في أيامنا هذه نرى غفلة العرب وانشغالهم بأنفسهم والصراعات الداخلية والحفاظ على العروش الآيلة للسقوط، وفي نفس الوقت المتطرفون اليهود يقتحمون الأقصى ويسعون لتدميره وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه بمنتهى الوقاحة والاستهزاء والسخرية بالعرب والمسلمين الذين صاروا غثاءً كغثاء السيل، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم. كل هذا يتم تحت حماية جيش الاحتلال الصهيوني، فهل يجرؤ أحد أن يصف ما يحدث للأقصى على أيدي هؤلاء المجرمين الصهاينة بأنه عنصرية وإرهاب وحقد أسود مكنون في النفوس أين أنتِ يا حمرة الخجل؟! أين أمريكا وأين دعاة حقوق الإنسان؟ أوليس ما يحدث انتهاك لحقوق أمة بأكملها وإهانة لمقدساتها ودوس على كرامتها؟! لماذا لم يتحرك رؤساء العرب والمسلمين لنصرة المسجد الأقصى؟ هل هذا المسجد مِلْك لليهود؟ كل الدراسات التاريخية والاستراتيجية ودراسات علماء طبقات الأرض التي قامت على الحفريات أثبتت كذب اليهود وافتراءاتهم وبطلان مزاعمهم في المسجد الأقصى وملكية الهيكل المزعوم. ما يرتكبه الصهاينة في حق أبناء فلسطين أمر يندى له الجبين، بالأمس قام مستوطن إسرائيلي قرب بلدة سنجل شمال رام الله بدهس طفلتين فلسطينيتين وأصيبتا بجروح خطيرة، ودخلتا في غيبوبة، فهل سمعنا أحدًا من العرب تكلم؟ كلا، أين الأمة العربية والإسلامية؟ حدِّث ولا حَرَج. لما أتت للقائد صلاح الدين رسالة على لسان المسجد الأقصى تقول: يا أيها الملك الذي لمعالم الصلبان نكَّس ** كل المساجد طُهّرت وأنا على شرفي أنجّس!! أقسم القائد صلاح الدين الأيوبي ألا يمس جسدَهُ ماءٌ حتى يحرر المسجد الأقصى من أيدي الصليبيين، وقد كان، لما وُجد العزم والرجال جاء النصر بفضل الله تعالى، ودخل صلاح الدين القدس ومعه العلماء والزهاد ليدعو الناس للدين الحق ويطهر القدس من رجس الأعداء. قال الأستاذ فاروق جويدة في قصيدة "شهداؤنا": شهداؤنا في كل شبر.. في البلاد يزمجرونْ.. جاءوا صفوفًا يسألونْ.. يا أيها الأحياءُ ماذا تفعلونْ.. في كل يوم كالقطيع على المذابح تُصلبونْ.. تتنازلون على جناح الليل.. كالفئران سرًّا للذئاب تهرولونْ.. وأمام أمريكا.. تُقام صلاتكم فتسبحونْ.. وتطوف أعينكم على الدولارِ.. فوق ربوعه الخضراء يبكي الساجدونْ.. صور على الشاشاتِ.. جرذان تصافح بعضها.. والناس من ألم الفجيعة يضحكونْ.. في صورتين تُباع أوطان، وتسقط أمةٌ.. ورؤوسكم تحت النعالِ.. وتركعونْ.. في صورتين.. تُسلَّم القدس العريقة للذئاب.. ويسكر المتآمرون.. لمزيد من مقالات د . جمال عبد الناصر