إلي أن ينطفئ بريق الوهم الذي يسيطر علي فكر وسلوك قادة الجماعة وحلفائها وتتراجع حسابات الثقة المزعومة في إمكان إعادة عقارب الساعة إلي الوراء - أي إلي ما قبل 30 يونيو 2013 - فإن مظاهر الصدمة الحائرة التي تتبدي بوضوح في صراخ المتظاهرين وفي الاستخدام العشوائي للرصاص والخرطوش والمولوتوف سوف تستمر لعدة أسابيع وربما لعدة أشهر علي أكثر تقدير. والحقيقة أن مستقبل الجماعة قد انتهي في مصر بالخروج الكبير يوم 30 يونيو وقبل أن تصدر بنود خارطة المستقبل في 3 يوليو لكن منهج العناد وركوب الرأس هو الذي أدي إلي تأخر قادة الجماعة وحلفائها في فهم واستيعاب ماجري وركزوا كل جهدهم علي تعمية عيون وعقول شباب الجماعة عن رؤية الحقيقة. كانت دولة الجماعة قد أضاعت - بإيعاز من مكتب الإرشاد - فرصة الاستجابة لنداء الشعب بالدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة فإن حزب الحرية والعدالة وقع في نفس الخطأ عندما رفض المشاركة - ضمن سائر القوي الوطنية - في إعلان خارطة الطريق يوم 3 يوليو ثم امتزج الخطأ بالخطيئة وتزاوج العناد بالجهل السياسي في المراهنة علي إمكانية هزيمة الدولة والمجتمع من فوق منصة اعتصام رابعة العدوية! وبدلا من أن تعيد الجماعة وحلفاؤها النظر في عقم سياسة العناد والمكابرة وتبحث عن منفذ شرعي يعيدها إلي جسد الوطنية المصرية - باعتذار يمهد للمصالحة - إذ بها تلجأ لأساليب التخويف بمظاهرات الفوضي وعمليات الإرهاب. وكانت النتيجة خيبة كاملة وهزيمة مطلقة لكل توقعات الجماعة وحساباتها بعد أن صدمها صمود الشعب المصري ووعيه وإصراره علي إكمال بنود خارطة المستقبل التي أعلنها المشير السيسي في 3 يوليو انتصارا للدولة ضد الفوضي وانتصارا للحياة ضد الموت وانتصارا للحكمة والعقل في مواجهة الغرور والاستعلاء لكي يتأكد للقاصي والداني أن ثورة 30 يونيو وضعت نفسها في المكان اللائق والمرموق من تاريخ مصر بإعلان نهاية حكم الجماعة وبداية استعادة الشعب لوطنه. خير الكلام: الغريق يتعلق بحبال الهواء! http://[email protected]