أين المرأة في برلمان الثورة؟؟!!.. سؤال يطرح نفسه مثل العديد من الأسئلة التي يطرحها النساء في مصر حول أوضاعهن بعد الثورة.. تعرضت النساء خلال عام من قيام ثورة25 يناير لهجمة شرسة علي مكتسباتهن وعلي القوانين التي أنصفتهن في السنوات الماضية لسببين. , الأول: ادعاء أنها تمثل قوانين الهانم, والثاني: ظهر مع صعود التيارات الإسلامية إلي المشهد السياسي والميل إلي تحجيم دور المرأة في كل أوجه الحياة, لاسيما في المشاركة في الحياة السياسية, حيث يري البعض أن دخول المرأة البرلمان مفسدة. وبالرغم من تجاهل معظم الأحزاب وضع المرأة علي قوائمها, فإن فرحة المرأة المصرية بالثورة جعلتها تشارك بنسبة عالية في الترشح للبرلمان الجديد حتي وصل عددهن إلي984 مرشحة منهن633 علي القائمة و351 فردي, وهي أعلي نسبة ترشح للنساء في مصر منذ عام1956, وهو تاريخ حصول المرأة علي حقوقها السياسية. هذا الإقبال العظيم من النساء لم تشهده مصر من قبل حتي في ضوء الانتخابات البرلمانية السابقة في عام2010, التي سميت ب الفرصة الذهبية للمرأة المصرية, نظرا لوجود كوتة نسائية خصصت للمرأة64 مقعدا في مجلس الشعب, لكن لم يتعد فيها عدد المرشحات404 سيدات, وفي عام2005 كان عدد المرشحات133 سيدة فقط. وفي تقرير صادر أخيرا عن المركز المصري لحقوق المرأة أوضح أن النسبة الأعلي لترشح النساء في برلمان الثورة جاءت في محافظات الجنوب: الأقصر والصعيد, والمحافظات الحدودية القبلية: الوادي الجديد وشمال سيناء, حتي وصلت نسبتهن إلي28%, أما في القاهرة والجيزة فلم تتعد نسبة ترشح النساء13%!!! أما علي مستوي الناخبات, ومع إتاحة فرصة الانتخاب بالبطاقة الشخصية, فقد شكلت المصريات كتلة تصويتية هائلة بلغت قوامها23 مليون ونصف المليون سيدة.. هذه الكتلة كان يجب عليها أن تعضد بنات جنسها وتقف جبهة واحدة وراء المرشحات ولا ينخدعن بالوجوه الرجالي التي ظهرت كنجوم في الانتخابات وحصدت أصوات النساء بكل يسر.. وكانت المرأة السبب الرئيسي وراء فوزهم بمقاعد في البرلمان. وبالرغم من هذا الوجود المدهش للمرأة في انتخابات برلمان الثورة ما بين مرشحة وناخبة, فإن النتائج جاءت مخيبة للآمال, فلم يتعد وجودها في البرلمان2%, وهي نسبة ضعيفة لا تتناسب مع وضع النساء في مصر. والسؤال الآن: لماذا نريد تمثيلا أكبر للمرأة في برلمان الثورة؟! الإجابة جاءت من تجارب الدول الأخري.. عندما تزداد مشاركة المرأة في الحياة العامة من خلال سن القوانين الصائبة ينخفض مستوي الفساد في الدولة.. فالنساء أقل ميلا للرشاوي والفساد بطبيعتهن, أو علي الأقل خوفا من المجازفة.. مكانة المرأة في العمل تنعكس علي الأسرة بأكملها.. مثلا في الهند كلما ارتفع دخل النساء زادت السنوات الدراسية للأطفال.. كما أن النساء في ماليزيا يشكلن64% من القوة العاملة, مما ساعد علي التقدم الاقتصادي.. أما في مصر فالنساء لا يشكلن سوي26% من القوة العاملة, وفي التمكين السياسي فإن مصر تحتل المرتبة ال125 من134 دولة تمنح المرأة حقوقها السياسية.