تشهد محافظة أسيوط حركة ملحوظة لسماسرة السفر غير الشرعي، إلى دول الاتحاد الأوروبي، الأمر الذى يدق ناقوس الخطر تجاه شباب وأسر تتحطم سفينتهم قبل الإبحار، فغالبا ما يقتطع الأهل من قوتهم ليدفعوا أموالا لتجار البشر بغية أن ينقذهم الإبن الذين يغامرون بسفره عبر البحر، ولكن سرعان ما تتبدد أحلام الكثيرين منهم، حيث لا مجال للوصول إلى شواطيء أوروبا ،حيث يتعرض هؤلاء الشباب للموت عدة مرات، ومنهم من يموت فعلا، وآخرون يتم القبض عليهم. «الأهرام» رصد الأزمة فى أسيوط خاصة بمراكز أبنوب والبدارى والقوصية ومركز أسيوط، هناك تتلاعب عصابات الهجرة غير الشرعية بمشاعر الشباب بزعم تحقيق حلمهم فى السفر إلى بلاد لا تعرف الفقر ولا العوز حسب ما يروجون وتشهد المحافظة أعداد ا كبيرة من تجار الهجرة غير الشرعية الذين يجوبون القرى والمدن للالتقاء بالشباب الراغب فى السفر إلى الدول الأوروبية عبر البحر المتوسط، فمحافظة أسيوط من أكبر المحافظات التى يقبل شبابها على تلك المخاطرات وهم يعلمون علم اليقين أنهم إما أن يصلوا إلى شواطئ أوروبا أو يموتوا غرقا أو قتلا من خلال تصفية عصابات التهريب لهم جسديا حال استشعار الخطر من خفر السواحل. ويكون دور السماسرة من تجار البشر إيهام الشباب بسهولة الرحلة، وأنها سوف تستغرق ثلاث ليال فى البحر والواقع غير ذلك تماما. كما تروج تلك العصابات ان القانون الإيطالى يضع الأطفال أقل من 16 عاما تحت الرعاية لديه حتى يصلوا سن الرشد ويوفر لهم كافة الرعاية والأمان المادى والاجتماعي، مما دفع هذه العصابات لإقناع الكثير من الأهالى بتسليمهم أبنائهم ليسافروا إلى هناك وهم صغار حتى يحصلوا على «الإقامة» ومن ثم «الجنسية» وهذا هو بيت القصيد، مما دفع عشرات الأسر الأسيوطية للرضوخ الى إغراءاتهم. و كشف المجلس القومى للطفولة والأمومة مؤخرا عن أن نسبة المهاجرين من الأطفال وصلت إلى 41% من إجمالى نسبة المهاجرون المصريين، وتحتل مصر ثالث أعلى دولة يخرج منها أطفال مهاجرون لإيطاليا بعد تونس وأفغانستان .ويصل إلى إيطاليا سنويا نحو 500 طفل مصرى تتراوح أعمارهم بين 14-18 سنة. كما تشير الإحصائيات إلى أن محافظة أسيوط وصلت للترتيب الأول فى الهجرة غير الشرعية بعد أن كانت تحتل المركز السابع وذلك بنسبة 20% من إجمالى نسبة من يهاجرون بشكل غير شرعي، خاصة أبناء مركز أبنوب بأسيوط، كما أن أعمار معظم هؤلاءالأطفال أقل من 16 عاما ، ويقصد غالبيتهم إيطاليا. وقد وصل عدد النشء والشباب الذين لقوا حتفهم بمياه البحر من مركز أبنوب عند محاولتهم الهجرة إلى دول جنوب أوروبا خلال 15 عاما إلى أكثر من 700 حالة. وفى هذا الإطار نظمت هيئة تيرديزوم السويسرية بالتعاون مع المجلس القومى للأمومة والطفولة ومنظمة الأممالمتحدة للهجرة لقاءات توعية بمركز أبنوب لتعريف الشباب بحملة حول الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا والتى سيتم إطلاقها فى الفترة المقبلة. ويقول مصطفى بركات، مدير مكتب جمعية الشباب للسكان والتنمية بأسيوط، إنه ينبغى أن تتبنى الحكومة المصرية آليات تمكنها من مواجهة تدهور الظروف المعيشية، وتوفير فرص عمل لهؤلاء الشباب بالإضافة لتشديد الرقابة على السواحل.