الخارجية الأمريكية ل أحمد موسى: أمريكا مستعدة لتقديم خدمات لحل أزمة سد النهضة    موعد صرف معاشات شهر أكتوبر 2024    «أنبوبة البوتاجاز» تقفز ل 150جنيهًا    بالاسم ورقم الجلوس.. نتيجة تنسيق المرحلة الثالثة للقبول بالجامعات (رابط مباشر)    وزارة الصحة اللبنانية: مقتل 20 شخصا وإصابة أكثر من 450 آخرين في موجة التفجيرات الجديدة    ماذا قالت ميلانيا ترامب عن عملها عارضة متعرية؟ (فيديو)    8 شهداء في غارة إسرائيلية استهدفت مدرسة تؤوي نازحين بحي الشجاعية شرق مدينة غزة    توافق «مصرى- أمريكي» على الوقف الفوري للحرب    كوريا الشمالية تنجح فى اختبار إطلاق صاروخ باليستي قادر على حمل رأس حربي كبير    السعودية ترحب باعتماد الجمعية العامة قرارا يطالب بإنهاء الوجود الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية    أيمن يونس يوضح رأيه في نظام الدوري المصري الجديد    الأهلي لم يتسلم درع الدوري المصري حتى الآن.. اعرف السبب    كشف حقيقة ادعاءات فتاة حول ضبط شقيقها دون مبرر في الإسكندرية    تفاصيل مصرع مُسن في مشاجرة على قطعة أرض في كرداسة    إصابة 12 شخصا إثر تصادم 4 أتوبيسات على طريق السخنة    الشاب خالد: والدي طلب مني أسامحه قبل وفاته "لهذا السبب"    طفرة عمرانية غير مسبوقة واستثمارات ضخمة تشهدها مدينة العاشر من رمضان    محمد فاروق: المنظومة التحكيمية مليئة بالصراعات.. ومحاولات لإبعادي من رئاسة اللجنة    لو عاوز تمشيني أنا موافق.. جلسة حاسمة بين جوميز وصفقة الزمالك الجديدة    عقب تدشينها رسميا، محافظ قنا ونائبه يتابعان فعاليات اليوم الأول من مبادرة "بداية جديدة "    بشاير «بداية»| خبز مجانًا وقوافل طبية وتدريب مهني في مبادرة بناء الإنسان    عبير بسيوني تكتب: وزارة الطفل ومدينة لإنقاذ المشردين    "ماتت قبل فرحها".. أهالي الحسينية في الشرقية يشيعون جنازة فتاة توفيت ليلة الحنة    مصدر أمني ينفي انقطاع الكهرباء عن أحد مراكز الإصلاح والتأهيل: "مزاعم إخوانية"    الفيدرالي الأمريكي يواجه التضخم بخفض الفائدة إلى 5.00% بعد 4 سنوات من الارتفاع    حامد عزالدين يكتب: فمبلغ العلم فيه أنه بشر وأنه خير خلق الله كلهم    الشاب خالد: اشتغلت بائع عصير على الطريق أيام الفقر وتركت المدرسة (فيديو)    كشف حقيقة فيديو لفتاة تدعي القبض على شقيقها دون وجه حق في الإسكندرية    «استعلم مجانًا».. نتيجة تنسيق المرحلة الثالثة 2024 علمي وأدبي فور إعلانها رسميًا (رابط متاح)    «هي الهداية بقت حجاب بس؟».. حلا شيحة تسخر من سؤال أحد متابعيها على التواصل الاجتماعي    تراجع بقيمة 220 جنيهًا.. سعر الحديد والأسمنت الخميس 19 سبتمبر 2024 بعد التحديث الجديد    هل موت الفجأة من علامات الساعة؟ خالد الجندى يجيب    إيمان كريم تلتقي محافظ الإسكندرية وتؤكد على التعاون بما يخدم قضايا ذوي الإعاقة    كيفية تحفيز طفلك وتشجيعه للتركيز على الدراسة    السفر والسياحة يساعدان في إبطاء عملية الشيخوخة    أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد وتخلصه من السموم    سيلتك يكتسح سلوفان براتيسلافا بخماسية في دوري أبطال أوروبا    صلاح التيجاني: والد خديجة يستغلها لتصفية حسابات بعد فشله في رد زوجته    الفنانة فاطمة عادل: دورى فى "الارتيست" صغير والنص جميل وكله مشاعر    «زي النهارده».. حسين كامل سلطاناً على مصر 19سبتمبر 1914    أيتن عامر تحتفل بالعرض الخاص لفيلم "عنب" في الإمارات    الكابينيت يعطي الضوء الأخضر لنتنياهو وجالانت للتحرك ضد "حزب الله"    عقب تدشينها رسميًا.. محافظ قنا ونائبه يتابعان فعاليات اليوم الأول من مبادرة «بداية جديدة»    الخطيب يدرس مع كولر ملف تجديد عقود اللاعبين وأزمة الدوليين قبل السوبر المصري    بخطأ ساذج.. باريس سان جيرمان يفوز على جيرونا في دوري أبطال أوروبا    قمة نهائي 2023 تنتهي بالتعادل بين مانشستر سيتي وإنتر ميلان    حقيقة عودة إضافة مادة الجيولوجيا لمجموع الثانوية العامة 2025    صحة مطروح تقدم 20 ألف خدمة في أولى أيام المبادرة الرئاسية «بداية جديدة».. صور    من الأشراف.. ما هو نسب صلاح الدين التيجاني؟    عاجل - قرار تاريخي:الاحتياطي الفيدرالي يخفض الفائدة إلى 5.00% لأول مرة منذ سنوات    بعد كلمة شيخ الأزهر"عن المفاضلة بين الأنبياء".. الأزهر للفتوى يحذر من اجتزاء الكلمات من سياقها بغرض التشويه    محافظ القليوبية يكرم المتفوقين في الشهادات العامة بشبرا الخيمة    المغرب والجابون يوقعان مذكرة تفاهم في مجال التعاون القضائي    هيفتشوا وراك.. 5 أبراج تبحث في موبايل شريكهم (تعرف عليها)    أسماء جلال جريئة ومريم الخشت برفقة خطيبها..لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة    حدث بالفن| مفاجأة صلاح التيجاني عن النجوم وحقيقة خضوع نجمة لعملية وتعليق نجم على سقوطه بالمنزل    خالد الجندى: عدم الاهتمام بإراحة الجسم يؤدى لاضطراب الصلاة والعبادات    خسوف القمر 2024..بين الظاهرة العلمية والتعاليم الدينية وكل ما تحتاج معرفته عن الصلاة والدعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تمرد .. حركة غيرت مستقبل مصر
نشر في الأهرام اليومي يوم 28 - 04 - 2014

تمر على مصر هذه الأيام الذكرى الأولى لحركة غيرت وجه الحياة فى مصر بل والشرق الأوسط، ففى مثل هذا اليوم من العام الماضى نشأت حركة تمرد التى قادت ثورة الشعب فى 30 يونيو 2013 ، فأسقطت ليس فقط جمهورية الاحتكار والاقصاء
بل مشروع الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الأمريكى الذى كان يهدف لاعادة تقسيم دول المنطقة الى دويلات طائفية، لتبدأ مصر والمنطقة مرحلة جديدة فى اتجاه الاستقرار والتنمية والديمقراطية ولم تكن حركة تمرد استثناء فى تاريخ العالم الذى شهد حركات مماثلة فى الأرجنتين وتشيلى ( حركة طارقى الأوانى ) فى تسعينيات القرن العشرين وحركة الاعلام البرتقالية فى أوكرانيا فى 2010 التى اسقطت رؤساء منتخبين انتخابا ديمقراطيا جاءوا عقب ثورات شعبية, فأسقطتهم تلك الثورات الجديدة التى كانت كلها ضد الوعود الكاذبة التى أطلقها الحكام الجدد الذين حازوا السلطة على أنقاض الثورات الشعبية ولم يتحقق منها شيء، بل بالعكس ازدادت الأوضاع تدهوراً والفساد انتشاراً ، لكن لم يشهد تاريخ البشرية المعاصر مثل حركة «تمرد» التى تميزت وانفردت عن غيرها من الحركات المماثلة فى العالم بأسلوبها فى جمع أكثر من 22 مليون توكيل من كافة ربوع الوطن لأسقاط جمهورية الاخوان .
