كشفت مصادر أمريكية مسئولة أمس أن المخابرات الأمريكية لم تعثر على أى دليل على تورط الحكومة الروسية مباشرة فى حادث تحطم الطائرة الماليزية فوق الأراضى الأوكرانية الأسبوع الماضي، إلا أن واشنطن حملت موسكو مسئولية خلق ما وصفته ب «الأجواء» التى أدت إلى إسقاط الطائرة. وأوضح المصدر نفسه أن التفسير الأكثر ترجيحا هو أن الحادث وقع عن طريق الخطأ، وأن الصاروخ أطلقه «فريق غير مدرب» من الانفصاليين الموالين لروسيا، علما بأن النظام المستخدم، وهو بطارية صواريخ أرض جو روسية الصنع من طراز بوك، يتطلب تدريبا وحرفية. من ناحيته، قال بن رودس نائب مستشار الأمن القومى الأمريكى لشبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية ما زلنا نعمل لتحديد ما إذا كانت هناك علاقة مباشرة لروسيا بالحادث، وما إذا كان هناك روس على الأرض وما إذا كانوا يقومون بتدريب هؤلاء الانفصاليين. وأكد المسئول الأمريكى أن هذا النوع من الأخطاء ليس الأول من نوعه تاريخيا، ففى 1983 أسقطت مقاتلة سوفيتية طائرة مدنية كورية، وبعد خمسة أعوام أسقطت سفينة حربية أمريكية طائرة إيرانية من طراز إيرباص. ولكن الجانب الأمريكى رفض تبنى التفسير الروسى لما حدث والذى يحمل أوكرانيا مسئولية الكارثة، مؤكداً أنه لا يمكن الاعتداد به، حيث تتهم واشنطن السلطات الروسية وإعلامها بنشر معلومات مضللة. يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه لجنة التحقيق الخاصة التابعة للحكومة الأوكرانية تسليم الصندوقين الأسودين لطائرة الركاب الماليزية إلى بريطانيا. وأوضحت اللجنة على صفحتها على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعى اليوم وصول الصندوقين الأسودين لطائرة الركاب بوينج 777 إلى بريطانيا تحت إشراف المنظمة الدولية للطيران المدني. وعلى الصعيد الميداني، أكدت كييف أمس سقوط مقاتلتين عسكريتين فى المنطقة التى يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا فى شرقى البلاد، موضحة أن الصواريخ التى استهدفت مقاتلتيها ربما تم إطلاقهما من روسيا. وذكر أولكسى دميتراشيفسكى المتحدث باسم العمليات العسكرية الأوكرانية التى تنفذها كييف ضد الانفصاليين باسم «مكافحة الإرهاب» أن الطائرتين تمت إصابتهما بالقرب من سافور موجيلا فى منطقة دونيتسك قرب سنيجني، الواقعة على بعد عشرات الكيلومترات من موقع إسقاط الطائرة الماليزية. وأضاف: «لا نعرف مصير الطيارين». ويتناقض تصريح المتحدث العسكرى فى هذا الصدد مع إعلان مجلس الأمن الأوكرانى الذى ذهب إلى أن المقاتلتين تم استهدافهما على ارتفاع بلغ حوالى 5 آلاف و200 متر بصواريخ وفقا للمعلومات الأولية، تم إطلاقها من روسيا. من ناحية أخرى تواجه روسيا أزمة لاجئين أوكرانيين، حيث تدفق أكثر من نصف مليون لاجئ أوكرانى إلى الأراضى الروسية هربا من المعارك فى شرق بلادهم. وأوضح قسطنطين رومودانوفسكى رئيس جهاز الهجرة الروسى أنه وصل منذ الأول من أبريل الماضى أكثر من 515 ألف شخص من جنوب شرق أوكرانيا ويقيم أكثر من 80% منهم فى المناطق الحدودية.