصين القانونيين الذي فحصوا الاتفاقات بطلب من الصحيفة. وأوضحت الصحيفة أن صناع السياسة في الولاياتالمتحدة الذين يعتمدون على مراكز العصف الذهني، في الغالب لا يدركون دور الحكومات الأجنبية في تمويل الأبحاث. وقال جوزيف ساندلر، وهو محامي وخبير في الوضعية التي تحكم اللوبي الأمريكي، إن الترتيبات بين الدول ومراكز العصف الذهني ''فتحت نافذة كبيرة من ناحية شراء التأثير في واشنطن، والتي لم يسبق أن تعرضت لها واشنطن من قبل''. إلا أن بعض المسؤولين التنفيذيين في تلك المراكز، شددوا في مقابلات مع الصحيفة، على الأموال التي يتلقونها من الحكومات الأجنبية لا تشكل خطرا على أبحاثهم.