ونحن فى الطريق إلى انتخابات رئاسية تمثل أحد أهم استحقاقات خارطة المستقبل بعد إنجاز الدستور يتحتم علينا مجددا أن نسترجع وقائع اليوم المشهود فى 30 يونيو لكى نضعه فى السياق الصحيح والإطار الموضوعى بكل أدوات الفهم السليم لحركة الأحداث التى شهدتها مصر بعد 25 يناير، وجاء أغلبها عشوائيا ودون تخطيط مسبق مما أدى إلى دفع الوطن إلى حافة حرب أهلية لم يكن بالإمكان تجنبها لولا قرارات 3 يوليو المعبرة عن 30 يونيو. ومعنى ذلك أن ما جرى فى 30 يونيو ثم فى 3 يوليو 2013 كان أكبر كثيرا من إنهاء حكم الجماعة وغشامة سلوكها وأكبر أيضا من البحث عن منقذ ومخلص لهذا الوطن من العواصف والأنواء التى أحاطت به واختصرت الحلم الوطنى فى مجرد البحث عن استعادة الأمن والأمان المفقود. وبعيدا عن الاستدراج نحو الفوضى فى خطايا وإخفاقات متناثرة ومحدودة، وغير مؤثرة وقعت فيها حكومات ما بعد 3 يوليو فإن الإنصاف يقتضى القول بأن قيادة المرحلة الانتقالية التى توشك على الانتهاء خلال أسابيع قليلة امتلكت من حكمة التجربة وسعة الأفق ورباطة الجأش ما جعلها تدرك مع حالة فوضى وإزعاج من صنع الجماعة وحلفائها أنها لن تقابل العناد بالعناد ولن ترد على الإرهاب الأسود بعقاب جماعى تتمناه الجماعة لتسويق بضاعة المظلومية داخل وخارج الحدود! وحتى مع تعاظم موجة الإرهاب وبلوغها أشد درجات الاستفزاز بضرب بعض المواقع الأمنية الحساسة مثل مديرية أمن الدقهلية ومديرية أمن القاهرة وإحراق بعض المنشآت الجامعية كانت قيادة المرحلة الانتقالية تتجنب التورط قدر ما هو ممكن فى ملاحقات أمنية واسعة خشية الإضرار بأى أبرياء! وهكذا توشك صفحة المرحلة الانتقالية على الإغلاق لتبدأ مصر صفحة جديدة مع رئيس جديد عليه أن يدرك أن نجاح ثورة 30 يونيو، واستمرار زخمها الذى سيظهر بوضوح أمام صناديق الانتخابات الرئاسية هو من صنع شعب عظيم ينتمى إلى مصر العظيمة التى كانت كعادتها فى مواجهة الأخطار تبحث عن نفسها وتجدد هويتها وتستشرف مستقبلها من خلال شرعية جديدة نحن فى الطريق إليها! خير الكلام: إذا لم نستفق فقد يفلت الوطن من أيدينا ونحن غافلون! لمزيد من مقالات مرسى عطا الله