الآن وبعد هذا الحادث الاخير لايستطيع احد ان يقول لك الحقيقة ، ولايجرؤ احد أن يعترف بان التباطؤ فى حل مشكلة الحادث القديم مرتبط بما جرى .. فالغموض والصمت سيد الموقف فى اسوان ، وكل الاسئلة الشائكة صارت تنتشر فى جنبات المكان .. ونحن هنا بدورنا وشعورنا بأن مايحدث فى اسوان ليس أمرا عاديا وانما هى فتنة جديدة تهدد هذا المجتمع الآمن المسالم ابد الدهر سنطرح بعضا من هذه الاسئلة الشائكة التى قد لايطرحها الاخرون فالموضوع خطير واسوان صارت مهددة بانتقال الصراعات من البؤر الاجرامية و مربع الحرام والتجارة فى المخدرات والسلاح الى مربع النسب والعلاقات القبلية والعائليه وذلك فى حد ذاته ينذر بعواقب وخيمة إذا لم ننتبه اليها على هذا المجتمع الهادئ القلق والفتنة وقلة الراحة , وإذأ كان محافظ أسوان اللواء مصطفى يسرى قد حاول ان يقلل من اهمية ماجرى وانه حادث عادى وجريمة عادية نحن نقول له لا وبالفم المليان فمشهد التمثيل بجثتى الشابين اللذين قتلا وحرقت جثتيهما فى منطقة خور عواضة ماهو الا محاولة خبيثة وتخطيط لفتنة جديدة لربط ماجرى سابقا بين الهلالية والدابودية بما يجرى الان ففى اشتباكات إبريل كانت العربة الكارو التى حملت جثث بنى هلال فى مشهد مأسوى هى اللعنة التى لم تستطع لجنة مصالحات شيخ الأزهر حلها، وأول أمس عاد المشهد نفسه ليتكرر من الطرف الثاني.. فما معنى استخدام هذه اللعنه إذن ؟ واما السؤال الأهم ماذا فعلت لجنة المصالحة وماهى النتائج التى حققتها فى الصراع القديم وهاهو صراع جديد يدخل عليها ، ثم ماذا عن عملية جمع الاسلحة التى كنا قد اشرنا الى اهميتها ولماذا نرى تقاعسا امنيا حتى اللحظة فى هذا الموضوع.. اسئلة كثيرة ومستمرة يجب الاجابة عنها بالحسم والافعال القانونية والحكومية على الارض واهمها التنمية الشاملة التى منذ أن غابت عن هذا البلد وهو فى ورطة كبري. عاشت مدينة اسوان ليلة من الرعب بعد أن تكرر مشهد وضع الجثث الممثل بها عربة كارو وقد اشتعلت بها النيران .. تكرار للمشهد البشع الذى وقع منذ قرابة 3 أشهر بمنطقة السيل الريفى شرق اسوان ومازال المشهد ماثلا تستعين به وسائل الإعلام عند ذكر الحادث الذى راح ضحيته 26 قتيلا و 20 جريحا فى اشتباكات دامية بين الهلالية والدابودية ... و انتفض المجتمع المصرى من بشاعة ووحشية الحادث وهرع المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء إلى اسوان يصاحبه وزيرا التنمية المحلية والأوقاف للوقوف على حقيقة الأمر فالجميع غير مصدق أن تشهد مدينة اسوان الوادعة مثل هذا الحادث البشع .. وطار الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور احمد الطيب يرافقه علماء الأزهر إلى اسوان والتقيا مع أطراف النزاع وارتضيا بالصلح تحت مظلة الأزهر وشكل الدكتور الطيب لجنه للمصالحة ارتضى الجميع بها وبما سوف تحكم به .. وانتهت اللجنة إلى أن «القودة» و التى تتمثل فى تقديم الأكفان والتسامح هى الحل وارتضى شيوخ الدابودية وعقلاؤها بهذا الحل وبتنا بانتظار تحديد موعد الصلح إلا أن شباب النوبة المطلوب منهم تقديم الأكفان رفضوا هذا الحل باعتبار ان «القودة» ليست من ميراثهم الثقافى