لم تدرك اسرائيل بعد أن لا مفر من تقديم «الثمن العادل» للسلام. ،وهو باختصار إعادة الأرض العربية المحتلة لأصحابها. واليوم يبدو الأمر واضحا لقادة اسرائيل أن «الأرض» مقابل السلام معادلة لايمكن كسرها وأن الزمن يلعب لمصلحة الضحايا لا المعتدين. ويبدو فى اللحظة الراهنة أن بنيامين نيتانياهو قد أدرك «بثمن باهظ» نهاية مقامرته، فقد حرض رئيس وزراء اسرائيل على تقويض مفاوضات السلام وإفشالها، وتوهم أن فشل المفاوضات سيؤدى إلى حالة «اللا حرب واللا سلم»، ولحظتها سوف تبتلع اسرائيل بقية الأراضى المحتلة، إلا أن غياب العملية السلمية لم يجلب إلا التصعيد والتوتر ثم تفجر الموقف، وترسيخ عزلة اسرائيل، وانكشاف بشاعة الاحتلال الاسرائيلى. وهذه العزلة الاسرائيلية تزداد يوما بعد يوم، وفى المقابل فإن الفلسطينيين يزدادون اصرارا وعنادا فى التمسك بحقهم فى إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس. واليوم يلتقى وزراء الخارجية العرب فى اجتماع استثنائى لبحث العدوان الاسرائيلى على غزة، وتتطلع الشعوب العربية لاجراءات قوية، وموقف حازم ضد هذا العدوان، كما أن الرأى العام العربى يتطلع إلى رسالة قوية إلى الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة للتوقف عن دعم العدوان الاسرائيلى، وادراك أن لا مفر من السلام، ولا مفر من تقديم الثمن باعادة الأرض المحتلة، ولا مفر من وقف الإبادة وجرائم الحرب الاسرائيلية. ويبقى أن الجانب الفلسطينى عليه أن يأخذ قادة اسرائيل وجنرالات الحرب إلى المحكمة الجنائية الدولية، فضلا عن تكثيف الاتصالات الدولية من أجل وقف المجزرة الاسرائيلية للأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ فى غزة، وفى هذه اللحظة الدقيقة فإن مصر قيادة وشعبا لن تدخر جهدا فى الدفاع عن الشعب الفلسطينى، وذلك لأن مصر تؤمن بعدالة القضية الفلسطينية، ولاتتحرك إلا دفاعا عن الشعب الفلسطينى ورغبة فى تحقيق أمانيه المشروعة فى استعادة أرضه، واقامة دولته المستقلة. لمزيد من مقالات رأى الاهرام