شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس سلسلة غارات جديدة علي قطاع غزة، أدت لاستشهاد أكثر من 20 فلسطينيا بينهم ثلاثة من قادة كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة «حماس». أعلن أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أمس أن أكثر من 20 فلسطينيا استشهدوا في سلسلة غارات إسرائيلية علي قطاع غزة، حيث أطلقت مقاتلات إف-16 إسرائيلية 9 صواريخ علي مبني سكني من عدة طوابق تملكه عائلة كلاب في حي «تل السلطان» بمدينة رفح مما أسفر عن استشهاد 7 فلسطينيين وإصابة العشرات بجروح، وقد دمر المبني كليا ولحقت أضرار كبيرة بمنازل مجاورة، كما استشهد 6 فلسطينيين بينهم 4 أطفال في غارتين جويتين علي غزة، وسقط 5 شهداء، بينهم 3 أطفال، و إصابة 4 مواطنين بشارع النفق بغزة، واستشهد مواطنين اثنين في غارة علي بيت لاهيا، كما استشهد فلسطيني في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مخيم النصيرات وسط القطاع، ووفاة ثان متأثرا بجروح أصيب بها في قصف إسرائيلي سابق، كما استشهد 4 فلسطينيين في غارة علي إحدي المقابر. وأكدت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أمس استشهاد 3 من كبار قادتها في هذه الغارات،وقالت الكتائب في بيان لها: «إننا نزف إلي شعبنا وأمتنا شهداءنا القادة: محمد أبو شمالة ورائد العطار ومحمد برهوم»، ويعتبر الشهداء الثلاثة من أبرز قادة كتائب عز الدين القسام في قطاع غزة، لاسيما أبوشمالة والعطار العضوين في المجلس العسكري الأعلي للكتائب. ومن جانبه قال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس «إن اغتيال قادة القسام في رفح هو جريمة إسرائيلية كبيرة لن تفلح في كسر إرادة شعبنا و إضعاف المقاومة، وإن إسرائيل ستدفع الثمن». ومن جانبها، قالت كتائب القسام إنها قصفت مطار بن جوريون بصاروخ رم-75 ومستوطنة نير عوز ب 12 قذيفة هاون-120،كما أعلنت سرايا القدس أنها أطلقت 10 صواريخ علي الأقل علي عدة أهداف جنوب إسرائيل، وكان أبو عبيدة، الناطق باسم الكتائب قد طالب خلال بيان أمس الأول شركات الطيران العالمية بإيقاف رحلاتها من وإلي مطار بن جوريون. وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي مسئوليتها عن قصف عدد من الأهداف الاسرائيلية بالصواريخ والقذائف، كما حذرت السرايا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو من مغبة عدوانه علي قطاع غزة، قائلة إن «نيتانياهو سيغرق في وحل غزة، وإن المقاومة الباسلة كفيلة بإنهاء حياته السياسية«،وأضافت السرايا «أن مجاهديها يواصلون المعركة بصلابة ومستعدون للتعامل مع كل السيناريوهات في الميدان«. ومن جانبها، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أمس أن حركة حماس أطلقت خلال يوم أمس الأول أكثر من 160 صاروخا علي إسرائيل ، وأضافت أنه لم يتم اعتراض إلا 20 صاروخا فقط. وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون أكد أمس أن قادة حركة حماس الذين قتلوا أمس الأول علي يد الجيش الإسرائيلي «مسئولون عن هجمات وصفها بالإرهابية الشديدة- ضد المواطنين الإسرائيليين وجنود الجيش الإسرائيلي،بما في ذلك اختطاف جلعاد شاليط». وتعهد يعالون بمواصلة ضرب قادة حماس في أي زمان ومكان، ودعا الإسرائيليين للاستعداد لمعركة طويلة. وعلي صعيد متصل، رهن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس العودة إلي مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل ب«تأكد المقاومة من أن هناك ظرفا حقيقيا يدفع إسرائيل للتسليم بالمطالب الفلسطينية ، وعلي رأسها كسر الحصار المفروض علي غزة«، وجدد مشعل تأكيده تمسك الفصائل بمطالبها، وأبدي استعدادها للقتال »حتي النهاية دفاعا عن النفس والأرض». ومن ناحية أخري، كشف تقرير صدر أمس عن مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة »أوتشا« عن أن أعداد النازحين في غزة ارتفعت إلي أكثر من 400 ألف في المدارس الحكومية أو التابعة لوكالة الأونروا أو مع الأسر المضيفة، ومن المتوقع أن تشهد مزيدا من الارتفاع في الوقت الذي استؤنفت فيه الأعمال العدائية الإسرائيلية . وقال التقرير إن التقديرات الأولية تشير إلي أن إجمالي عدد القتلي الفلسطينيين بلغ نحو 2000، بينهم 1434 مدنيا، بينما هناك ألف طفل من 3 آلاف سوف يعانون من إعاقة دائمة مدي الحياة، مؤكدا الحاجة إلي توفير مساكن بديلة لنحو 103 آلاف فلسطيني دمرت منازلهم بالكامل أو تضررت بشدة. وأشار التقرير إلي حاجة قطاع غزة لتوفير مساعدات نقدية تقدر بنحو 70 مليون دولار لتغطية نفقات الإيجار والمصروفات العاجلة ل «17200» أسرة . في هذه الأثناء، اتهمت واشنطن أمس إسرائيل بأنها تستهدف عائلة الفتي الفلسطيني الراحل محمد أبو خضير الذي خطفه يهود متشددون في مطلع يوليو الماضي من حي شعفاط في القدسالشرقية وأحرقوه حيا، وذلك بعد اعتقال الاحتلال 2 من أبناء عم القتيل يحملان أيضا الجنسية الأمريكية،كما نددت واشنطن بعدم إبلاغ إسرائيل لها بأمر أحد هذين الاعتقالين رغم أنه تم منذ أكثر من 3 أسابيع.