ردا على ما تناولتة صفحات «سياحة وسفر» العدد الماضى في الحلقة الثانية من ملف «مستقبل صناعة السياحة علي مائدة الرئيس» .. تحت عنوان «الطيران المدنى حائط صد أمام زيادة أعداد السائحين» – أرسلت وزارة الطيران المدنى تعقيبا على ما جاء بالتحقيق... وإعمالا لحق الرد الذى كفلة القانون ننشر ما جاء فى رد الوزارة بشأن ما ورد بالملف.. تحية طيبة وبعد..، تابعنا ما نشر بجريدتكم الغراء بعنوان «الطيران المدنى حائط صد أمام السياحة» المنشور يوم الخميس الموافق 62/6/4102 بصفحات السياحة المتخصصة بقلم/ الأستاذ أحمد عبدالمقصود. المصلحة العامة وفى البداية أؤكد لسيادتكم ثقتنا فى حسكم الوطنى وحرصكم على الصالح العام ومصلحة مصر العليا، ولكننا نأسف لهذا الكم من المغالطات التى وردت فى سياق الموضوع والاتهامات غير المبررة وغير الصحيحة وغير المنطقية، ولذلك وجب أن نوضح لسيادتكم النقاط التالية: نسمع كثيرا فى وسائل الإعلام عن احتكار مصر للطيران لسوق النقل الداخلى، وهذه المعلومة غير صحيحة بالمرة، حيث إن جميع مطارات الجمهورية مفتوحة لجميع شركات الطيران المصرية، ولكن تحجم جميع هذه الشركات عن التشغيل الداخلى لأنه سوف يشكل خسارة كبيرة لهذه الشركات مقارنة بقيامها بالتشغيل الدولى، وأضرب لسيادتكم مثلا بسيطا: لو كان لديكم طائرة تجارية وتحاولون التخطيط لتشغيلها حتى تدر ربحا على الشركة، فهل ستقومون بتشغيل الطائرة على خط القاهرة/الأقصر، وهى الرحلة التى زمنها ساعة طيران واحدة، ليكون ثمن التذكرة خمسمائة جنيه مثلا أم ستقومون بتشغيلها على خط القاهرة/بيروت أو القاهرة/عمان، وهى الرحلة التى زمنها ساعة طيران واحدة أيضا، وبنفس تكلفة الوقود، ونفس تكلفة الطاقم، ونفس تكلفة الصيانة، ويكون عندها ثمن التذكرة بين ألفين وثلاثة آلاف جنيه؟. لذلك فالشركات الخاصة تتجنب التشغيل الداخلى، لأنه غير مربح على الإطلاق، بل ويعرض الشركات لخسائر كبيرة، فهجرت الشركات الخاصة التشغيل الداخلى بالكامل، ولم تجد مصر للطيران مفرا من أن تقوم بهذا الواجب الوطنى، دعما للسياحة وللنقل الداخلى. وأكد السيد وزير الطيران مرارا أنه يشجع شركات الطيران الخاصة على القيام برحلات داخلية لزيادة الربط بين المدن المصرية لتنشيط السياحة الداخلية، والتيسير على المواطنين المصريين، ولكن (وكما تم نشره على صفحات نفس جريدتكم الغراء فى باب عالم المطارات يوم الأربعاء 52 يونيو 4102) لم تتقدم سوى شركة واحدة فقط، فى حين امتنعت باقى الشركات. وقد تعلمون سيادتكم أن مصر للطيران قامت منذ شهرين وبناء على توجيهات السيد وزير الطيران، بتشغيل رحلتين يوميا لشرم الشيخ والغردقة بسعر موحد 067 جنيها للذهاب والعودة شاملة جميع الرسوم والضرائب، تمت زيادتها إلى أربع رحلات يوميا إلى شرم الشيخ والغردقة بنفس السعر، ويتم بيع جميع مقاعد الطائرة بهذا السعر الموحد، وبذلك تقوم مصر للطيران بدعم رحلة واحدة يوميا لكل مدينة فى حين أن باقى الرحلات على مدار اليوم يتم بيعها طبقا لسياسات التسعير العادية، وهناك توجه للسيد وزير الطيران بتعميم هذا النظام على نقاط داخلية أخرى فى القريب العاجل، منها الأقصر، وأسوان، من أجل تنشيط حركة السياحة الداخلية، وخدمة مدعمة لأبناء الوطن وللسائحين الأجانب على حد سواء. ولنا هنا تساؤل: لماذا لا يعامل المصريون فى فنادق المدن السياحية بنفس الأسعار المتدنية المعلنة لجميع السائحين الأجانب؟، ولماذا يدفع المصريون أضعاف ما يدفعه السائح الأجنبى فى الإقامة الفندقية؟. ثانيا: مصر للطيران رغم كونها شركة وطنية لا تتلقى دعما فى سعر الوقود حيث تحصل على الوقود بالأسعار العالمية وليس بالسعر المدعم مثل ما يحدث فى وسائل النقل الداخلية الأخرى مثلا أو وسائل النقل الأخرى.. وقد تعلمون سيادتكم أن الوقود يمثل 04% تقريبا من التكلفة الكلية للرحلة، وكذلك لا تتلقى مصر للطيران أي تخفيضات فى الضرائب المفروضة على تذاكر السفر، وإذا كان لدى الدولة توجه نحو تنشيط السفر الداخلى، فلابد من أن تشارك جميع الوزارات المعنية والقطاع