أكد المؤتمر السنوى الثالث عشر للجمعية المصرية لترقق العظام وطب المسنين أن فيتامين "د" لا يؤدى دورا فعالا فقط فى علاج الهشاشة، ولكنه يحمى الإنسان من الإصابة بالسرطان وبعض الأمراض المناعية الخطيرة. وأوضح د. سمير البدوى أستاذ الروماتزم بجامعة القاهرة ورئيس الجمعية أن الدراسات الأوروبية الحديثة رصدت تأثر مواطنى دول شمال أوروبا للشمس مقارنة بمواطنى جنوب أوروبا وثبت انخفاض مستويات فيتامين "د" وزيادة معدلات الإصابة بالأمراض المناعية كالذئبة الحمراء والروماتويد والتصلب العصبى لأبناء دول الشمال بسبب قلة تعرضهم للشمس وانخفاض مستويات فيتامين د بدمائهم مقارنة بأبناء دول الجنوب. وكذلك أثبتت الأبحاث وجود علاقة بين زيادة نسب الفيتامين بالدم وقلة الإصابة ببعض الأمراض كالسكر والزهايمر والسرطان. وحول أسباب انخفاض كثافة العظام عند بعض السيدات وإصابتهن بالهشاشة والكسور أوضح د.أحمد راشد أستاذ النساء بطب عين شمس أن وراء ذلك عوامل فوق وراثية تؤثر على نشاط وفاعلية الجينات مثل التغذية والانفعالات العصبية وملوثات البيئة ومستوى الكورتيزون الذى قد يؤدى لتعطيل مستقبلات فيتامين "د" والأدوية المختلفة، ويؤثر على تكوين ألياف الكولاجين اللازمة لسلامة العظام والبشرة، مما يعد فتحا جديدا فى مجال التشخيص المبكر لبعض الأمراض التى كان يعتقد أنها وراثية فقط، مثل سرطان الثدى، وقد ساعد ذلك بعض الدول على إنتاج أدوية خاصة للتحكم فى النشاط الجينى، ومقاومة الآثار السلبية لفيروسات معينة مثل "روتا" و"أدينو" ومرض تحلل المقولة وغيرها. وعن علاقة مرض ضعف العضلات بفيتامين "د" ، عرض الدكتور أحمد مرتجى أستاذ طب المسنين بعين شمس نتائج دراسة أجراها على 315 مسنا تجاوزوا الستين بإعطائهم جرعات يومية من فيتامين "د" مقدارها ميكروجرام واحد لمدة 6أشهر، مع قياس قوة وأداء عضلاتهم قبل وبعد العلاج، وأكدت النتائج حدوث تحسن ملحوظ فى الأداء العضلى لدى 35% من عينة البحث عند قيامهم بالأعمال الحياتية اليومية والمشى. وأوصت الدراسة باعتبار فيتامين د النشط أحد أهم العوامل لحياة المسنين، وضرورة تناولهم له بالجرعة المذكورة لتحسين آداء عضلاتهم وجودة حياتهم. على صعيد آخر، أكدت نتائج دراسة مسحية للدكتورة آمال البدوى أستاذ الصحة العامة بطب الزقازيق شملت أكثر من ألف تلميذ بالمدارس الإعدادية والثانوية نقص فيتامين "د" بين طلبة المدارس بنسبة 50%، رغم وفرة أشعة الشمس. وعن مرض لين العظام أوضح د. حازم عبد العظيم أستاذ جراحة العظام بطب القاهرة أنه يصيب البالغين، ويؤدى لتشوهات متعددة بالعظام نتيجة للنقص الشديد فى الكالسيوم بسبب نقص فيتامين د، مما يؤدى لانحناء العظام وإصابتها بالكسور. وتعد عظام الحوض والفخذين من أكثر المناطق إصابة مما يتطلب التوعية بأسباب هذا المرض الذى قد يصيب السيدات فى مرحلتى الحمل والرضاعة كما قد يأتى نتيجة لنقص فيتامين "د"ويتم علاج لين العظام بتعاطى الفيتامين، ثم علاج التشوهات الحادثة للعظام جراحيا.
