نائبًا عن رئيس الجمهورية.. محافظ كفر الشيخ يشهد احتفالية الأوقاف ب العام الهجري الجديد 1446    «الجودة والمنظومة».. أول تصريحات لوزير التموين بشأن الرغيف المدعم (تفاصيل)    ريمونتادا تقود هولندا إلى نصف نهائي يورو 2024 على حساب تركيا.. فيديو    الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية: إسرائيل لا تستطيع العمل بمفردها    موعد مباراة هولندا وإنجلترا في نصف نهائي يورو 2024    كلب يعقر 11 شخصا بمنطقة سوزان فى المنوفية    السيطرة على حريق في حشائش الغاب بجوار المنطقة الصناعية ببني سويف    مي كساب تتغزل في زوجها: الجنرال واحد بس عم الشغلانة (صورة)    عمرو موسى للقاهرة الإخبارية: سياسة إسرائيل عنصرية    إيلون ماسك يفجر مفاجأة بشأن تطبيق واتساب.. ماذا قال؟    الوزراء: جاري العمل على تسريع تنفيذ مبادرة زراعة 100 مليون شجرة    مانشستر يونايتد لا يمانع رحيل لاعبه إلي الدوري الإسباني    متحدث الوزراء يكشف توجيهات مدبولي بشأن مشروع تلال حدائق الفسطاط    لميس الحديدى عن رحيل أحمد رفعت: خبر حزين فاجأ الشارع والوسط الرياضى    متخصص فى الشأن السودانى: قمة القاهرة نقطة فارقة فى مسار حل الأزمة السودانية    طبيب الراحل أحمد رفعت يكشف تفاصيل حالته الصحية قبل وفاته    قافلة طبية مجانية ضمن «حياة كريمة» في قرية الكشاكوة بكفر الشيخ لمدة يومين    تركي آل الشيخ: مصر تسبقنا في الخبرات الفنية.. وشراكتنا تهدف للتكامل    دعاء النبي وأفضل الأدعية المستجابة.. أدعية العام الهجري الجديد 1446    من مسجد السيدة زينب.. بدء احتفال وزارة الأوقاف بالعام الهجري الجديد    المقاومة الفلسطينية تعرض مشاهد من أبرز عملياتها لقنص الجنود اليهود    ارتفاع واردات السيارات المستوردة بنسبة 5.3% فى مصر خلال أول 5 أشهر    شولتس يجري اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء البريطاني الجديد    ننشر أقوال إمام عاشور بواقعة تعديه على فرد أمن مول بالشيخ زايد    رسميًا.. وزير الصحة يعد بإنهاء أزمة نواقص الأدوية في هذا الموعد (فيديو)    3 قرارات.. نتائج جلسة المناقشة الثانية لمجلس نقابة المحامين    المروحة تبدأ من 800 جنيه.. أسعار الأجهزة الكهربائية اليوم في مصر 2024    محافظ القاهرة يتفقد أحياء المنطقة الجنوبية    إستونيا تعلن تزويد كييف بمنظومات دفاع جوي قصيرة المدى    البابا تواضروس يشهد سيامة 24 كاهنًا جديدًا للخدمة بمصر والخارج    جامعة أسيوط تنظم حفل تخرج الدفعة رقم 57 من كلية التجارة    لأول مرة.. هروب جماعى لنجوم «الفراعنة» من أوليمبياد باريس    ضمن «حياة كريمة».. 42 وحدة صحية ضمن المرحلة الأولى من بني سويف    رانيا المشاط.. الاقتصادية    كلاكيت تاني مرة.. جامعة المنيا ضمن التصنيف الهولندي للجامعات    ناجلسمان يتطلع للمنافسة على كأس العالم بعد توديع ألمانيا ليورو 2024    عماد حسين: الحوار الوطنى يحظى بدعم كبير من الرئيس السيسي    خلال جولة رئيس الوزراء فى حديقة الأزبكية .. الانتهاء من أعمال التطوير بنسبة 93%    نتيجة الدبلومات الفنية 2024 (صناعي وزراعي وتجاري).. خطوات الحصول عليها    تأجيل محاكمة 3 مسؤولين بتهمة سرقة تمثال من المتحف الكبير لجلسة 7 أكتوبر    أيام الصيام في شهر محرم 2024.. تبدأ غدا وأشهرها عاشوراء    المركز المسيحي الإسلامي يُنظم ورشة للكتابة الصحفية    هل نجح الزمالك في إنهاء أزمة إيقاف القيد ..مصدر يوضح    وفد من جامعة «كوكيشان» اليابانية يتابع الخطة التدريبية للمسعفين    انطلاق أولى حلقات الصالون الثقافي الصيفي بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية    أجواء مميزة وطقس معتدل على شواطئ مطروح والحرارة العظمى 29 درجة.. فيديو    "مات أحمد رفعت وسيموت آخرون".. مالك دجلة يطالب بإلغاء الدوري وتكريم اللاعب    لطلاب الثانوية العامة، أفضل مشروبات للتخلص من التوتر    وزير الخارجية: مصر تسعى لدعم دول الجوار الأكثر تضررًا من الأزمة السودانية    خبيرة فلك: ولادة قمر جديد يبشر برج السرطان بنجاحات عديدة    مصر وسوريا تشددان على الرفض التام لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين.. الرئيس السيسى يؤكد ل"الأسد" مواصلة الجهود الرامية لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وإنفاذ المساعدات الإنسانية بصورة مستدامة    مفتى الجمهورية: التهنئة بقدوم العام الهجرى مستحبة شرعًا    ما الحكمة من اعتبار أول شهر المحرم بداية العام الهجري؟ الإفتاء تُجيب    ماذا يريد الحوار الوطنى من وزارة الصحة؟...توصيات الحوار الوطنى تضع الخطة    «في الساحل الشمالي».. شوبير يكشف عن أولى صفقات الأهلي (فيديو)    احتفالات السنة الهجرية الجديدة 1446 في العراق    «استحملت كلام كتير».. رد ناري من جمال علام على خروج إبراهيم عادل من معسكر المنتخب الأولمبي    تسنيم: بزشكيان يتقدم على جليلي في الفرز الأولي لأصوات الانتخابات الرئاسية الإيرانية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملامحُ الخِطابِ الشِّعرىِّ
نشر في الأهرام اليومي يوم 04 - 10 - 2014

فى تجربَةِ نصيف النَّاصِرى الشِّعريَّةِ تُمثِّلُ تجربَةُ الشَّاعرِ نصيف النَّاصِريِّ(1960- )إحْدَى أبْرَزِ التَّجَاربِ الشِّعريِّةِ الرَّاهِنَةِ ، على مِحْورِ التَّجربَةِ وَمِحْورِ الأدَاءِ الشِّعريِّ .