والاجتماعي، وقاموا بتشكيل لجنه نوبيو جديدة تتفاوض مع لجنة المصالحة ابتداء من نقطة الصفر .... وإزاء هذا الموقف قررت لجنة المصالحة برئاسة د. منصور كباش رئيس جامعة اسوان التقدم بتقرير شامل عن عملها وما انتهت اليه من توصيات رفعته لشيخ الازهر ورئيس الوزراء والجهات المعنية. وبعد قرابة ثلاثة أشهر من السلام بين طرفى النزاع فجأه اشتعل الموقف بعد مصرع شابين، قام بنى هلال بقتلهم وحرق جثتيهما ووضعهما على عربة «كارو» .. واستنفر الجميع استعدادا لعودة الفوضى والصراع .. إلا أن يقظة الامن وتدخل عقلاء لجنة المصالحة بقيادة المحافظ مصطفى يسرى أطفأ نيران الفتنة بعد كشف حقائق الحادث الجديد الذى لايعدو كونه شجارا تطور الى القتل فقد شهدت منطقة كوبرى مستشفى الصدر بمدينة أسوان مشاجرة بين شباب الهلالية واحد شباب قرية الكوبانية وأخر نوبى وتطورت المشاجرة الى التعدى بالسلاح الأبيض، ونظرا لكثرة عدد الهلالية بالمنطقة والذين تكاثروا وكالوا الضرب المبرح لكل من عبد العزيز سالم عبد العزيز 20 سنه وشهرته زيزو ورفيقه مصطفى عبد الفتاح محمد 19 وشهرته دابو وهما من المقيمين بمنطقة الكرور النوبية بمنطقة خزان أسوان ولفظا انفاسهما وبسبب بشرتهما السمراء أشاع احد المشاركين فى القتل انهما نوبيان ومن دابود ونظرا للعداوة السابقة قاموا بوضع الجثتين على عربة «كارو «وأشعلوا فيهما النيران وأطلقوا العربة بالجثث المشتعلة فى شارع كلية التربية وانتاب الذعر المواطنين فانتقل اللواء حسن السوهاجى لمكان الحادث وقام العميد خالد الشاذلى رئيس المباحث الجنائية بنقل الجثتين بسيارته الى مشرحة اسوان العمومية وامر مدير الأمن بنشر القوات بعد انتشار الشائعات ان القتلى من ابناء دابود. وأكدت تحريات العميد احمد حجازى مدير المباحث الجنائية ان المجنى عليهما ليسا من ابناء دابود من الأساس، وأن القضية مرتبطة بنزاع على تجارة المخدرات وانهما كانا قد دخلا فى شجار مع الهلالية فلقيا مصرعهما وتولى فريق من نيابة اسوان التحقيق بإشراف احمد قناوى مدير النيابة بإشراف المستشار بهاء الوكيل المحامى العام لنيابات اسوان حيث تمت معاينة الجثث وتم تكليف الطبيب الشرعى بتشريح الجثتين لمعرفة أسباب الوفاة والأدلة الجنائية لتحديد كيفية حرق وتفحم الجثتين وصرحت نيابة اسوان بدفن المجنى عليهما فجر أمس وتم الدفن فى حضور اعداد غفيره من ابناء النوبة والكوبانية ولم تتقبل أسرهما العزاء. صرح الدكتور منصور كباش رئيس لجنة المصالحة ان اللجنة بدأت بالفعل فى معالجة اثار الحادث المأسوى الجديد واكد أن الامور تحت السيطرة والمسئولية مشتركة ولا مفر من تحقيق السلام الاجتماعى سواء فى الحادثة الجديدة او القديمة. المجتمع الأسوانى يرفض الحادث وفى هذا السياق أعرب أفراد المجتمع الاسوانى عن استنكارهم للحادث الجديد المسيء لسمعة اسوان وأهلها خاصة وان الحادث الذى راح ضحيته شابان فى ربيع العمر بسبب نزاع على مواد مخدرة ومشاجرة بين مسجلين خطر ومخدرات وقال الشيخ محمد عبد العزيز مدير عام أوقاف اسوان لقد عرفت اسوان دائما بأنها ارض المحبة والسلام عاش الجميع على أرضها متحابين متعاونين ونرجو ان تظل كذلك