من منا لا يحب الموسيقى والفن؟من منا لم يحلم يوما ما وهو صغير ان يصبح رساما شهيرا او فنانا يشار اليه بالبنان؟ امران اثنان يجتمعان في عقول وأفئدة المصريين الدين والفن فالمصري -مهما كان مستوي تعليمه وثقافته -الوحيد في العالم الذي تجده يطرب عند سماع قصيدة او قطعة موسيقية او غنوه وتراه ايضا في ذات اللحظه متوجها الي المسجد بكل جوارحه لأداء الصلاة، في كلتا الحالتين يفعل ذلك دونما ضغط او فرض من احد. لذا نجده يرفض ويقاوم كل دعاوي السيطرة الدينية المتشددة او اي صورة من صور الفن الهابط المبتذل ,وإذا بحثنا بدقه داخل وجدان هذا الشعب نجد ان الموسيقي تشغل حيزا كبيرا فيه لأنها تعبر عما يجول في خاطره من مشاعر وأحاسيس في لحظات الانكسار والانتصار وإذا تأملنا تاريخه النضالي الطويل نكتشف ان الاغنية كانت سلاحه ضد المستعمر الغاصب وأنها ايضا وقوده الذي لا ينضب في شحذ الهمم لمواجهة كل العقبات التي يمر بها في السلم والحرب. والفن المصري الاصيل لعب دورا هاما ليس فقط في حياة المصريين بل امتد الي كل الاقطار العربية ليشاركهم افراحهم وأحزانهم ورغم ان سمه هذا العصر هى الايقاع السريع لكل مناحي الحياة ظل الفن المصري محتفظا بطابعة الاصيل غير ان بعض ابناء الوطن كان له رأي اخر وقرر عن عمد ان يأتي بجديد من وجهة نظرة كي يشوه ما بناه الاجداد من مجد فني اصيل لنستيقظ علي من يروج لفكرة وجود برنامج لتعليم«الرقص الشرقي»باعتبار اننا قد اتقنا كل شئ ولم نعد نحتاج إلا لتعلم هذا النوع حتى نتفوق علي كل عباد الله في المشرق والمغرب وتناسي هؤلاء في غمرة سعيهم لإنشاء هذا النوع من البرامج انهم ينتهكون براءة ابنائنا وبناتنا ويقتلون فيهم الحياء والأدب الذي طالما حرص المصريون علي غرسه فيهم منذ صغرهم ,وأظن ان هؤلاء الحريصين علي ذلك قد اصابهم داء نقص النخوة والشرف المجتمعي وهو بالمناسبة مرض جديد علي المجتمع المصري الاصيل اهم اعراضه رغبة البعض فى التفرد بنقل قدر كبير من التفاهة وقلة القيمه التي يتمتعون بها للآخرين ضاربين بذلك عرض الحائط بكل القيم والمثل المصرية انني لن اطالب رئيس الدوله المصرية بوقف مثل هذه البرامج لان الرجل يبذل قصارى جهده في معركة البناء والتنمية ولن اناشد رئيس وزرائه التدخل في هذا الامر صغير القيمة عظيم الضرر لأنه مشغول من رأسه حتى اخمص قدميه في حل قضايا المحروسة التي نريد لها ان تنتهي ولن اتوجه الي تلك القناة التي قررت عرض هذه النوعية من البرامج الرخيصة لأنهم مشغولون بجمع الاموال علي حساب الأمة المصرية انني سوف اتوجه الي كل الاباء والأمهات وأناشدهم وأتوسل اليهم ان حافظوا علي زهوركم وزرعكم من براثن من لم يراع الله فيكم وكونوا بابنائكم لمصر دوما كالنخيل مثمرين بأخلاقكم ضاربين في عمق الارض بجذوركم مرفوعين الرأس حتى عنان السماء.