فنصيف صَاحبُ تجربَةٍ إنسَانيَّةٍ شَديدَةٍ الخُصُوصِيَّةِ وَالدِّرامِيَّةِ ؛ أُجْبِرَ على تَعَلُّمِ القِرَاءَةِ وَالكِتابَةِ ، وَهُو بَِيْنَ الخَامِسَةِ عَشَرَة وَالسَّادسَة عَشَرَة منْ عُمرِهِ ؛ خَوْفًا مِنْ السِّجنِ ، وَلمْ تَكَدْ تَمُرُّ ثلاثُ سَنَواتٍ حَتَّى دُفِعَ إلى التَّجنِيْدِ ، لِيَمْكُثَ فى المَعَاركِ اثنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً ، تبدأُ منْ عَامِ 1979إلى عَام1991 ، خَرَجَ مِنْهَا ، كَمَا يقولُ ، عِبَارَةً عنْ جُثَّةٍ فى كِيْسٍ عَسْكريٍّ ، مُحْبَطًا وَمُحَطَّمًا ؛ حَيْثُ مَرَّ بأهْوَالِ الحَرْبِ العِرَاقيَّةِ الإيرَانيَّةِ ؛ الَّتى كَانَتْ بدايَةً لِتَحْطِيْمِ مُقَدَّرَاتِ بلدِهِ وَقُدرَاتِهِ وَثرَواتِهِ ، كَانَ المَوْتُ على مَقْرُبَةٍ شَديدَةٍ منْهُ فى ليْلَةِ 3/5/1986، حِيْنَ هَجَمَ الجَيْشُ الإيرَانِيُّ على وحْدَتِهِ العَسْكريَّةِ ، فَوْقَ جَبلِ كَرده ، وَكثيرًا مَا توقَّعَ أنْ تتنَاثَرَ أشْلاؤُهُ بَيْنَ لحْظَةٍ وَأخْرَى ، أثنَاءِ هذِهِ السَّنَواتِ المُلتهِبَةِ ، فى الجَحِيْمِ العِرَاقِيِّ ، فى حَيَاةٍ أقْرَبَ إلى مَلْحَمَةِ جلجامش ؛ فقدْ عَايَشَ مَوْتَ الأصْدِقاءِ وَالرِّفاقِ ، كَمَا عَايَشَ جلجامشُ مَوْتَ انكيدو ، وَمَابَيْنَ كابوسِيَّةِ الدِّيكتاتوريَّةِ الحَاكِمَةِ وَأهْوَالِ المَعَاركِ الطَّاحِنَةِ ، تبَجَّسَتْ شِعريَّةُ نصيف النَّاصِريِّ ، فَخَالَطَ شُعَرَاءَ العِرَاقِ المُبْدِعيْنَ ، مُنْفَصِلاً عنْ شُعَرَاءِ مَدِيحِ قَادسِيَّةِ صَدَّام ، وَكَانَ ثَمَّةَ نَفَرٌ قليْلٌ منْ شُعَرَاءِ جِيْلِهِ يُحَاولونَ اللحَاقَ باللحْظَةِ الشِّعريَّةِ العَرَبيَّةِ فى حَالاتِهَا النَّاجِزَةِ ؛ فأنقذُوا هذِهِ الحِقبَةَ الشِّعريَّةَ فى العِرَاقِ ، وَفى طَلِيعَتِهِمْ : نصيف النَّاصريّ ، باسِم المرعبى ، محمَّد تُركى النَّصَار، خَالد جَابِر يُوسف ، صَلاح حَسَن ، وَظلَّتْ أهوَالُ الحَرْبِ وَرَائِحَةُ المَوْتِ مَاثلةً فى رُوحِ وَمُخيِّلَةِ وَمَنْظُور نصيف لِلْوَاقِعِ الإنْسَانيِّ ، على نَحْوٍ كثيْفٍ ، وَقدْ شَكَّلتْ لديْهِ رُؤيَةً أسْطوريَّةً لِلْوَاقِعِ الكَابُوسِيِّ .
أصْدَرَ نصيف فى عَامِ 1986، أرْبَعَ مَجْموعَاتٍ شِعريَّةٍ فى مُجَلَّدٍ بعنوَانِ " جَهَشَات " ، كَتَبَهُ بخَطِّ اليَدِ ، ثُمَّ قَام بتصْويرِهِ خَمْسِيْنَ نُسْخَةً ، وَقَامَ بتوزيعِهِ دَاخِلَ العِرَاقِ وَخَارِجَهُ ، وَعَبْرَ نصُوصٍ منْهُ نَشَرَهَا لهُ الشَّاعرُ سَليم بَرَكات فى مجلَّةِ : الكَرْمِل ، لفَتَ إليْهِ الأنظَارَ العَربيَّةَ ، باعتِبَارِهِ صَوْتًا شِعريًّا كثِيْفَ الشِّعريَّةِ ؛ ذَا نَبْرَةٍ شِعريَّةٍ خَاصَّةٍ ، ينْحُو إلى شِعريَّةِ الأدَاءِ السِّريَاليِّ ، بأدَاءٍ طَليعِيٍّ خَاصٍّ ، وَلغَة شِعريَّةٍ شَديدَةِ التَّميُّزِ ، أتْبَعَ هَذَا المُجَلَّدَ بديوَانِ : " أرْض خَضْرَاء مثْل أبْوَابِ السَّنَةِ " ، صَدَرَ عنْ المُؤسَّسَةِ العَربيَّةِ للدِّراسَاتِ وَالنَّشرِ ببيروت فى عَامِ 1996، وَاصَلَ فيْهِ تأصِيلَ صَوْتِهِ الخَاصِّ ، وَأدَائِهِ الخَاصِّ ، فى مَشْهَدِ الشِّعريَّةِ العَربيَّةِ الجَديدَةِ ، وَتَوَالَتْ ، فيْمَا بَعْدُ ، أعْمَالُهُ الشِّعريَّةُ ؛ الَّتى تَجَاوَزَتْ الثَّلاثيْنَ ، عنْ دارِ مَخْطُوطَات بهولندا ، وَقدْ آثَرَ نصيف ، مِثْلَ عَدِيديْنَ مِنْ مُبْدِعِى العِرَاقِ ، الهِجْرَةَ ، بَعْدَ تَجَبُّرِ الدِّيكتاتوريَّةِ ، وَخَرَابِ الوَطنِ وَضَيَاعِ مُقدَّرَاتِهِ وَثرَوَاتِهِ فى مَعَارَك عَبثيَّةٍ وَمُدَمِّرَةٍ ، وَمُنْذُ عَامِ 1998يُقِيْمُ فى السِّويد ، غَيْرَ أنَّه كَمَا قالَ كفافيسُ فى قَصِيْدتِهِ : المدينة " مَادَامَتْ حَياتُكَ قدْ خَرِبَتْ فى هذِهِ المَنْطِقَةِ منْ العَالَمِ ، فَحَيَاتكَ خَرَابٌ ، أيْنَمَا حَلَلْتَ " ، فقدْ ظَلَّتْ التَّجربَةُ المُؤلِمَةُ وَلازَالَتْ حَيةً وَمُتَّقِدَةً ، وَلا يَزَالُ الخِطَابُ الشِّعريُّ يَحْمِلُ هذِهِ الرُّؤى الكَابوسِيَّةَ ، فى نَبْرَةٍ فَجَائِعيَّةٍ ، وَإيقَاعٍ جَنَائزيٍّ فى أحْوَالٍ كثيرَةٍ ، وَلا يَزَالُ الخَرَابُ وَالوَحْشَةُ وَرَوَائِحُ المَوْتِ تُخَيِّمُ على أجْوَاءِ الخِطَابِ ، وَقدْ قادَتْهُ رُؤى العَدَمِ وَالخَرَابِ وَالقِيَامَةِ الأرْضِيَّةِ ، إلى أجْوَاءٍ سِريَاليَّةٍ وَدَاديَّةٍ ، هِيَ مُحَصِّلةٌ طَبيعِيَّةٌ لحَيَاةِ على حَافَّةِ المَوْتِ دَائمًا ، فالخِطابُ الشِّعريُّ هُناَ لمْ ينفَصِلْ عنْ التَّجربَةِ المَعِيْشَةِ للشَّاعرِ ، بَلْ هُوَ التَّجسِيْدُ الجَمَاليُّ لهَذِهِ التَّجربَةِ الجَيَّاشَةِ ؛ بفورَانِهَا ، وَتَحَوُّلاتِهَا ، وَخُصُوصِيَّتِهَا ، وَلمْ تَنْفَصِلْ التَّجربَةُ الشِّعريَّةُ عنْ التَّجربَةِ الحَيَاتيَّةِ المَعِيْشَةِ .
وَقدْ اكتَسَبَ الخِطَابُ الشِّعريُّ لِنصيف خصوصِيَّتَهُ مِنْ تعبيْرِهِ عَنْ رُؤى هَذِهِ التَّجربَةِ ؛ شَديدَةِ الخُصوصِيَّةِ ، عَبْرَ بنَاءٍ شِعريٍّ اتَّسَمَ بلُغَتِهِ المُنْتَخَبَةِ المُعَتَّقَةِ الرَّحبَةِ ؛ لُغَةٍ فَجَائِعِيَّةٍ تُبَاهِى بحضُورِهَا ، دُونَ أنْ تقَعَ فى كَرْنفاليَّةِ سَليم بَرَكات ، كَمَا اتَّسَمَ بصورِهِ الشِّعريَّةِ ذَاتَ الجنوحِ الوَاضِحِ إلى المِخْيَالِ السِّريَاليِّ الحُرِّ ؛ حَيْثُ يَتَدَاخَلُ فيْهَا المَعِيْشُ وَالسِّرياليُّ ، الوَاقِعيُّ وَالفنتازيُّ ، السَّرديُّ وَالبَصَريُّ ؛ فى رُؤى عَجَائبيَّةٍ هَذَيَانيَّةٍ حُرَّةٍ ، وبناؤُهُ الشِّعريُّ - غَالبًا - يعتمِدُ بنيَةً سَرْديَّة تقومُ على تَشَظِّى الرُّؤى وَالعِبَارَاتِ وَالصورِ دَاخِلهَا ، فى رُؤى شِعريَّةٍ مَحْمُومَةٍ وَهَذَيَانيَّةٍ ، وَنَبْرَةٍ فَجَائِعِيَّةٍ ، وَأدَاءٍ مُكثَّفٍ ؛ على الرَّغمِ منْ تَدَاعِيهِ الظَّاهِريِّ ، وَهُوَ مَا تَكْشِفُ عنْهُ هذِهِ النُّصوصُ :
-1-
" قلتُ لأبى : أعْطنِى نُقودًا لأسْكرَ
فَتَحَ فَمَهَ فَخَرَجَ منْهُ أسَدٌ جَائعٌ .
