وافق أمس 28 سبتمبر ذكرى رحيل الزعيم جمال عبد الناصر، الذى ودعنا منذ 44 عاما، وقد كانت خطوات ومشروعات وانجازات عبد الناصر هاديا ومرشدا للعديد من شعوب وزعماء العالم، ومصدر القوة السياسية لشخصية عبد الناصر، تركزت فى طبيعة حلمه الذى كافح وجاهد كثيرا كى يحققه للجماهير.. وهو رفع مستوى المعيشة للمواطنين، وتوفير سبل الحياة لهم. وعند التقاط صورة للمجتمع المصرى لحظة وفاة عبد الناصر عام 1970، نجد أن الطبقة العريضة التى لها الغلبة والسيطرة التى تشغل أكبر حيز من المجتمع هى الطبقة الوسطى، التى دعم عبد الناصر تكوينها، بإقرار الإصلاح الزراعى والتوزيع العادل لملكية الأرض، ومجانية التعليم التى أتاحت للفقراء تعليم أبنائهم وصعودهم إلى مكانة أعلى وظيفيا واجتماعيا، كما حرص عبد الناصر على سياسة ثبات الأسعار والتحكم فيها، ليحصل المواطن على ما يريد من السلع والخدمات، رغم أن الأجور كانت لا تتعدى الجنيهات القليلة، فقيمة المال لا تحسب بحجمه، ولكن بما نشتريه به من متطلبات. والمشروعات القومية العملاقة التى تبناها عبد الناصر مثل إنشاء السد العالى ومصنع الحديد والصلب بحلوان وغيرهما، كانت وسيلة لتحقيق حلمه الأصلي في استقرار معيشة المواطن، وتوفير التمويل اللازم لصالح دعم الفقراء والمحتاجين، وإيجاد احتياجاتهم بأقل تكلفة. وقد عاشت مصر قبل ثورة يوليو التى يمثلها عبد الناصر مجتمع النصف في المائة، فكل خيرات مصر وممتلكاتها كانت في يد حفنة قليلة من المصريين يستأثرون بكل شىء، والشعب المصرى بأكمله، يجلس على الضفة الأخرى من الحياة، يعانى العوز والحاجة والشقاء، وكان حلم عبد الناصر دائما إنقاذ هذه الأغلبية من الشعب من مصيرها المظلم. إن رفعنا لافتات وصور وشعارات عبد الناصر في كل المناسبات لا تعنى شيئا، لأن الأهم أن نحقق حلمه فى القضاء على معاناة المواطن المصرى، وإنهاء حصاره بالغلاء حتى يشعر بكرامته. لمزيد من مقالات د.عبد الغفار رشدى