حملة.. ثم حركة.. فحزب سياسى من أجل البرلمان
كتبت نسرين مهران:
بعيدا عن أقنعة الكرنفالات السياسية، الأهواء الشخصية للنخبة، وضجيج البرامج الحوارية التى تأتى كل مساء بالتليفزيون دون أن تفضى إلى شيء، بزغ على الأرض شباب أكثر إيجابية، شباب نجح بتضافر الجهود فى الدعوة إلى ثورة للخلاص من قوى الظلام التى حكمت البلاد.
متخذا من «تمرد» كلمة سحرية ليعيد بها الأرض التى سرقت من تحت أقدامنا على يد جماعة الإخوان الإرهابية. فإذا بهم يضعون الرئاسة فى حرج لتسدل الستارة على مسرحية هزلية عاشتها البلاد على مدى عام هى عمر حكم الإخوان بجمعهم 22 مليون توقيع لسحب الثقة من الرئيس المعزول محمد مرسي، مما يضطره إلى التصريح بأنه رئيس مصر بالصندوق الانتخابى الشرعي. لكن هيهات، كانت كلمة الشعب يوم 30يونيو هى الأعلي.
ميلاد فكرة
أرجع البعض نشأة «تمرد» إلى أنها فكرة شاب سوري، والبعض الآخر أكد أنها تشكلت من رحم حركة كفاية، وهناك من يرى أنها من صناعة المخابرات العامة، بينما يؤكد محمود بدر مؤسس «تمرد» أنهم فى البداية كانوا جزءا أصيلا من حركة كفاية، وعندما اقترحوا أن يكون للشباب دور فى القيادة داخل الحركة قاموا بمبادرة «جيل يستحق القيادة»، واختاره زملاؤه قائدا لهم. ويضيف: توالت الأحداث وأدركنا أن أيام مرسى لا تختلف عن أيام مبارك، فقررنا أن نقول: »كفاية«، لكننا بحثنا عن طرحها بشكل مختلف وجديد ويواصل اجتمعت أنا وحسن شاهين ومحمد عبد العظيم ووليد المصرى ومحب دوس وقررنا عمل حملة «تمرد» لجمع توقيعات الشعب على استمارات تطالب مرسى بالرحيل، وقد استوحينا اسم «تمرد» من عنوان مجلة سورية سياسية. كما أرسل لى على الفيس بوك شاب يدعى محمد كريم شكل الاستمارة التى تم توزيعها على المواطنين بالشوارع. وبدأنا يوم 28 إبريل تدشين الحملة، ثم كانت الانطلاقة الأولى لجمع التوقيعات فى الأول من مايو الذى يوافق الاحتفال بعيد العمال، ومنذ ذلك اليوم أصبحت «تمرد» حركة تمثل جميع المصريين.
من جانبه، يشير محمد نبوى المتحدث الرسمى لتمرد إلى أن الأسماء الخمسة التى ذكرها بدر كانت هى حقا نواة الفكرة، غير أن الحلم إكتمل بعد تشكيل اللجنة المركزية المتكونة من 40 شابا منخرطين فى العمل العام من محافظات مختلفة. وقد اتخذوا شقة لهم فى مصر الجديدة مقرا لغرفة العمليات الرئيسية، أطلقوا عليها «بطن الزير»، من خلالها كانت تدار كل تحركاتهم فى الشارع.