قلْتُ لحَبيبتى : أعْطِنى قُبْلَةً
فَتَحَتْ فَمَهَا فَخَرَجَتْ مِنْهُ لبوةٌ .
قُلْتُ لآمرِ سَريَّتِى : أعْطِنى إجازَةً يَا سيِّدى
فَتَحَ فَمَهُ فَخَرَجَتْ مِنْهُ دَبَّابَةٌ
الأسَدُ الجَائعُ
وَاللبوَةُ
اصْطَحَبْتُهُمَا مَعِى فى نُزْهَةٍ على الدَّبابَةِ
ثمَّ عُدْتُ إلى السِّجنِ مَصْدُوعَ الرَّأسِ ."
-2-
لسْتُ مُوظَّفًا إلهيًّا . برقَّةِ اللصِّ أنقِّبُ عنْ كاليغولا . صَعْبٌ0 عِرَاكُ العَالمِ . هُنَاكَ فى أقْصَى المَدينَةِ ، امْرَأةٌ مُتزوِّجةٌ تَمْسَحُ زُجَاجَ الأحْذيَةِ . فلنَرْقُصْ إعَارَةً . رَقَصْنَا وَاحِدَةً ثانيَةً ، وَطَلَعَ القََمَرُ أعْرَجَ مِنْ كِيْسِ النِّفايَةِ . مَا العَمَلُ يَا كاليغولا ؟ ، حَشْدٌ يمتدِحُ تقاويمَ أيَّامٍ لمْ تُكْتَبْ ، حُروبٌ عائليَّةٌ لمْ تُؤرَّخْ . أنَا آخِرُ السُّلالةِ ، أنَا طِفْلُ السُّومريِّينَ وَالبَابليِّينَ وَالآشُوريِّينَ والأكديِّينَ وَالعَمُوريِّينَ وَالفِينيقيِّينَ وَالآرَامِيِّينَ وَالجَعْزيِّينَ وَالفَرْثيِّينَ وَالكَنْعَانيِّينَ وَالأثيوبيِّينَ وَالسَّبئيِّينَ وَالإغْرِيْقِ وَالبَرَاهِمَةِ وَالهَيبيِّينَ وَالسِّريَاليِّينَ وَالهوهويِّينَ وَالولوليِّينَ . تِلكَ وَدِيعَتِى وَدَرَّاجَتِى مَعْطُوبَةٌ ، لكِنْ حِيْنَ أسْتنزِلُ غَيْمَةً مِنْ رَفِّ السَّمَاوَاتِ ، تَتَّسِعُ مَقَاعِدُ كثيرَةٌ لِلنَّاجِيْنَ مِنْ الطُّوفَانِ . أنَا شَمْعَةٌ . أنَا الأرِيْكَةُ تَصْطَادُ الطَّاغيَةَ . مَنْ الفَرَاشَةُ ؟ " الأيَّامُ وَشِيْعَةٌ " . أزْرارُ الفيلسُوفِ تَسْطَعُ فى خَزَانَةِ الطِّباعَةِ . لا تَسْمَعُوا إلى الغِبْطَةِ . أصْرُخُ خَلْفَ البَيْطَرِيِّ المَجْنُونِ . المَجْدُ لِلرَّنيْنِ . الغَلَبَةُ لِلغَلَبَةِ . البَهَائِمُ اللولبيَّةُ تناسَلَتْ فى غُرْفَةِ الجُغْرَافيَا . التَّابوتُ الفِقَريُّ على الوسَادةِ . اهْبِطِى مِنْ نجمَةِ أمريكا . عِنْدِى مَصَدَّاتٌ . رَائِحتُكِ إسْفِنْجٌ . الفِيْلُ بَطَّةٌ . انفُخِى سَأبْكِى . البُوقُ يعلفُ خصْرِى . منْ أجْلِ الإبَاحَةِ ، أُعَضِّدُ ملوكيَّتكِ . أيُّهَا الحُزْنُ بمُسَدَّسٍ عَاطِلٍ ، الرَّقصُ وَسِرُّهُ يُعْلِنَانِ غموضِى . المَلعُونُ أعْطَانِى كُوبًا ليُظْهِرَنِى العَطَبُ . لا الأنْوَالُ ، لا الألقََابُ . الحَظَائرُ عَاليَةٌ . دَرَجٌ طويْلٌ . لبِسْتُ نِقابًا وَاقتنيْتُ مَوَسُوعَةَ الضَّحكِ ، وَقَهْقَتُ عَاليًا . قافيَةُ العِبْءِ عَضَّتْ رُكْبَةَ الأريكَةِ . مِنْ أجْلِ بلاغَةِ أنفكِ ، حَشَدْتُ رَوَائِحَ فى مَمَرَّاتِ الصَّحَرَاءِ . أيَّتُهَا المَليئَةُ ، ارْبِطِى خصْرِى ، اصْهَلِى لِحِصَانٍ ، يَشُمُّ الزَّفَرَ فَوْقَ الرُّكبَةِ وَيَصْهَلُ .