الخاص فى تقديم هذا الدعم حتى نستطيع تقديم تذكرة طيران داخلية رخيصة، وانتقد الكاتب أسعار تذاكر السفر على متن رحلات مصر للطيران الداخلية بذكر قيمة تقدر ب0061 جنيه، متجاهلا الإشارة لباقى الشرائح السعرية الأخرى المتاحة، حيث تبدأ من 116 جنيها مصريا حتى 0941 جنيها على الدرجة السياحية شاملة الضرائب، والتى تقدر ب773 جنيها مصريا، وبذلك تمثل الضرائب نسبة تتراوح من 52% إلى 26% من القيمة الإجمالية لتذكرة السفر. وكذلك لا يتم تحميل الراكب القادم من الدول الأوروبية والتى تعد من أهم الأسواق المصدرة للسائحين إلى مصر تكلفة الرحلات الداخلية، وذلك فى إطار جهود الشركة فى تنشيط حركة السياحة الوافدة، ومن ثم دفع عجلة الاقتصاد القومى، ومصر للطيران شركة مملوكة للشعب، وتدر دخلا سنويا قدره 61 مليار جنيه، أكثر من 06% منه من العملة الصعبة التى تحتاجها الدولة بشدة، ولنا أن نتخيل أين ستذهب هذه العملة الصعبة فى حالة فتح مطار القاهرة دون ضوابط، وأول المضارين من ذلك هو الشركات المصرية الخاصة التى لن تقوى على المنافسة مع الشركات المنخفضة التكاليف التى سوف تغزو مطار القاهرة فى حالة فتحه دون ضوابط. ثالثا: موضوع السماوات المفتوحة أيضا من الموضوعات التى يساء فهمها تماما سواء بقصد أو بدون قصد، فجميع المطارات المصرية وعددها 32 مفتوحة بنسبة 001%، وحتى مطار القاهرة يطبق نظام السماوات المفتوحة مع الدول المصدرة للحركة وفق ضوابط تضمن منافسة عادلة للشركات المصرية، كما يتم السماح لشركات الطيران العارض (التشارتر) بالهبوط فى مطار القاهرة على أن تحمل أفواجا سياحية، ومصر فى المجمل من أكثر الدول تطبيقا لنظام السماوات المفتوحة، حيث استقبلت 7.41 مليون سائح فى 0102، وكانت نسبة مصر للطيران من هذه الحركة لا تتجاوز 8%، ومعظم الحركة كانت تتم على الشركات الأجنبية وشركات التشارتر ومنخفضة التكاليف، وذلك لتركيز مصر للطيران على مطار محورى واحد، وهو مطار القاهرة، هذا بجانب ما قامت به وزارة الطيران المدنى المصرى من قرارات لزيادة الرحلات لمطارات الجذب السياحى وزيادة الحركة السياحية الوافدة، قامت بتقديم العديد من الحوافز لشركات الطيران كالتالى: تخفيض أو إعفاء شركات الطيران العالمية من رسوم الإيواء والهبوط فى مطارات المدن السياحية: نسبة 001% من رسوم الهبوط والانتظار بمطارات الأقصر وأسوان وأبوسمبل وأسيوط، والتى تتخذ من هذه المطارات قواعد (base) لها. نسبة 57% من رسوم الهبوط والانتظار للشركات العاملة بمطارات الأقصر وأسوان وأبوسمبل وأسيوط. تخفيض 05% من رسوم الهبوط والانتظار للشركات العاملة بمطارات شرم الشيخ والغردقة وطابا ومرسى مطروح. تقديم حوافز لشركات الطيران العاملة بالمطارات فى المدن السياحية، وذلك بنسب تصل إلى 06% على إجمالى الحركة، وإجمالى عدد الركاب، وليس على الزيادة السنوية فى عدد الركاب كما كان متبعا من قبل. وهنا يتبادر سؤال: على الرغم من التشغيل المكلف للناقلات الخليجية من جميع دول الجذب السياحى خاصة شرق آسيا إلى منطقة الخليج.. لماذا لم تقم أى ناقلة خليجية بتشغيل ولو رحلة أسبوعية واحدة لأى من مدن الجذب السياحى فى مصر؟، والإجابة أن هذه الناقلات لا تهتم بتدفق الحركة السياحية لمصر، ولا تستثمر من أجل هذا الهدف وإنما استثمارها يكون لتنمية مطاراتها المحورية عن طريق »شفط« الحركة من مطار القاهرة إلى مطاراتها المحورية، لذلك فهى لا تهتم بفتح جميع المطارات المصرية، وينصب اهتمامها على مطار القاهرة للاستحواذ على الحركة الخارجة من القاهرة، وكذلك على المطارات الإقليمية المصدرة للعمالة مثل الإسكندرية وأسيوط وسوهاج، كما أن مطار القاهرة ليس مطارا مغلقا، حيث إن المطار يطبق نظام السماوات المفتوحة مع العديد من الدول، والتى تعطينا نصيبا عادلا من الحركة الوافدة مثل المملكة العربية السعودية. نرجو أن تكون الصورة قد باتت واضحة لسيادتكم، ونرجو أن تتكرموا بنشر الرد توضيحا للصورة أمام الرأى العام وعملا بمبدأ حق الرد. محمد رحمة المتحدث الرسمى لوزارة الطيران