وعن بداية علاقته بالحركة، يقول: التقيت بمحمود بدر فى برنامج على إحدى الفضائيات شاركنا فيه كضيوف، ومنذ تلك اللحظة استمر التنسيق فيما بيننا. إلى جانب الاستمارات التى جمعناها.
وهم الانشقاق
وفيما إذا كانت هناك انشقاقات داخلية تعرضت لها تمرد، يقول بدر: سوف تشهدون بأنفسكم «اليوم» الإحتفال بعام على تأسيس الحركة، وستدركون اننا جميعا على قلب رجل واحد. بالفعل هناك أعضاء اختلفنا معهم فى وجهات النظر ونرى أنهم أداروا الخلاف بشكل خاطيء، غير أننا نكن لهم كل التقدير والإحترام ومازالت عضويتهم سارية وغير مجمدة. من جانبه، أكد نبوى أنه لا يوجد كيان يقف على رحيل شخص أو بقائه، مسترسلا: إن «تمرد» فكرة وهى ملك للشعب المصري.
التحرك العربى والدولي
يكشف «نبوي» عن تحركاته الدولية لجمع توقيعات المصريين بالخارج من أجل الإطاحة بمرسي، فيقول: فى البداية لم يكن لدينا الإمكانات لتأسيس موقع الكترونى يمكننا من خلاله الحصول على توقيعات المصريين بالخارج. مما اضطرنى إلى السفر للصين وتركيا.. كانت الصين هى بوابة التواصل لنا مع المصريين فى تايلاند وماليزيا واليابان وباقى دول آسيا. كذلك كانت تركيا بوابة التواصل مع المصريين فى أوروبا. وقد أسفرت هذه الزيارات عن جمع 5833 استمارة للإطاحة بمرسي.
من جانبه، أكد «بدر» أن تمرد المصرية التقت أيضا بتمرد غزة وليبيا، مؤكدا أن لكل بلد طبيعته وظروفه الخاصة. ويقول: وإن كنّا مشغولين بالشأن الداخلى فى مصر حاليا، لكننا لا نتأخر عن كل من يحتاج إلى الاستفادة من تجربتنا وامداده بخبرتنا .
ولا يخفى على أحد حجم المضايقات والتحديات السابقة التى تعرض لها أعضاء حملة تمرد من قبل جماعة الإخوان الإرهابية. فى هذا السياق، يشير محمد نبوى إلى أن مقر الحركة فى شارع معروف قد تعرض للحرق بما يتضمنه من استمارات بداخله. كما تعرض عدد من فروع الحركة فى المحافظات للإعتداء ومحاولة التخلص من الاستمارات الموقعة. إلى جانب ذلك، تم خطف أعضاء من تمرد، والإعتداء بالضرب على بعض زملائنا. بل وقد نما إلى علمنا أنه قد صدر ضدنا أمر ضبط وإحضار مما اضطرنا لعدم العودة إلى بيوتنا. ناهيك عن حملات التشويه والبلاغات الكيدية.
أخيرا، يرى محمود بدر أن حركة تمرد - بعد مرور عام على ميلادها- تفتخر بكل انجازاتها، وأنهم كانوا على قدر المسئولية حيث وعدوا وصدقوا. مؤكدا أنهم أخذوا القرار بأن ينتقلوا من مرحلة التمرد إلى مرحلة البناء، وأن التحديات التى تنتظرهم مستقبلا هى الوصول كشباب إلى البرلمان القادم. وتحويل الحركة إلى حزب سياسى يعمل فى إطار قانونى ليحقق طموحات المصريين، ويساعد الرئيس القادم فى تحقيق برنامجه، ويكون رقيبا على أداء الحكومة.
اليوم .. احتفالية بذكرى انطلاقها
كتبت هبة سعيد:
تنظم حركة تمرد احتفالية اليوم بمناسبة مرور عام على تأسيس الحملة التى انطلقت فى 28 أبريل العام الماضى وجمعت أكثر من 22 مليون توقيع لاسقاط الرئيس المعزول محمد مرسى ونظام الاخوان من السلطة.
وستدعو الحركة جميع قيادات الدولة ورموز العمل الوطنى والشخصيات العامة وممثلين عن حملة المشير عبد الفتاح السيسى وعددا من أعضاء لجنة الخمسين وكبار الفنانين للمشاركة فى احتفالاتهم، وتشهد الاحتفالية عروضا لانجازات الحركة والتأكيد على دعم المشير السيسى فى الانتخابات الرئاسية المقبلة. واكدت الحركة انها سوف تعلن عن مفاجأه خلال الاحتفال.
وكان محمود بدر، مؤسس حركة «تمرد» قد وجه دعوة لاعضاء الحركة الداعمين للمرشح الرئاسى حمدين صباحى وهم: محمد عبد العزيز وحسن شاهين، لحضور الاحتفالية اليوم، وحتى الان لم يحسموا موقفهم للمشاركة فى الحفل سواء بالقبول او الرفض.
وكان للحركات الشبابية دور كبير فى رفض حكم الإخوان ولمشاريعهم التى تدعى أنها ستحقق النهضة تحت شعار مشروع النهضة.
وكانت حركة تمرد تعبيرا عن ذاك الرفض الشبابى والحركات الشبابية التى خرجت يوم 30 يونيو لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسى وتمكنت من جمع أصواته وتنظيمها ونجحت بالفعل فى إسقاط الرئيس مرسي.
وقد انطلقت «تمرد» يوم الأحد 28 أبريل 2013 من ميدان التحرير بالقاهرة، على أمل أن تنتهى فى 30 يونيو من نفس العام، بهدف إسقاط النظام الإخوانى خلال هذه الفترة وتمكنت من جمع 22 مليون توقيع لسحب الثقة من محمد مرسي. وأعلنت الحركة أنها جمعت 200 ألف توقيع فى الأسبوع الأول ، ووصل إنتشار الحركة إلى حد أن أعلن مؤسسوها جمع 2 مليون و29 ألفاً و592 استمارة توقيع لسحب الثقة من مرسى فى مؤتمر صحفى عقدوه يوم الأحد 12 مايو 2013 أى بعد حوالى أسبوعين فقط من تدشين الحملة.
ثم رد بعض المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين وتيارات الاسلام السياسى باطلاق حملة مضادة لجمع توقيعات لدعم إستمرار محمد مرسى فى الحكم لتتوالى الاتهامات لحركة تمرد بأنها حركة تخريبية وأن إدعاءها أن جمعت هذه الأعداد من المؤيدين لعزل محمد مرسى مجرد افتراءات مما أحدث صخبا إعلاميا واسعا ساعد فى إنتشار حركة تمرد أكثر فى الأوساط الشعبية المصرية كما إنتبهت لها قوى المعارضة التى أجمعت تقريبا على تأييدها كما إنضمت إليهم بعض قوى من تيار الإسلام السياسى ومن التيارات السياسية التى دعمت حركة تمرد حركة كفاية و جبهة الإنقاذ و الجمعية الوطنية للتغيير وحركة 6 أبريل، كما أعلنت نقابة المحامين المصرية فتح مقراتها للمواطنين على مستوى الجمهورية لتلقى الإستمارات الموقعة. وبفعل الدعم والانتشار السريع وسط الشعب المصري، تمكنت حركة تمرد من وضع نهاية لحكم الرئيس الإخوانى محمد مرسى ولتفتح المشهد المصرى على آفاق أكثر أملا وتفاؤلا. وبدا الفرح طاغيا على المتحدث الرسمى باسم الحملة محمود بدر الذى شكر الشعب المصرى العظيم على حفاوته والتفافه حول أعضاء الحملة ومشاركته لهم فى الرغبة فى إسقاط الرئيس الذى وصفه ب«الديكتاتور».
