أكد المؤتمر السنوي الحادي عشر للجمعية المصرية لمكافحة ترقق العظام أن العقد الأخير شهد بروز تخصص جديدا هو طب عظام المسنين بسبب الزيادة المضطردة في كسور العظام الناتجة عن الهشاشة, وارتفاع شرائح الأعمار بين المسنين. وعن حالات الهشاشة التي تحدث بسبب تعاطي الكورتيزون, أوضح الدكتور سمير البدوي أستاذ الروماتزم والتأهيل ورئيس الجمعية والمؤتمر أن الهشاشة التي تحدث نتيجة تعاطي الكورتيزون تصيب فقرات الظهر أكثر من عظمة الفخذ, ولتجنب ذلك, ينصح بضرورة تناول المريض جرعات من فيتامين د النشط بجانب كمية مناسبة من الكالسيوم, وإذا تناول المريض الكورتيزون لأكثر من4 أسابيع, يجب إجراء قياس كثافة العظام, وإذا استمر العلاج لأكثر من6 شهور, يجب تكرار القياس مرة أخري في نهاية الفترة, وإذا كان هناك تغير, يجب البدء بشكل فوري في تعاطي الأدوية المثبطة لخلايا هدم الكتلة العظمية. وأوضح الدكتور البدوي أن هناك أمراضا تتطلب العلاج بالكورتيزون لفترات طويلة, مثل أمراض المناعة والأمراض الصدرية وأمراض والروماتزم, مما يؤدي لإصابة المريض بالهشاشة, وقد أثبتت الأبحاث أنه مع أي جرعة كورتيزون حتي5 ملجم يبدأ المريض في فقد جزء من كتلته العظمية, وتزيد نسب الفقد, خاصة عند السيدات بعد إنقطاع الطمث, وتصل الهشاشة قمتها بعد فترة من3 إلي6 شهور. ويتطلب العلاج استمرار المريض في تعاطي الكالسيوم وفيتامين د طوال فترة استخدامه للكورتيزون, مع الحرص علي ممارسة الرياضة لتقوية عضلات الجسم, وتنشيط الخلايا البناءة لكتلة العظام, والامتناع عن التدخين والمواد الكحولية. وبالنسبة لكبار السن, ينصح باستخدامهم عصا أثناء المشي, وتناولهم غذاء صحيا غنيا بالكالسيوم وفيتامين د مثل البصل والكرات والبروكولي والسمك والسالمون ومنتجات الألبان, والتعرض للشمس3 مرات أسبوعيا لمدة من20 إلي30 دقيقة خلال الفترة من11 إلي الواحدة ظهرا, لإمداد الجسم بحاجته من فيتامين د الموجود تحت الجلد. وأكد الدكتور أحمد مرتجي خطورة كسور عظام الحوض علي صحة المسنين والمشاكل التي تنجم عنها أو التي تحدث قبل وأثناء وبعد الجراحة, مثل قرح الفراش والسلس البولي, والضعف الشديد في العضلات الذي يحدث لدي40% من المرضي نتيجة عدم الحركة, ولتجنب كسور الهشاشة, إتفق الخبراء علي ضرورة خضوع كل من تجاوز سن ال65 رجالا ونساء للفحص بجهاز قياس كثافة العظام, مع الاهتمام بتعويض نقص الكالسيوم وفيتامين د بالدم, بتعاطي أقراص الكالسيوم وفيتامين د النشط, حيث أكدت الأبحاث وجود نقص حاد في نسبة هذا الفيتامين بالدم لدي مختلف الأعمار, ولهذا أكد المؤتمر أهمية الحركة من أجل زيادة كثافة العظام لدي المسنين, خاصة بعد العمليات الجراحية, بهدف إيقاف فقد المزيد من الكتلة العظمية, ويتطلب ذلك إجراء متابعات دورية للتعرف علي مدي استجابة المريض لنوع معين من العلاج, وإمكانية تغييره أو تعديل جرعاتة عند عدم الاستجابة. وحول تأثير الهشاشة علي قشرة سيقان العظام الطويلة, أوضح الدكتور حازم عبدالعظيم أستاذ جراحة العظام بقصر العيني أن نسبة كبيرة من كسور سيقان العظام تحدث بسبب هشاشتها في مواضع الكسور, وساق العظام هي المسافة الواقعة بين طرفي العظام الطويلة العلوية والسفلية, وعن الصورة النموذجية لتثبيت هذه الكسور, أوضح إمكانية إتمام ذلك عن طريق فتحات محدودة أعلي وأسفل الكسر, يمكن من خلالها تمرير مسمار نخاعي أو شريحة ذاتية الغلق لتثبيت وإصلاح الكسر بطريقة غير مباشرة باستخدام أجهزة الأشعة المرئية وآلات جراحية خاصة, وتشير نتائج الجراحات إلي ارتفاع معدلات الالتئام. وحول تأثير الدهون علي كثافة العظام عند السيدات بعد انقطاع الطمث, أوضحت الدكتورة لمياء جمال محمد من خلال دراسة أجريت تحت أساتذة الروماتزم محمود الطيب, وهبة الشناوي, محمد علوي, علي30 مريضة ممن تجاوزن الخمسين ويعانين السمنة, أن كثافة عظام العمود الفقري كانت, علي عكس الشائع, أقل عند المصابات بالسمنة عنها في غير المصابات بالسمنة, وأثبتت الدراسة وجود علاقة عكسية بين كتلة الدهون وكثافة العظام, حيث أكدت القياسات أنه كلما زادت كتلة الدهون تقل كثافة العظام, وتخالف هذه النتيجة كل النتائج السابقة التي كانت تري أن السمنة تقي من الهشاشة, وأوصت الباحثة بإجراء المزيد من الدراسات لتأكيد أو نفي التأثير السلبي لحالة السمنة علي كثافة العظام, حيث تفرز الخلايا الدهنية بعض الهرمونات التي تؤثر سلبيا علي كثافة العظام.