بعض الذين يرفعون شعار الدين في كل آن وأوان, لا يعرفون شيئا عن الدين.. هم مدعون وينبغي أن يكتفوا بأن يكونوا دعاة. والدعوة لابد, أن تكون لوجه الله, وليس من أجل المال أو الجاه, وهي دعوة للصلاح والإصلاح غير مفروضة, لا بالإلحاح, ولا بالقوة, سواء كانت قوة اليد أو قوة السلاح... ومن يفسرون( إن لم يكن بيدك) يخطئون التفسير, فالمعني لا يتعلق بالضرب أو الجلد أو الموت, ولكنه يتعلق بالنفس, فبيدك تعني بنفسك.. ومع هذا كل هذا, فالدين حدوده الدين, فإذا تخطي هذه الحدود وتعداها إلي مآرب أخري أبرزها وأوضحها الانتخابات البرلمانية والرئاسية للوصول إلي الحكم والتحكم والفرض وتطبيق الشريعة بالقوة حرفيا وليس بروحها علي من ينتمون لهذا الدين أو ذاك, ولكن علي الجميع دون مراعاة كل شرائع الأديان السماوية المختلفة إذا حدث ذلك يصبح الدين والدعوة إليه خروجا علي الدين وخروجا علي الدعوة وخروجا علي القانون فضلا عن خروجه علي الشريعة السمحة.. وتصبح الدعوة علي هذا النحو ظلما للدين وتشويها له.. فالدين لله وحده.. ينبغي ألا يستغله أحد أو جماعة في التأثير علي الناس, خاصة البسطاء, بحيث يتحقق قول الملاحدة بأن الدين هو أفيون الشعوب, وهو أداة تخويف وترهيب من دخول( النار) ووعد زائف وساذج بدخول( الجنة).. إنما الأعمال بالنيات و(إنك لا تهدي من أحببت, ولكن الله يهدي من يشاء, وبالوالدين إحسانا, و(الجنة تحت أقدام الأمهات..). أما الأمهات فأصلهن( إناث) وهن أعلي درجة ومنزلة عند الله, فما بالنا وأدعياء الدين يعتبرونها( عورة) ويحقرون من شأنها ويستنكرون مشاركتها في الحياة الاجتماعية والسياسية والفنية والرياضية بعد أن أثبتت كفاءتها وتفوقها ليس في العصور الحديثة وحدها, ولكن منذ ظهور الإسلام, ذلك الذي لا يعرفونه من يدعون أنهم حماته اليوم.. إن الدين لله يا سادة, هكذا قال الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم, وكان يعني أيضا أن الوطن للجميع.. هكذا تعامل صلي الله عليه وسلم مع اليهود في موطنه, وهكذا تعامل الفتح الإسلامي مع المسيحيين, خاصة في مصر.. أفلا تعلمون, أفلا تدركون, أفلا تفهمون, و( بأي آلاء ربكما تكذبون)؟!. المزيد من مقالات فتحى العشرى