منح الأزهر شهادة العالمية (الدكتوراة) الفخرية، لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، تقديرا لجهوده الإنسانية فى خدمة الاسلام والمسلمين والقضايا العربية والاسلامية. وتسلم الأمير سعود الفيصل وزير خارجية السعودية، شهادة الدكتوراة نيابة عن خادم الحرمين، وذلك فى احتفال اقيم أمس فى مركز مؤتمرات الأزهر، بحضور الفريق أول صدقى صبحى وزير الدفاع، وعدد من الوزراء المصريين والعرب وسفراء الدول العربية والأسلامية وكبار علماء الأزهر. ونقل الفيصل تحيات وشكر خادم الحرمين، للمجلس الأعلى للأزهر الشريف، لمنحه الدكتوراة، تقديرا لدوره البالغ واهتمامه الدائم بقضايا الأمتين العربية والاسلامية وتثمينا لجهوده نحو مصر الشقيقة. وعبر الفيصل - فى كلمته خلال الاحتفال - عن سعادته بتسلم هذه الشهاده فى قاعة الشيخ محمد عبده، وقال إن ألف سنة وستين من حياة الأزهر وما يحمله من تراث زاخر ومواقف وطنية مشهودة ورؤية حضارية ثاقبة كانت كفيلة بحفظ رسالته من الانحراف أو الانجراف. وأضاف أن هذا الإرث الحضارى الكبير يضع على كاهل الأزهر تحمل مسئوليات عظام فى مواجهة ما ابتلينا به من تعصب يكتسى الدين زورا وبهتانا ليضفى على نفسه شرعية كاذبة وينفث الإرهاب فى كل مكان دون أساس من العلم أو الدين أو الخلق، مشيدا، بدور الأزهر فى الدفاع عن الاسلام والشريعة السمحة فى مواجهة التيارات التى أساءت له. وتابع، أن ما قام به خادم الحرمين الشريفين تجاه مصر هو بمثابة السعى لاستقرار البلد وتأكيدا على العلاقات الثنائية، وضمانا لعدم التدخل فى شئونها، وأن كل ما يقوم به لخدمة الإسلام والمسلمين هو واجب عليه كمسلم شرفه الله بخدمة الحرمين الشريفين، وحرص منه على وحدة الأمة العربية والأسلامية. من جانبه قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن الأزهر ينشر المعرفة المنضبطة بالعقل الراشد وحراسة الاسلام وما يشعه هذا الدين الحنيف. وأكد الطيب - فى كلمته - أن الملك عبد الله قائد حكيم مخضرم ومتيقظ إلى المؤامرات التى يدبر لها بليل ضد الأمة العربية والاسلامية، وأنه قدم خدمات عظمى للإنسانية جمعاء دون مراعاة للمذهبية أو الطائفية أو العرقية وفى مجالات الصحة والتعليم. وأشاد الطيب، بدور خادم الحرفين، فى التصدى للارهاب الأسود الذى ابتليت به الأمة ومشاهد قطع الرقاب وبث الرعب بوحشية، وقال إنه من المؤلم أن ترتكب هذه الجرائم تحت دعاوى الخلافة الاسلامية، ومن المحزن أن هؤلاء المجرمين قدموا صورة مشوهة عن الإسلام والمسلمين، وهذه المناظر المرعبة التى تبث باسم الإسلام وتنفذ مع صيحات التكبير والتهليل. وأشار الطيب إلى أن خادم الحرمين الشريفين كان يملك رؤية استراتيجية دقيقة استطاع من خلالها أن يضع قادة الغرب أمام مسئولياتهم الخارجية، حين قال لهم إن الأرهاب الاسود سوف يطل برأسه فى أوروبا بعد شهر، وهو ما أشار إليه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بقوله: إن المنطقة العربية تشهد تدميرا منظما فى ليبيا وسوريا والعراق.. وعليه قررت أوروبا وأمريكا الاستجابة للتحذير السعودى المصري. ونوه شيخ الأهر إلى المآثر التى أسداها خادم الحرمين لأمته، التى نذر حياته للذود عنها، ولم يقبل فيها الدنية أو المساومة أو المفاصلة مع أعداء، وهذه المآثر تتجاوز حدود هذا الشهاده التى تمنح له.