الأحداث مؤسفة التي يمر بها الوطن ، وانطلاقا بما حدث من انفجارات أمام جامعة القاهرة ، تدفعنا لطرح سؤال كيف نحمي المنشآت والممتلكات العامة والخاصة في الدولة ؟ خاصة أن هناك مبانى تحظي بأهمية خاصة مثل الجامعات والمستشفيات والمؤسسات .. في هذا التحقيق نرصد آراء خبراء الأمن حول كيفية السيطرة علي المنشآت من الإرهاب والتصدي للمعتدين عليها. في كلمات واضحة يقول اللواء حمدي بخيت الخبير الأمني إن حماية المنشآت تحتاج إلي يد من حديد تضرب بمنتهي القوة علي المعتدين علي الأمن القومي للوطن ، لأن المرحلة الحالية تحتاج إلي الحسم في تنفيذ فكرة حماية مؤسسات الدولة . وطالب الخبير الأمني بتمركز الشرطة حول الجامعات ، ومؤسسات الدولة للتصدي للإرهابيين الذين يعتدون علي الأمن القومي بدم بارد ، لذلك لا بد من تأمين المنشآت الحيوية بأسلوب علمي يواكب أفكار الإرهابية والقضاء عليهم . وأكد بخيت أن حماية منشآت الدولة ضرورة للحفاظ علي هيبة الدولة من العابثين بالوطن ، وإعادة المنظومة الأمنية والاستفادة من الخبرات الأمنية للقيادات الحالية ، ووضع رؤية أمنية قوية تحمي جميع مؤسسات الدولة . أما اللواء أحمد موافي الخبير الأمنى فيري أن مستوي الأداء الشرطي يحتاج إلي دعم من أصحاب الخبرات الأمنية رغم ما يقوم به رجال الشرطة إلا أن حماية المنشآت تحتاج إلي إجراءات فعالة للوصول إلي أكبر درجة من الأمان يشعر بها المواطن . وطالب موافي بضرورة تعيين خدمات أمنية من المجندين أصحاب المؤهلات العليا لأن لديهم إدراكا بما يدور حولهم ، وهناك لغة اتصال مع الضباط ، بينما غير المؤهلات فلغة الاتصال مع قياداتهم مبنية علي الخوف لذلك لا بد من التخلص من هذه الأزمة في أثناء حماية المنشآت. وبلهجة حماسية يقول اللواء ضياء الهلالي الخبير الأمني: لا بد من وجود قبضة حديدية في التعامل مع العمليات الإرهابية خاصة أمام المنشآت الحيوية المهمة ، وتكون البداية من توفير المعلومات اللازمة لكشف جميع الجرائم الإرهابية قبل تنفيذها ، وإجراء ضربات استباقية وعمليات تأمينية علي نطاق واسع . وطالب بضرورة تفعيل أجهزة الكشف المبكر عن المفرقعات والعبوات الناسفة ، وزرع الكاميرات بطرق حديثة علي جميع المنشآت الحيوية والجامعات والمستشفيات والمراكز المهمة لتسجيل كل ما يدور أمامها، لمنع تنفيذ أي عمليات أمامها . وشدد الخبير الأمني علي أهمية تقوية أجهزة الأمن الداخلية المكلفة بتأمين المنشآت وذلك بهدف مساعدة أفراد الشرطة في كشف مرتكبى العمليات الإرهابية ، إلي جانب رفع مستوي تدريب قطاعات الأمن في كل هيئة أو وزارة أو منشأة حكومية أو خاصة . وأكد الهلالي ضرورة تلاحم الشعب مع الشرطة للبحث عن أي معلومة تقود إلي مرتكب العمليات الإرهابية ، إلي جانب توعية المواطنين بعدم الاقتراب من موقع أي انفجار حرصا علي حياتهم من وقوع انفجار آخر يستهدف حياتهم . وطالب الخبير الأمني النخبة السياسية وأصحاب « دكاكين » حقوق الإنسان برفع أيديهم عن هذا الملف لأن ما يقوم به رجال حقوق الإنسان يقوي العمليات الإرهابية ويضعف أجهزة الشرطة ويشوه سمعتهم في الخارج .ويقترح الهلالي فرض حالة الطوارئ في البلاد لفترة مؤقتة لمواجهة العمليات الإرهابية ، واستغلال الوقت لتوسعة حالات الاشتباه في البؤر الإجرامية ، والاستعانة بالخبرات والقيادات الشرطية التي لديها رؤية ودراية في التعامل مع الملفات الأمنية والعمليات الإرهابية ، لذلك نطالب بقبضة أمنية حقيقية يشعر بها المواطن .