أكد خبراء أمنيون أن الإرهاب هو سمة العصر الحالى والأيام القادمة، لأنه يضرب العالم كله. مطالبين بوجود إمكانات وأجهزة حديثة لدى الأجهزة الأمنية لمكافحة العمليات الإرهابية وللحفاظ على الوطن والمواطنين. وأشاروا إلى أن العناصر الإرهابية تواصل توجيه ضرباتها للمواطن، كما حدث فى تفجيرات مترو الانفاق وسنترال 6 أكتوبر، وما حدث فى محيط الاتحادية أكد اللواء سامح سيف اليزل رئيس مركز الجمهورية للدراسات الاستراتيجية والسياسية أن العبوات الناسفة التى تم زرعها فى محيط الاتحادية بدائية الصنع، وأن طريقة زرعها هى نفس الأسلوب المتبع منذ 30 يونيو 2013، وليس هناك عبوات ناسفة حديثة كما يدعى البعض، وآلية الاستخدام للعبوات الناسفة واحدة. وأشار سيف اليزل إلى أنه لابد أن يكون هناك وسائل حديثة تزود بها الأجهزة الأمنية لمواجهة هذه العمليات وتزويدها لقوات الحماية المدنية بوزارة الداخلية مثل الإنسان الآلي، ومدافع المياه المستخدمة عن بعد، واستخدام البرميل الانفجاري، ووسائل أخرى عديدة لتأمين العبوات الناسفة وإبطالها والتعامل معها، وبالإضافة إلى الكلاب البوليسية للكشف عن المفرقعات. وأوضح أن الإرهابيين بدأوا فى إحداث تغيير منهجى فى تعاملهم واستهدافهم للمواطن، بالإضافة إلى عناصر القوات المسلحة والشرطة، وقد ظهر ذلك عند استهداف محطات مترو، لاستهداف أكبر عدد وإيقاع خسائر بشرية كبيرة. وطالب سيف اليزل المواطنين الابلاغ عن أى أجسام غريبة ومشبوهة بها، أو عن أى أشخاص يتصرفون بشكل مريب وغير عادي، بالإضافة عن الابلاغ عن أى طرود مجهولة المصدر، وتوجد فى مناطق يرتادها المواطن بشكل يومي. ودعا الخبير الأمنى برامج تدريب مكثفة للأجهزة الأمنية داخليا وخارجيا، وشراء المعدات الحديثة اللازمة، للكشف عن المفرقعات وإبطالها لمواجهة العمليات الإرهابية. ومن جانبه قال اللواء حمدى بخيت، الخبير الأمني، إن الإرهابيين لم يوجهوا ضرباتهم للعسكريين ورجال الشرطة فقط، بل يستهدفون كل من هو فى طريقهم، والدليل ما تم قتلهم فى سيناء من مواطنين مدنيين. وأكد بخيت أن الإرهاب لا يعرف هوية أو دين وأعماله تدل على الخسة من كل نوع. وأضاف أن الإرهابيين عندما وجدوا أنهم لا يستطيعون توجيه ضربات للأجهزة الأمنية وجهوا ضربات جديدة للمواطنين. وأشار بخيت إلى أن الأمن تمكن من ضبط مخازن وورش تقوم بصناعة الأسلحة والعبوات الناسفة، على خلفية تتبع الأمن للعناصر التى تم استغلالها بمقابل مادى للاضرار بالوطن والمواطنين ولمصلحة هذه العناصر الإرهابية، مؤكدا أن كل القنابل التى تم ضبطها بدائية الصنع. وأعرب بخيت عن أسفه لأسلوب التعامل الأمنى مع التفجيرات. وقال إن أسباب كثرة ضحايا العمليات الإرهابية بسبب عدم وجود خبير مفرقعات يرتدى الزى الواقي، وتجمهر المواطنين بأسلوب غير واعي، وكل هذا فكر غير واعى يستغله الإرهابى فى تنفيذ عمليته الإجرامية، موضحا أنه لابد من الوعى الأمني، وعدم وجود المواطنين فى مكان الحادث لتجنب أى مخاطر تابعة للانفجار، وأضاف لابد من متابعة عمال النظافة فى كل الأماكن والتحرى عن هوايتهم ويكون هناك كثافة أمنية أكثر فى كل الشوارع والمناطق. وطالب بخيت بالارتقاء بالوعى الأمنى للمواطنين، ومهنية الأجهزة الأمنية ونشاط أجهزة جمع المعلومات، لتجنب العمليات الإرهابية، ولتقليل نشاط العناصر الإرهابية، وبوجود هذا سيختفى الإرهاب نهائيا. واعترض العميد خالد عكاشة، الخبير الأمني، على مصطلح عبوات ناسفة بدائية الصنع، وقال لابد أن يطلق عليها »يدوية الصنع«. وأكد أن هناك عبوات ناسفة حديثة بدأ استخدامها من قبل الإرهابيين وحصلوا على هذه التقنية من خلال عناصر تم تدريبها على صناعة العبوات الناسفة الحديثة داخل مصر، وأشار إلى أن كل العمليات التى وقعت قبل ذلك محدودة فى الأثر التفجيرى وكانت العبوات الناسفة صغيرة الحجم. أما الآن فقد تم تطوير صناعة المفرقعات، بعد انضمام بعض العناصر القادرة على التعامل مع المفرقعات والتقنية الحديثة وبشكل جديد للتنظيم الإرهابي، موضحا أن هناك تغييرا تكتيكيا فى مواجهات الإرهابيين فبدأوا توجيه ضرباتهم للمواطنين الأبرياء بشكل مباشر، خاصة بعد ضربهم لرجال الشرطة والجيش وبعد فشل الكثير من عملياتهم الإجرامية، اتجهوا لترويع وترهيب المواطنين. وأضاف أن المواطنين المدنيين لم يتم ترويعهم وترهيبهم فى السابق من العمليات الإرهابية التى حدثت بعد 30 يونيو، وتمسكوا بخارطة الطريق، ولم يتراجعوا لحظة، بالإضافة إلى أن الإرهابيين وجدوا أن الأجهزة الأمنية مازالت واقفة على أقدامها ثابتة ولم تتزعزع بعد. وطالب عكاشة بتوفير المزيد من الإمكانات والأجهزة الحديثة لدى الأجهزة الأمنية، وامداد الشوارع بكاميرات مراقبة فى الأماكن الحيوية، والتى يرتادها المواطنون بشكل دائم ويومى ورصد أى مخالفة فى الشارع، وأيضا توسيع مساحة التدريب والتأهيل لأعلى مستوى موجود فى العالم لمكافحة المفرقعات، كل هذا من أجل مواجهة الإرهاب والحفاظ على الوطن والمواطنين. وأكد أنه بالفعل يتم تدريب خبراء المفرقعات لمواجهة العناصر والعمليات الإرهابية، وقال إن الإرهاب هى حرب العصر الحالي، والأيام القادمة لأنه يضرب العالم كله.