نشرت وزارة الخارجية الأمريكية، أمس، صورا حصلت عليها من كييف، ويظهر فيها انفصاليون مسلحون فى شرق أوكرانيا، تؤكد واشنطن أنهم فى حقيقة الأمر عسكريون روس أو ضباط فى المخابرات الروسية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جينيفر ساكى، إن بلادها حصلت على قسم من هذه الصور من السلطات الأوكرانية، فيما تم نشر القسم الآخر فى وسائل إعلام عالمية أو على تويتر، وأوضحت أن بعض هذه الصور يظهر أشخاصا وإشارات على وجود رابط بين روسيا وجزء من الناشطين المسلحين فى شرق أوكرانيا. وأضافت، أن كييف سلمت واشنطن بواسطة منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا، مجموعة من الصور التقطت فى جورجيا فى 2008، يظهر فيها أحد العسكريين المنتمين إلى إحدى الوحدات الخاصة الروسية وقد أرخى لحية حمراء طويلة. وتابعت: »هذه الصور ليست إلا دليلا فوتوجرافيا إضافيا على العلاقة التى تربط روسيا بالانفصاليين فى شرق أوكرانيا«. ومن جانبه، أكد القائد العسكرى لحلف شمال الأطلنطى الجنرال الأمريكى فيليب بريدلاف على مدونته الرسمية أن «ملاحظاته» عن هؤلاء العسكريين الانفصاليين تؤكد أنهم ينتمون إلى وحدة عسكرية روسية وليسوا مجرد مسلحين فى ميليشيا تشكلت عشوائيا. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن جهاز أمن الدولة فى أوكرانيا حدد على الأقل هوية أحد هؤلاء العملاء على أنه إيجور إيفانوفيتش ستريلكوف، وهو عميل فى المخابرات العسكرية الروسية، غير أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين نفى الموضوع برمته. وفيما تتواصل الاحتجاجات فى جنوب شرق أوكرانيا ضد السلطة الجديدة فى كييف وتطالب جماهير المعارضة بإجراء الاستفتاء الشعبى حول النظام الفيدرالى فى 11 مايو المقبل، وصل إلى العاصمة الأوكرانية جو بايدن نائب الرئيس الأمريكى فى جولة تستهدف استيضاح جوانب الأزمة الأوكرانية. ووعد بايدن بتقديم الدعم الاقتصادى والسياسى لأوكرانيا، ونبه خلال زيارته لها بأنها فى حاجة لمكافحة الفساد، مؤكدا أن بلاده تقف إلى جانب أوكرانيا فى وجه «التهديدات المذلة»، قبل استحقاق رئاسى محورى فى الشهر المقبل. وأعلن البيت الأبيض أمس أن الولاياتالمتحدة قدمت لأوكرانيا حزمة مساعدات جديدة ب 50 مليون دولار لإعانتها على تنفيذ إصلاحات اقتصادية وسياسية. وتزامن ذلك مع ما أعلنه مجلس تتار القرم أمس من أن روسيا منعت زعيم تتار القرم مصطفى جميليف من دخول شبه الجزيرة الأوكرانية لخمس سنوات، وتسلم جميليف من حرس الحدود لدى مغادرته القرم إلى كييف أمرا رسميا يحظر عليه الدخول إلى اتحاد روسيا حتى 19 أبريل الجارى. وكان نحو 30 رجلا، قد توجهوا متنكرين، إلى المجلس التمثيلى لتتار القرم فى سيمفروبول، لإنزال العلم الأوكرانى الذى يرفرف فوقه منذ 19 إبريل، بطلب من جميليف الزعيم التاريخى لتتار القرم. ومن جانبه، أعلن رئيس الوزراء الروسى ديمترى ميدفيديف أمس أن بلاده مستعدة لمواجهة مجموعة جديدة من العقوبات الغربية بسبب أزمة أوكرانيا، وقال فى كلمة ألقاها أمس أمام البرلمان: «أنا متأكد من أننا قادرون على الحد من تبعاتها .. إنه طريق لا يفضى إلى مكان لكن أن قرر بعض شركائنا الغربيين سلوكها رغم كل شيء، فلن يكون أمامنا من خيار سوى أن نواجه الوضع بقوانا الخاصة وسننتصر«.