ويجب ان يعمل الجميع على إصلاح ذات البين والإصلاح بين المتخاصمين والمتشاحنين من أفضل العبادات مشير الى قول النبى (صلى الله عليه وسلم) الا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصدقة والصلاة ( النافلة) قال إصلاح ذات البين وندعو الله ان يعم السلام أسوان وأن توفق لجنة المصالحات فى الوصول الى حلول تحقق السلام الاجتماعى ويجب أن ينبذ الجميع أعمال العنف والقتل وتجارة المواد المخدرة التى تدمر الشباب وتبعدهم عن دينهم وقيم مجتمعهم ونرفض وقوع مثل هذه الحوادث المسيئة للجميع. وقال المواطن جمال جوهر بالتربية والتعليم ان ما يحدث من حوادث تقشعر لها الأبدان تتم بسبب ابتعاد الشباب عن تعاليم الدين وغياب دور الكبار عن إرساء التقاليد الحميدة فى المجتمع ولابد ان يعود المعلم القدوة ليمارس دوره فى إصلاح المجتمع ونبذ الفتن ما ظهر منها وما بطن. ونطالب بنظرة شاملة لتنمية الصعيد عامة ومحافظة اسوان بوجه خاص فالتنمية وتوفير فرص العمل هو الحل للقضاء على جموح الشباب وعدم السيطرة على تصرفاتهم المخالفة للأعراف والتقاليد. الدكتورة هدى مصطفى مقررة فرع المجلس القومى للمرأة ان الفقر والبطالة وراء تكرار حوادث العنف وهو شى جديد على مجتمع اسوان والتقينا مع السيدات من طرفى النزاع ( الدابوديه و الهلاليه) الجميع يعيش فى مناطق عشوائية ويجب ان يتم الإرتقاء بالظروف المعيشية وتوفير فرص عمل وتنظيم محاضرات تثقيفية لشباب المناطق العشوائية وتفعيل دور مراكز الشباب وتفريغ طاقة الشباب فى كل ماهو مفيد للاسرة والمجتمع ... والمجتمع الاسوانى يرفض تكرار حوادث العنف والمشاجرات الدخيلة على ابناء اسوان ومن يعيش على ارضها. التدهور الاقتصادى أهم أسباب تحول المدينة الهادئة إلى عالم الجريمة كتب عز الدين عبدالعزيز: تعد بؤر الجريمة الواضحة فى أسوان من أخطر البؤر التى تعد لتكون مخططا لإثارة الأزمات فى المحافظة الحدودية الواحدة تلو الأخرى ، فهناك دروب جبلية تستغل لتهريب السلاح والمخدرات والبشر غربا وشرقا ومنها المناطق المتاخمة لقرية العدوة شرق إدفو ، وهى القرية التى داهمتها الملاريا الشهر الماضى عن طريق الغرباء.كما أن هناك خور أبو صبيرة على بعد كيلومترات من مدينة أسوان ، وجبال نجع الملقطة التى شهدت القبض على مجموعة من الإرتريين المتسللين منذ أسابيع وعن سوق السلاح وتهريبه من الجنوب، حدث ولاحرج ، ففى مدينة كوم أمبو وتحديدا فى بعض قراها ومنها الضما أشهر تجار للسلاح الذى يستخدم فى الجرائم المختلفة، أما المخدرات وخاصة البانجو والأقراص اللعينة، فرغم جهود رجال الأمن المتواصلة، لاتزال فى مناطق معروفة بعينها داخل منطقتى السيل الريفى وخور عواضة وبركة الدماس و كوم أمبو. ولأن الجريمة بشكل عام لم تكن معروفة فى أسوان، ولأن دخول قسم أو مركز شرطة كان يعد فضيحة لمن يدخله ، طرحنا على الدكتور سعيد عويضة عميد المعهد العالى للخدمة الاجتماعية ما بدأنا به عن أسباب التحول فى سلوك المجتمع الأسوانى فقال: بداية فإن الجريمة تطورت سلبيا فى أسوان بسبب التركيبة السكانية الاجتماعية الجديدة والتى لم تكن بهذا الشكل وهذه النسبة العالية داخل المدينة، وغياب