للمرة الالف انا لست حزبيا ولن اكون لضرورات عملى المهنى.. ومع ذلك رأيت وجوبية ان اتبنى البيان الذى اصدرته الامانة العامة لحزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى، ووجدته تعبيرا عن كل القوى الوطنية فى مواجهة اخطر منعطف يمر به البلد منذ ثورة 30 يونيو. بدا بيان التجمع استنجادا بالشعب فى سابقة تبدو غريبة على رطان ذلك الحزب الذى يمثل طليعة مثقفة تعودت دعوة الشعب لان يتبع مقولاتها وافكارها. وقال: «نلجأ اليكم كى تسهموا معنا فى حماية ثورة مصر من تلاعبات بعض القوى والشخصيات السياسية، وقد تسلطت عليهم نوازع شخصية، ووهم الحصول على نصيب اكبر من مقاعد البرلمان القادم، فبدأوا فى تفتيت وحدة القوى الوطنية والعدل الاجتماعى والدولة المدنية». رأى بيان التجمع ان قانون انتخابات مجلس النواب يحمل مخاطر تدخل المال السياسى والتمويل الاجنبى فى العملية الانتخابية، وان مئات الملايين ستتدفق من اعداء الوطن فى قطر وتركيا وامريكا واوروبا وسوف تساعد «الاخوان والمتأخونين والمتأسلمين والمرتزقة» على نحو يمثل كارثة وطنية تطيح ما اندلعت ثورة يونيو لتأسيسه وتكريسه. واضاف بيان التجمع: «ان بعض قادة الاحزاب والشخصيات السياسية يبدون وكأن مصير الوطن لا يعنيهم وتلبسهم وهم بامكانية الحصول على مقاعد اكثر فى البرلمان عبر شق الصف الوطنى.. الامر الذى يهدد مصر ببرلمان يقتادها عكس مسار ثورة 30 يونيو وبما يعرقل مسيرة وطموحات الرئيس المنتخب وبخاصة ان الدستور اعطى البرلمان سلطات اكبر من سلطاته وعندها ستكون الكارثة وتعود مصر الى جحيم هيمنة المتأسلمين والمتأخونين والخونة والمرتزقة». ........................... هذا البيان هو ادق تعبير عما يشعر به الناس ازاء رجال الاحزاب وتحالفاتهم البعيدة جدا عن المصالح الوطنية وإرادة الشعب.. والحقيقة اننى فوجئت بأن تيارا كلاميا يسرى- الآن- فى بعض الاوساط الشعبية بمستوياتها الثقافية المتعددة، ينادى بتأجيل الانتخابات البرلمانية التى يشعر الناس انها ربما تفضى بهم- ومن خلال سلوكيات الحزبيين منعدمى الشعبية والارتباط الوطنى- الى مصيبة كبرى.. كما يرون انها ربما تعوق القيادة عن تنفيذ مشروعها السياسى والتنموى لاعادة بناء مصر. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع