تعارف الأهالى على تسميتها ( أرض عثمان) ، تتعدى مساحتها السبعين فدانا .. موقع رائع .. تطل على طريق الفسطاط ، وتقع خلف جامع عمرو بن العاص ، وجنوب حديقة الفسطاط والمتحف الحضارى الجديد ، ملاصقة لمدافن مارجرجس .. فما المشكلة؟ المشكلة أنه تم ترك هذه المساحة من الأرض دون استغلال أو استثمار حتى أصبحت بؤرة تلوث وسط القاهرة وتحولت إلى (مقلب قمامة) كبيرللحيوانات والكلاب الضالة ، ويتم فرز القمامة به ثم إحراقها لتغطى المنطقة سحب الدخان وتنتشر الاختناقات والأمراض بين السكان. مقلب قمامة! حسب النبى فايق من سكان المنطقة يقول : برغم الموقع الرائع والمتميز لهذه المنطقة فإنه وفى غيبة من الدولة ومسئوليها تحولت إلى (مقلب للقمامة) يتم يوميا تجميع القمامة به وفرزها ثم يقوم هؤلاء بإشعال النار فى أكوام القمامة ، لتتصاعد سحب الدخان وتنتشر الأمراض فنسارع نحن سكان المنطقة بالشكوى للمحافظة والحى ونبلغ المطافئ التى تتلقى بلاغاتنا بصفة يومية فتسارع بإطفاء الحرائق ولتستعد لتلقى بلاغ اليوم التالى! أحمد محروس محام يشير إلى احتمال كبير بوجود آثار بهذه الأرض لأن منطقة (مصر القديمة) عموما يغلب عليها الطابع الأثرى ، كما أنه كانت تأتى إليها بعثات التنقيب عن الآثار منذ فترة ، كما يقوم بعض محترفى البحث عن الآثار بالفعل بالتنقيب عن الآثار داخلها. ويؤكد محروس أنهم لا علاقة لهم بما يشاع حول وجود خلاف بين المحافظة وهيئة الآثار حول الأرض وتبعيتها وأن ما يعنيهم هو استغلالها واستثمارها فى أى نشاط مفيد بدلا من تركها عرضة لإلقاء القمامة أو نهبا لمحترفى الاعتداء على أملاك الدولة ومنقبى الآثار. وحيد مرسى - مدرس - أحد أهالى المنطقة يؤكد أنه تم بالفعل منذ قرابة الشهر إزالة المخلفات عن الجزء الأمامى من الأرض - يقدر بنحو 7 أفدنة وتغطيتها بالرمال ، وأنهم كسكان للمنطقة يثمنون ما حدث إلا أنهم يتخوفون من عودة الأرض إلى (بؤرة تلوث ) مرة أخرى، كما يحذرون من تربص مافيا الاعتداء على أراضى الدولة بها. القرار .. حديقة حملنا حيرة السكان وتساؤلاتهم إلى المسئولين حيث كشف المهندس جلال السعيد محافظ القاهرة أنه تفقد وتابع بنفسه عملية إزالة المخلفات والتراكمات والقمامة ب ( أرض عثمان) بحى مصر القديمة ، والمعتدى عليها من بعض الأفراد لتجميع القمامة بها، وأعمال الفرز، وأنه اتخذ بالفعل قرارا بتحويلها إلى (حديقة عامة) تقام بها أنشطة فنية وثقافية، حيث تبلغ مساحتها قرابة 7 أفدنة ، مؤكدا أنه تم وضع التصميمات الخاصة بالحديقة للعمل بها فور إخلاء الموقع من المخلفات والعشش المقامة بها، وتم إنشاء سور لحمايتها، وتوصيل كشافات لأعمدة الإنارة للعمل على إضاءة الشوارع الرئيسية خارج السور وداخله، وعدم تمكين أحد من الاعتداء عليها مرة أخرى. وحول التنسيق مع وزارة الآثار فى هذا الشأن أكد المحافظ أن الأرض ملك لمحافظة القاهرة وأن الالتباس جاء من كون هذه الأفدنة السبعة هى مدخل هيئة الآثار إلى بقية أرضها ، إلا أنه تم اتخاذ قرار تحويلها إلى حديقة عامة وبموافقة مجلس الوزراء وبعلم وزير الآثار الذى شاركنا فى متابعة المشروع والخطوات التمهيدية له. لم يخطرنا أحد سعادة غامرة لمسناها فى حديثنا مع سمارات حافظ، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة الآثار، بسبب قيام محافظة القاهرة وحى مصر القديمة بإزالة القمامة من هذه الأرض لما كان يمثله ذلك من خطورة على المخزن المتحفى الملاصق للأرض والمحفوظة به الآثار المنتقاة للمتحف الحضارى وناتج الحفائر وأحراز الآثار، حيث إن فوضى المكان وحرائقه والبلطجية المسيطرين عليه كانوا يمثلون خطورة كبيرة على المخزن المتحفى. وأوضح سمارات أنه سبقت هذه الخطوة مكاتبات ومراسلات بين الآثار ومحافظة القاهرة تعدت الخمسمائة مكاتبة حتى كان الاجتماع بين محافظ القاهرة ووزير الآثار فى مركز الخزف بالفسطاط بحضور وزير الثقافة وتم الاتفاق على هذه الخطوة المهمة. وشدد سمارات على أن (أرض عثمان) أو (أرض الفسطاط) ملك لمحافظة القاهرة إلا أنها (خاضعة) لوزارة الآثار واتخذنا إجراءات لاعتبارها (أرضا أثرية منافع عامة آثار )، وبناء عليه فقد تمت مخاطبة محافظة القاهرة بعدم إجراء أى أعمال على أرض الفسطاط الأثرية، إلا بعد الرجوع إلينا وتحت إشرافنا. وحول نية محافظة القاهرة إنشاء حديقة عامة عليها أكد سمارت أنه تم توفير 15 ألف جنيه كاعتماد مالى مبدئى لإجراء بعض الحفائر بالأرض ، موضحا أنه فى حالة الكشف عن آثار متنقلة (قطع أثرية) يتم وضعها فى المخازن ثم تسلم الأرض للجهة التى تملكها، أما فى حالة العثور على أى آثار ثابتة، فيجب وقف أى مشروع و تسلم الأرض للآثار ، كما أنه لابد أن يكون أى مشروع مزمع إنشاؤه ملائما لطبيعة المنطقة الأثرية والتاريخية، لكنه شدد على أن محافظة القاهرة لم تخطر قطاع الآثار بتنفيذ أى مشروع على الأرض حتى الآن!