علي حوائط قصر الإليزيه بفرنسا نسج أهالي قرية صغيرة من قري مصر أجمل اللوحات ،كتبوا عليها» نسجت في ساقيه أبو شعرة « بمجهودهم الشخصي وبدون معاونه من أحد استطاع أهل القرية أن يكون لهم مكان وموقع بين أفضل الدول التي تشتهر بصناعه السجاد اليدوي علي مستوي العالم ، يرجع تاريخ القرية للعصور الفرعونية فهي من القري المصرية القديمة التي تعاقبت عليها عصور وحضارات مختلفة من فرعونية ويونانية ورومانية وإسلامية ظلت محتفظة بصناعة السجاد ، فلا يخلوا منزل من نول نسيج يدوي حتى أصبح من مكونات المنزل الرئيسية وهي قرية تتبع إداريا مركز أشمون بمحافظة المنوفية تقع علي البر الغربي لفرع دمياط شمال القاهرة بحوالي 60 كم يحدها شرقا نهر النيل فرع دمياط وغربا قرية سنتريس وشمالا قرية الفرعونية وجنوبا قرية شنواي ، يعمل 80٪ من سكانها في صناعة السجاد الحرير حيث يبد العمل من سن خمس سنوات ،حيث يبدأ الطفل في تلقي مهارات صناعة السجاد والتعامل مع الخيوط الحريرية لينسج به تحفة فنية تباع في الأسواق بآلاف الجنيهات لكن للأسف في الفترة الأخيرة عانت هذه القرية وهذه الحرفة بعض المعوقات التي كادت تقضي عليها لذلك حاولنا أتعرف عن قرب علي أحوال قرية التي استطاع أهلها إن يكونوا سفراء لمصر بفنهم وبحرفتهم التي أبهرت العالم سمعت كثيرا عن قرية أبو شعرة وعن السجاد المميز الذي يصنع فيها توقعت أن أري قرية مختلفة تفترش السجاد في شوارعها لكن للأسف عندما زرت القرية أنا وزميلي محمد السهيتي وجدتها قرية عاديه مثل كل القري في مصر لم تترك المدنية ومحلات السوبر ماركت و الملابس الجاهزة مكان ألا وافترشته سألنا أحد المارة عن مصانع السجاد فدلنا في البداية علي الحاج صبري سليمان صاحب مصنع سجاد يعمل في صناعه السجاد منذ 40 عاما سألته عن مصنعه قال :كنا نصنع السجاد اليدوي نبيعه ونصدره لكل دول العالم حيث وصلت شهرتنا إلي فرنسا وتركيا وألمانيا ومعظم الدول العربية ، لكن الحال تغير نهائيا بعد 25 يناير وأصيبت صناعه في القرية بركود شديد وهجر العمال المهرة هذه المهنة لان العائد المادي لها لم يعد مجزيا نتيجة لقلة الطلب عليها بعد تردي أوضاع السياحة في مصر ، هذا بالإضافة إلي ارتفاع أسعار الحرير الذي نستورده من الصين أضف علي ذلك مشاكل المياه والصرف الصحي وانقطاع الكهرباء المتكرر كل هذه العوامل أثرت بشكل مباشر علينا وأثناء حديثه معنا أشار إلي الأنوال الخشبية التي كان يعمل به وهي متراصة بجوار بعض ولا يوجد عمال عليها تركنا الحاج صبري بعد أصبنا بخيبة أمل اتجهنا إلي مصنع الحاج قدري عبد النبي أمين صندوق جمعيه السجاد في أبو شعرا ومن أكبر العاملين في صناعة السجاد الحرير يدوياً في الساقية لا أعرف لسبب ما اعتقدت إن الحال قد لا يختلف كثيرا عن المصنع الذي زرناه في بداية جولتنا لكن فوجئنا بوضع مختلف حيث وجدنا العمل يسير في المصنع مثل خليه النحل بنات والأولاد رجال ونساء الكل علي الأنوال وفي أيدهم الحرير ينسجون أجمل المناظر الطبيعية تبهر الناظرين شعرت بسعادة كبيرة بهذا المشهد وأكثر ما أسعدني هو منظر الأطفال الصغار الذين لا تتعدي أعمارهم الخمس سنوات ملتفين حول نول صغير يتعلمون فنون النسيج وقواعده ، سألت الحاج قدري عبد النبي الشوري عنهم قال أنا اخصص في المصنع نول صغير لتعليم الأطفال النسيج لان هذه المهنة يتدرب عليها في سن مبكر وعند سن البلوغ أضمه لكتيبة العاملين في المصنع يكون وقتها شرب الصنعة وأتقنها كيف اكتسبت قرية ساقية أبو شعرا شهرة عالمية وما هي العوامل التي أدت إلي احتضار صناعة السجاد الآن؟ يتم تصنيع السجادة على أربع مراحل تبدأ بإعداد النول من خلال تثبيت الخيوط التي يتم نسج السجادة عليها ثم تأتي المرحلة الثانية باختيار تصميم السجادة وتفريغ هذا الرسم إلى ألوان على ورق الرسم البياني ليسير عليها العمال أثناء عملية التصنيع، هناك أيضًا مرحلة صباغة خيوط الحرير البيضاء للحصول على الألوان المطلوبة، أما المرحلة الأخيرة فتتعلق بإعداد السجادة للبيع من خلال غسلها وكيها وتغليفها كل هذه المراحل تتطلب إمكانيات كبيرة استطعنا توفيرها وتجهيزها حتى نقدم منتجا يكون فخرا لمصر وللمصرين. تركنا الحاج قدري واتجهنا إلي مصنع آخر قريب منه يمتلكه خمسه شباب أخوه تحدثت مع أحمد زهران حاصل علي ليسانس حقوق ويعمل في هذه المهنة وهو في سن الخامسة من عمرة يقول :لا أتذكر بالضبط منذ متى وإنا أعمل في النسيج كل ما أتذكره أنني فتحت عيوني علي هذا النول وبعد وفاة والدي توليت أنا وباقي إخوتي العمل به ، يعمل معنا حوالي 150 عاملا وقد تقلص هذا العدد في الوقت الحاضر بسبب الظروف التي تمر بها مصر ونتيجة لعدم وجود سياحة ولا معارض فقد تأثرنا كثيرا لذلك نناشد ألدوله بالاهتمام بنا وتشجيع الصناعات الصغيرة التي تقوم بدور كبير في القضاء علي البطالة.