أعلن البيت الأبيض أمس أن الولاياتالمتحدة فى حرب ضد تنظيم داعش، حاسما بذلك الجدل حول توصيف الاستراتيجية التى أعلنها الرئيس باراك أوباما مؤخرا للقضاء على هذا التنظيم الإرهابي، وذلك فى الوقت الذى أكد فيه وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى أن بلاده راضية عن استجابة العرب لجهود تشكيل التحالف ضد "داعش". وذكر جوش أرنست المتحدث باسم البيت الأبيض فى مؤتمر صحفى أن "الولاياتالمتحدة فى حرب ضد داعش تماما كما أنها فى حرب ضد تنظيم القاعدة وحلفائه فى العالم"، وهو الطرح ذاته الذى أكده الأميرال جون كيربى المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية بقوله"نحن فى حرب ضد التنظيم الإرهابى على غرار الحرب التى نخوضها وسنظل نخوضها ضد القاعدة وحلفائها". وأضاف أرنست أن"الأمر الذى يجب أن يدركه الجميع أن أوباما كان واضحا بشأن الاستراتيجية التى يستخدمها ،مشيرا الى ان القضاء على تنظيم داعش مختلفة عن نظيرتها التى استخدمت فى الحرب السابقة ضد العراق"، حيث تركز الإستراتيجية الجديدة التى أعلنها أوباما مؤخرا على توسيع نطاق الضربات الجوية فى العراق ودراسة تحرك جديد ضد التنظيم فى سوريا. فى الشأن ذاته، دعا أرنست مجددا حلفاء الولاياتالمتحدة الدوليين والإقليميين إلى الانضمام إلى التحالف الدولى فى مواجهة "داعش"، مؤكدا استعداد السعودية للقيام بتدريب المقاتلين السوريين"، وأن المشاورات الأمريكية مع الحلفاء لاتزال مستمرة فى هذا الصدد. وفى تلك الأثناء، كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن أن أوباما فوض وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" لأول مرة باستهداف قادة "داعش" فى العراقوسوريا. ونقلت الصحيفة عن مسئولين عسكريين أمريكيين، رفضوا الكشف عن هويتهم، قولهم إن هذا التفويض يأتى فى إطار خطة أوباما الهجومية ضد هذا التنظيم الإرهابي، موضحة أن "أبوبكر البغدادي" يأتى على رأس قائمة المستهدفين. من جانبه، أكد وزير الخارجية الأمريكى - خلال زيارته إلى أنقرة - أن بلاده"راضية للغاية" عن استجابة العرب لجهود تشكيل التحالف ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، نافيا بذلك التقارير التى تحدث عن استجابة فاترة من جانب الدول العربية لجهوده الرامية إلى تشكيل تحالف وموسع لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية". وفى إطار مساعيها الرامية لتطويق مقاتلى "داعش"، قدمت كل من الولاياتالمتحدةوألمانيا وروسيا مساعدات عسكرية ضخمة للعراق. ومن جهتها، أمدت واشنطن الحكومة العراقية بكميات من العتاد العسكرى لدعم قدرة الجيش العراقى على التصدى لتنظيم الدولة الإسلامية، حيث باعت واشنطن 5 آلاف صاروخ هلفاير وهى صواريخ جو - أرض بقيمة 700 مليون دولار، بالإضافة إلى ذخائر بقيمة 500 مليون دولار لتسليح المقاتلات العراقية، على أن يتم سداد ثمن تلك الصفقة على 5 أعوام اعتبارا من عام 2015. وفى الإطار ذاته، تستعد قوات البشمركة الكردية فى شمال العراق لتسلم أسلحة وعتاد وقاذفات مضادة للدروع من إنتاج ألمانيا تعهدت برلين بتقديمها لقوات اقليم كردستان شمال العراق لدعم قدراته للتصدى مقاتلى داعش. ومن المنتظر أن يتسلم كردستان شمال العراق 30 مدفعا مضادا للمدرعات والمركبات من طراز ميلان و 400 مقذوف لتشغيلها فضلا عن بنادق آلية المانية متطورة من طرازى جى 3 و جى 36 . على صعيد متصل، استلمت بغداد 3 مقاتلات روسية الصنع من أصل 15 مروحية قادرة على القتال الليلى طلب العراق شراءها من موسكو عام 2012، وستسخدمها القوات العراقية فى التصدى لهجمات مقاتلى داعش . فى الوقت ذاته، أظهر استطلاع رأى أعده مركز "إبسوس"الأمريكى للأبحاث أن الأمريكيين يؤيدون شن الرئيس أوباما ضربات جوية ضد مقاتلى تنظيم الدولة الإسلامية ولكن لا يحبذون شن حملة طويلة ضد هذا التنظيم. وقال 64٪ من المستطلع أراؤهم عبر الإنترنت إنهم يؤيدون هذه الحملة، بينما أبدى 21٪ اعتراضهم على الحملة، فى حين قال 16٪ إنهم لا يعرفون. على صعيد متصل، حذر خبراء أمريكيون فى مجال الأمن القومى من فشل محاولة القضاء على جيش الإرهابيين الخاص بتنظيم "داعش" فى العراق بدون قوات برية أمريكية. ونقلت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية عن بعض من السياسيين والمحللين قولهم إن الرئيس أوبامايحتاج على الأقل إلى قوات برية قريبة أكثر من القتال.