-3-
يُكفِّنونَ قتلاهُمْ بَيْنَ الأريْجِ اللا مُبَالِى لِحَشَائشِ أرْضِنَا فى الليْلِ ، وَيَحُكُّونَ مَخَالبَهُمْ فى الأضْوَاءِ العفيفَةِ لِلمَتَاريسِ الَّتى شَيدنَاهَا لإطَالةِ هُدْنتِنَا مَعَهُمْ . كُلُّ حَرَكَةٍ مُبَاغِتَةٍ تَحْتَ الصُّخورِ المُتنزِّهَةِ فى الأنْهَارِ ، تُجرِّدُنَا منْ الطُّمأنينَةِ المُحْتَشِمَةِ ، وَتُطِيْحُ بالمِفْتَاحِ ، صَلاتُنَا المُختزَلَةُ فى اسْتِعرَاضَاتِنَا لمُحَاربيْنَا ، لا تَمْنَحُنَا القُدْرَةَ على الجَزْمِ بمَا سَيَفعلُهُ المُبَوِّقونَ على الجَانبِ الآخَرِ وَهُمْ يُطلِقُونَ صَوْبَ حقولِ قُطْنِنَا الشَّرَارَاتِ . مَكائِدُ فظيعَةٌ فى مَا مَضَى مِنْ تَاريخِنَا الدَّامِى ، أحْوَجَتْنَا فيْهَا الخِبْرَةُ إلى تَصَدِّيَاتٍ لأولئكَ الَّذينَ يَودُّونَ تحقيْقَ إنْجَازٍ مَا ضِدّنَا . الرِّيبَةُ وَالحَيْطَةُ ، تُسْدِلانِ على سُهَادِنَا التِّراجِيديِّ ، المَرَايَا المُفْرِطَةُ فى بروقِهَا ، وَيُعِينُنَا وَرَثتُنَا على التَّخلُّصِ منْ ثقلِ الظُّلمَةِ الَّتِى لا تُفْصِحُ عنْ حظوظِهَا . نُعِيْدُ فى كُلِّ فَجْرٍ ، إنشَادَنَا لِلْمَرَاثِى الَّتى نحفظُهَا عنْ أجْدَادِنَا الَّذينَ قُتِلُوا فى حروبِنَا مَعَ الصَّليبيِّينَ ، وَنَشْحَذُ أسْلِحَتَنَا فى الأضْرِحَةِ الَّتى وَسَّدنَاهُمْ يَنَابيعَهَا العَذْبَةَ . وَمِيْضٌ عَظِيْمٌ تتندَّى فيْهِ جِبَاهُنَا ، وَالخَيَّالَةُ الأعْدَاءُ فى مُرَاقبتِهِمْ لنَا خَلْفَ البَوَّابَاتِ العَاليَةِ لِلنَّهَارِ، يتعلَّمُونَ الطَّرقَ على المَنَاحَاتِ . تَحَالُفَاتُنَا مَعَ الذِّكرى الَّتى فَقَدْنَا فيْهَا الأجْدَادَ ، سَفَرٌ أمِيْنٌ إلى المُعْجِزَةِ المُتَخفِّيَةِ لِلانتِصَارِ .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.