لم يعد أمام المجتمع الدولي سوي ابداء الغضب والأسي وتقديم الحجج والمبررات للفشل في مواجهة المذابح اليومية للشعب السوري.. الجهود الدولية فشلت لأنها كانت محدودة وغير كافية لردع الأسد: حظر دبلوماسي, استدعاء سفراء, طرد سفراء سوريين, عقوبات اقتصادية غير مؤثرة.. وفد الجامعة العربية عاد فاشلا من مهمته هناك ليطالب بتعاون الأممالمتحدة وما بيدها حيلة.. لم يبق سوي نداءات عاجلة لتقديم المساعدة للمدنيين أو حمايتهم بأي شكل.. ضحاياهم أكثر بكثير من ضحايا بنغازي الذين حركوا الأممالمتحدة والناتو ودفعوه للتدخل في ليبيا.. فلماذا التردد؟ هل الفيتو الروسي الصيني هو العقبة؟ في أغلب الظن هي حجة استخدمتها واشنطن لاستبعاد التدخل, وكأنها حريصة علي الشرعية الدولية.. ثم أنها مشغولة بانتخاباتها طوال العام الحالي.. والناتو ليس مستعدا للتورط مجددا في حرب علي الطريقة الليبية أو غيرها.. يكفي الغرب أزماته الاقتصادية.. قالها بصراحة سكرتير عام حلف الأطلنطي: لا نية لدينا اطلاقا للتدخل في سوريا. سوريا ليست ليبيا.. الميدان مختلف, واللاعبون مختلفون,وكل الاحتمالات مختلفة..معظم الأهداف التابعة للنظام الليبي كانت قريبة من شاطئ البحر ومن قواعد جوية للناتو بإيطاليا.. جيران سوريا لن يسمحوا باستخدام أراضيهم, لا العراق, ولا لبنان ولا حتي تركيا.. الأراضي الليبية صحراوية مسطحة, وجغرافية سوريا مليئة بالجبال والتحديات..الضربات الجوية تشكل خطورة علي المدن المزدحمة بالسكان..جيش سوريا أكبر من الجيش الليبي(300 ألف) ومسلح تسليحا جيدا بآلاف الدبابات والصواريخ..حلفاؤها أقوياء(روسيا وايران).. جهاديون يتدفقون من العراق لسوريا..الأسد وحشي مثل والده..تسليح الجيش الحر سيؤدي لحرب أهلية طويلة شديدة الدموية وقد تمتد لدول مجاورة..فاذا كان القذافي بامكانياته المحدودة نسبيا قد قاوم لسبعة أشهر قبل أن يسقط, فكم تستغرق الاطاحة بالأسد؟ ولا ننسي أن التعامل مع سوريا كان دائما أمرا شديد الحساسية بالنسبة لأمريكا والغرب والأممالمتحدة لوضعها الاستراتيجي وتأثيرها القوي علي الأوضاع بالمنطقة. والأسد لايستجيب للضغوط الناعمة. الجامعة العربية غير قادرة علي تحمل المسئولية وحدها.. تريد من مجلس الأمن أن يبعث بقوة دولية لحفظ السلام تضم قواتا عربية.. ولكن, كما يقولون في أروقة مجلس الأمن, أين السلام الذي ستحفظه هذه القوات ومن سيستجيب؟ وتريد الجامعة فتح قنوات اتصال مع المعارضة السورية لكنها لا تعترف بالمجلس الوطني باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري.. فهل من خيارات أمام العالم لانقاذ الشعب السوري سوي ادانة المذابح؟ المزيد من أعمدة سلوي حبيب