أكد الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية ومنسق عام تحالف العدالة الاجتماعية، أن الوضع السياسى العام فى مصر قبل بدء الانتخابات البرلمانية المقبلة يشير إلى وجود تيار سياسى عريض لا ينتمى إلى الدولة القديمة، ممثلة فى أنصار نظام مبارك، ولا إلى جماعات الإسلام السياسى، ممثلة فى جماعة الإخوان المنهارة، وهذا التيار بدأ الآن ينتظم فى جماعات سياسية لها كيانات واضحة ذات قوة انتخابية بحيث تستطيع أن تنافس رأس المال والشعارات الدينية. و هو الوحيد الذى تحمل عبء الثورة فى يناير ويونيو. و يحاول أن يكون له ظهير شعبى قوى يتكفل بأعباء من يمثله فى الانتخابات البرلمانية المقبلة. وأضاف د. زهران : أن هذا التيار المدنى الثورى يهدف إلى إحداث تغيير جذرى فى الحياة السياسية فى مصر، وليس تغييرا شكليا، على عكس التيارين الآخرين اللذين يتصدران المشهد حاليا ويسعيان إلى إحداث تغيير شكلى فى المعادلة السياسية عن طريق استحضار رموز نظام مبارك وأذناب الجماعات الإسلامية، والذى يعد فى حد ذاته جريمة ضد الثورة. ونوه زهران إلى أنه من أهم المعوقات التى تقف فى وجه هذا التيار الثورى هو الإعلام غير المتخصص الذى يعطى مساحات اعلامية واسعة فى جميع وسائله المكتوبة والمقروءة لاتباع الدولة القديمة من أنصار مبارك وجماعات الإسلام السياسى مقارنة بباقى التيارات المدنية الثورية الأخرى. وللتغلب على هذه المعوقات قال زهران أنه لابد من توافر الدعم الشعبى للتيار الثورى ليقود المشهد السياسى ممثلا فى رموز الثورة وليس لرموز التيارات السلطوية الأخرى المتمثلة فى بعض الأحزاب والأشخاص التى كانت تدور فى فلك نظام مبارك الفاسد، فضلا على ضرورة تأجيل الانتخابات البرلمانية، حتى يتم ايجاد بيئة سياسية مناسبة لتفعيل هذا التيار ليتمكن من تحقيق أهدافه السياسية المنشودة فى ايجاد حرية وعدالة اجتماعية وحياة ديمقراطية.