ألهمت شباب ليبيا وتونس وفلسطين
كتبت مروى محمد إبراهيم:
فى عالم يتباهى بمفاهيم غامضة ومموهة مثل «الديمقراطية» و«الانتخابات الحرة» و«نزاهة النظام»، أتبتت حركات «التمرد» والثورات الشعبية بمختلف أشكالها ومسمياتها أنها الطريق الواقعى للتغيير. فلم تكن موجة الربيع العربي، بغض النظر عن الجدل الذى تثيره والتشكيك فى مصداقيتها، التى اجتاحت الشرق الأوسط فى الأعوام الأخيرة سوى انعكاس لغضب شعبى عنيف لم يجد صداه عند السلطة الحاكمة.
وهى ليست الموجة الأولى فى العالم، فهناك موجة الثورات الملونة فى أوروبا الشرقية من قبلها. وكانت قد سبقتها ثورات الشباب فى الولايات المتحدة وفرنسا فى الستينيات سواء احتجاجا على الحرب أو بحثا عن المزيد من الحقوق المدنية. ولم تسلم حقبة التسعينيات هى الأخرى من الاحتجاجات المناهضة للعولمة والرفض للتسلط السياسى للقوى العالمية العظمي. واختلفت هذه الثورات والاحتجاجات فى شكلها ومفهومها ونشاطها باختلاف المجتمع الذى تخرج منه وتمثله، ناهيك عن تأثير الأوضاع الاقتصادية على كافة هذه الحركات. وبالتالي، فإن ظهور حركة «تمرد» المصرية، فى النصف الأول من 2013، لم يكن سوى امتداد لحالة الثورة والغضب الشعبى الذى عاشته مصر على مدى عقود طويلة، حيث اعتبرها المحللون الغربيون نتيجة مباشرة لفشل التنظيم الإخوانى الحاكم آنذاك فى الوفاء بوعوده البراقة أو حتى الحفاظ على وحدة الأمة وتماسكها. فقد أكد بول ماسون المحرر الاقتصادى بهيئة الإذاعة البريطانية، أن مثل هذه الحركات المتمردة إنما ظهرت نتيجة لقدرة الشعب على إدراك مفهوم «السلطة» بشكل أفضل وبالتالى إدراك سوء استغلال السلطة الحاكمة للشعب اقتصاديا وسياسيا . فقد أكدت المؤسسة الأمريكية للدفاع عن الديمقراطية وهى مركز بحثى غير ربحى أنه على الرغم من أن «تمرد» حركة جديدة، إلا أن مبادئها راسخة فى المجتمع المصري، ففى عام 1919 عندما رفض الاحتلال البريطانى الاعتراف بسعد زغلول كزعيم شعبى سارع الملايين من أفراد الشعب المصرى يقودهم الشباب للتوقيع على وثيقة تمنح الزعيم الراحل الحق فى تمثيل هذا الشعب العريق. وعندما تجاهلت السلطة البريطانية الحاكمة المطالب الشعبية بالاستقلال، لم يكن من المصريين سوى إعلان العصيان المدنى واشتعال ثورة 1919 والتى كان لها الفضل فى وضع كلمة النهاية للحماية البريطانية على مصر وإعلان الاستقلال عام 1921. ويؤكد تقرير للمؤسسة الأمريكية أن الثورة المصرية آنذاك كانت ملهمة للعديد من الثورات داخل الإمبراطورية البريطانية الشاسعة وعلى رأسها الثورة التى قادها الزعيم الهندى المهاتما غاندى والذى قاد بلاده نحو الحرية والتخلص من قيود الاحتلال البريطاني. ثم تأتى حركة تمرد 2013 لتسير على الدرب بعد مرور أقل من قرن من الزمان وتحيى تقليدا أرساه المصريون منذ عشرات السنين، بل إنها أيضا كانت ملهمة للشعوب فى العديد من الدول التى تعانى من ظلم الحاكم مثل تونس وفلسطين وليبيا وتركيا وغيرهم من دول العالم. إن حركات التمرد فى العالم ما هى إلا دليل على يقظة الشعوب، وأمل مستمر يضىء الطريق بحثا عن الديمقراطية والحرية والقضاء على الفساد.