القانون الذى جعل الناس تسيء الأدب وتقاعس الدولة عن أداء دورها وتدهور نظم التعليم والظروف الاقتصادية فى الصعيد وأسوان خلال السنوات الماضية وفقدان الوازع الديني من أهم أسباب تحول الجريمة من مربع الحرام الذى كان كل إنسان يخشاه إلى جرائم دم ونسب ومصاهرة بين القبائل. وطرح عويضة حلول العودة إلى المجتمع الأمن المسالم بتطبيق العدالة الناجزة بمعنى أنه كما حدث من تحرك مجتمعى وقضائى وأمنى ضد ظاهرة التحرش ، فلابد من المبادرة فى هذا التحرك وتخصيص دوائر قضائية عاجلة لمحاكمة جميع المتهمين فى كارثة الدم الذى سال على أرض أسوان. ولم يستبعد عميد المعهد العالى للخدمة الاجتماعية ارتباط كارثة جريمة أول أمس بما حدث من قبل بين الدابودية وبنى هلال فى إبريل الماضى ، ووصف لجنة المصالحات المشكلة برعاية شيخ الأزهر باللجنة الفاشلة لأنها لم تقدم حلولا للطرفين طبقا لظروف العصر الذى نعيشه وأصرت على تقديم حلول تعود إلى 1400 عام مثل القودة. وأما الشيخ تقادم المتحدث بإسم لجنة المصالحه فقال ل »الأهرام« إن اللجنة كانت على وشك الانتهاء من تقريب وجهات النظر بين القبيلتين حيث وعلى حدقوله تم عرض تقديم القودة من خلال 6 أشخاص من الدابودية وتم قراءة الفاتحة مع شيخ الدابودية عارف صيام الذى طلب مهلة لعرض قرار اللجنة على الشباب الذى وحسب ماقال رفضوا هذا العرض. وأوضح د. عويضة ان جميع الأعضاء فى حالة اجتماع دائم للوصول إلى قرار حول الجريمة الأخيرة التى راح ضحيتها شاب ينتمى لقرية الكوبانية الجعفرية وآخر والدته مصرية نوبية ووالده سوداني.
رئيس الوزراء يتابع تطورات الموقف المحافظ ينفى وجود علاقة بأحداث الهلاليه والدابودية
تابع المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء باهتمام كبيرمع محافظ أسوان مصطفى يسرى آخر تطورات الأحداث التى شهدتها منطقة شرق مدينة أسوان بمقتل شابين فى مشاجرة بين الشباب.حيث أكد محافظ أسوان أن هذه المشاجرة ليست لها صلة بما شهدته المحافظة من اشتباكات بين قبيلتى الدابودية وبنى هلال خلال شهر إبريل الماضي. لافتاً إلى أن ما حدث أمس هو مجرد حادث عارض جار احتوائه من خلال تواصله مع عواقل وأجاويد وقيادات جميع الأطراف والقبائل الأسوانية والنوبية والعربية لإعلاء صوت العقل والحكمة والمصلحة العليا للبلاد فى هذه المرحلة التى تحتاج إلى الاستقرار لدوران عجلة التنمية والاستثمار . وأضاف مصطفى يسرى بأن الدولة بكل أجهزتها الأمنية والتنفيذية والقضائية لن تسمح مرة أخرى بتكرار ما حدث من قبل حيث تم التنسيق مع اللواء حسن السوهاجى مدير أمن أسوان على تكثيف الوجود الأمنى بمنطقة شرق المدينة وسرعة القبض على الجناة لتقديمهم إلى العدالة، مع مواصلة الدوريات المتحركة فى جميع أرجاء المدينة. مشيراً إلى أنه فى الوقت نفسه فإن لجنة المصالحة بين قبيلتى الدبوادية و بنى هلال تحت إشراف فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر تواصل جهودها وخاصة مع الالتزام الكامل من الجانبين بما يحقق السلم الاجتماعي، كما أنه جار الانتهاء من أعمال الترميم فى المنازل والشقق المضارة ثم تجهيزها بالأثاث بتكلفة 3 ملايين جنيه.