سياسيون : أسهمت فى إزاحة حكم الإخوان
كتبت إيمان الشاهد :
بعد مرور عام على نشأة حركة تمرد الشبابية اتفق بعض السياسيين على أن الحركة لعبت دورا مهما وملموسا فى ثورة 30 يونيو ،ووجودها كحركة شبابية ساهم فى تغيير الحكم الإخوانى البغيض ،وطالبوا بتحويل الحركة إلى حزب شبابى باسمهم لتقنين أوضاعهم القانونية
وأوضحوا أن انشقاق البعض عن الحركة لا يعنى وجود صراع انما الانسحاب يرجع الى رغبة البعض فى تولى مناصب مهمة.
وبسؤال الدكتور عبد العزيز حجازى رئيس وزراء مصر الاسبق عن رأيه فى «تمرد» قال إن حركة تمرد افتقدت فى البداية الرؤية الواضحة ولم تشكل برنامجا لها، وأوضح أن الشعب المصرى كانت له صحوة سياسية ،ومع وجود تمرد ودعم الشعب لها من خلال التوقيع على استماراتها ،كل هذا ساعد فى نجاح واتمام ثورة 30 يونيو، كما اشاد حجازى بدورها فى الاستفتاء على الدستور ،وفى لم شمل المصريين ،بالاضافة إلى دعمها وانضمامها للمرشح عبد الفتاح السيسي، وأكد ان الحركة لها تأثير على الناخب المصري.
وأشار رئيس الوزراء الأسبق إلى أن انسحاب بعض أعضاء الحركة يرجع إلى رغبتهم فى الحصول على مناصب قيادية مهمة ،لذلك بحثوا عن احزاب أخرى لكى يلعبوا فيها دورا مهما . وتوقع أن تشكل الحركة حزبا سياسيا بعد الانتخابات الرئاسية لتقنين أوضاعه، وقال انهم سبق واعلنوا انهم بصدد تكوين حزب، متمنيا أن تواصل دورها الفعال فى المجتمع0
ومن جانبه، أكد اللواء سامح سيف اليزل مدير مركز الجمهورية للدراسات الاستراتيجية أن تمرد حركة شبابية فاعلة ،عبرت عن مشاعر المصريين وساعدتهم فى الخروج فى 30 يونيو لتغيير الحكم البغيض السابق ،وتكاتف معها الشعب المصرى لشعورهم بوطنيتهم ،وان الحركة تعمل لصالح الدولة وليس لشيء آخر.
وقال إنه نتج عن هذا التفاعل بين تمرد والجماهير ما شهدته مصر خلال 30 يونيو وما بعدها من لم شمل المصريين ، وطالب سيف اليزل بتحول الحركة الى حزب شبابى باسمها لتستكمل المسيرة الشبابية الدافعة فى المشاركة السياسية للبلاد،موضحا انها كحركة سياسية قامت بدور ناجح وملموس فى هذا التوقيت.
وتتفق سكينة فؤاد مستشار الرئيس لشئون المرأة مع الآراء السابقة وترى «تمرد» أنها مجموعة من الشباب المخلصين الذين كان لهم دور هام فى ثورة 30 يونيو ، وعبروا عن غضب المصريين ورغبتهم وحسهم الوطنى ورغبتهم فى التغيير. وطالبت فؤاد جميع التيارات المدنية من الشباب أن يكونوا شركاء فى حاضر ومستقبل بلادهم ،ولأن دفعها للبناء والتقدم لن يكون الا بتكاتف المصريين جميعا فى يد واحدة.
وقالت إن الحركة لها تجليات لإبداعها وفكرها ،وليست بحاجة إلى أن نفرض عليها أى شيء، موضحة ان تمرد اختارت الشكل فى استمرار بناء البلاد وردع مخططات الإرهاب ،وتقوية الجبهات السياسية .
وعلقت فؤاد على انسحاب بعض اعضاء تمرد بأن كل فرد له حق اختيار الموقف الذى يريده ،دون أن يعنى هذا الدخول فى صراع ،ودون أن يتصور احد أن الخلاف فى الرأى يفسد التوجه الوطنى .
حالة تمرد..
كتب:أحمد عبد الحكم
اليوم يمر عام كامل على تأسيس أجرأ وأغرب وأقوى حركة فى التاريخ المصرى المعاصر.. وربما فى المنطقة بكاملها .. فى مثل هذا اليوم من العام الماضى كانت أقدم جماعة سياسية مصرية تحكمها البلاد
حازت على الأغلبية فى البرلمان بغرفتيه وفى قصر الرئاسة كان يجلس رئيس اخوانى بطاقم كامل من افراد تنظيم الإخوان.. حالة من الاستقطاب الشديد كانت تعصف بالجميع.. أوضاع سياسية مشوهة واقتصادية بالغة الصعوبة وقوى اجتماعية فى طريقها للصدام وتيارات دينية انشقت عنها الأرض وتصرفت وكأن المناصب غنيمة من غنائم الثورة وأى صوت أو تيار آخر لا مكان له على الخريطة الجديدة.حالة من الحنق الشديد والغضب المكتوم والغربة فى الوطن تعتصر غالبية المصريين على بلد يضيع من بين أيديهم.. يزداد كل يوم انقساما وتشتتا وركائزه الأساسية فى اختيار عنيف.. فالقابض على مصريته كالقابض على الجمر..
عبقرية المصريين أفرزت طريق الخلاص.. شباب عادى يعرفنا ونعرفهم بسطاء.. تربوا فى مدارس الحكومة وتخرجوا فى جامعاتها .. صمموا استمارات عادية حملت اسم «تمرد».. اعترض كثيرون على الاسم ومدلوله .. وشكك كثيرون فى جدوى الحركة ومطالبها.. المطالب كانت عادية لا تشكل انقلابا على حاكم منتخب ولا تقصى تيارا سياسيا استأسد فى السلطة واحتكرها .. استمارة تمرد كانت تطالب بانتخابات رياسية مبكرة وبإعادة كتابة الدستور الذى تم تصويره على أنه يحمى الشرعية والشريعة.. ما فعله شباب تمرد كان حلما ولكنه سرعان ما تحقق بعد 63 يوما فى 30 يونيو بدأت بثورة التوقيعات التى جمعيها تمرد ثم بنزول الملايين فى الشوارع التى احتشدت بدعوة شباب الحركة الذين انتشروا فى المحافظات وشكلوا منظومة عمل يندر تكرارها .. نجحوا فيما فشلت فيه الاحزاب واكتسبوا ثقة افتقدها مخضرمون فى السياسة والثورية.. عبقرية تمرد أنها شكلت بنبض الشعب وأعادت إليه روح المعارضة السلمية «الباترة».. ولن نذكر بفاعليات أخرى للحركة حيث كانت شريكة فى وضع خريطة المستقبل التى يمضى المصريون على خطاها وفى التسويق الشعبى للقوات المسلحة لمواجهة الارهاب.. وغيرها .. شباب تمرد الآن رقم فاعل فى المشهد السياسي.. منهم من يقف فى صف المشير السيسى ويعمل فى حملته فهو القادر من وجهة نظرهم على قيادة الدفة فى البحور المتلاطمة إلى بر الأمان.. ومنهم من يدعم صباحى ويراه الأمل فى إعادة البناء وتحقيق أهداف الثورة.
ولأن تمرد «صناعة مصرية» فقد عبرت فكرتها الحدود.. وليس غريبا ان تسمع صداها فى تونس أو اليمن أو الجزائر أو حتى فى اقصى دول الشرق..
تمرد حالة شعب.. يأبى السكون، والاحتكار والتبعية والانقسام.. شعب يؤمن بالتعددية وينتهج الوسطية يعشق الوطن ويكفر بمن يحولونه سوقا لقضاء المصالح أو شركة للنهب والفساد.. وربما تكون هدأت، لكن الحالة ستستمر...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.