يبدو أنه كلما عرفت صناعة السينما، طريقها إلى الاستقرار، بإنتاج وعرض بعض الأفلام.. وكلما بدأ الجمهور في العودة تدريجياً إلى الإقبال على دور العرض، حيث تتحقق طفرات غير متوقعة في الإيرادات برغم عدم استقرار الظرف السياسي.. وعلى الرغم من التفاؤل الذي أصاب بعض صناع السينما مؤخراً، ما جعلهم يبدأون العمل على إنجاز عدد من الافلام، ويضعون خطة توزيعية للأسابيع المقبلة، خصوصاً وأن الفترة الماضية شهدت عرض عدد من الأفلام، ومنها «لا مؤاخذاة»، و«المعدية»، و«سعيد كلاكيت»، و«خطة جيمى»، و«الملحد» و«فتاة المصنع» ، إلا أن الأمور لا تلبث أن تتراجع بشكل يؤثر سلباً، على وضع الصناعة، التي تواجه تحديات كبيرة في الفترة الحالية، خصوصا أن معظم منتجيها يعانون منذ أكثر من 3 سنوات من تردي الأوضاع، وتراجع معدلات الإنتاج، وتدهور معظم الشركات العاملة في مجال الإنتاج. الاستعداد لإجراء الانتخابات الرئاسية، ومن بعدها موسم كأس العالم، ودخول شهر رمضان الكريم، كلها عوامل ستؤثر سلباً على حال السينما في الفترة المقبلة، إضافة إلى الانقطاع المستمر للكهرباء، في كل أنحاء الجمهورية، وهو ما يضيف خسائر جديدة وغير متوقعة، حيث يضطر أصحاب دور العرض إلى إعادة ثمن التذاكر إلى الجمهور، في الحفلات التي تنقطع فيها الكهرباء. ورغم هذه التحديات إلا أن منتجي بعض الأفلام يصرون على طرحها في المواعيد المحددة سلفاً، حيث سيشهد شهر أبريل الجاري طرح 4 أفلام، أولها فيلم «حلاوة روح» والذي من المقرر طرحه في 9 أبريل، بعد تأجيله من موسم منتصف العام. الفيلم بطولة هيفاء وهبي، وصلاح عبد الله، وباسم سمرة، وتدور أحداثه حول شخصية تدعى «روح» تجسدها هيفاء وهبي، تعيش بأحد الأحياء الشعبية مع ابنها بعد سفر زوجها بحثاً عن المال، وحين يضيق بها الحال تستغل جمال صوتها وتعمل مغنية في أحد الملاهي الليلية بشارع الهرم، والفيلم من إنتاج محمد السبكي. أما في منتصف أبريل، فيعرض فيلم «سالم أبو أخته» الذى يدور في إطار اجتماعي، ويتعرض لقضية الباعة الجائلين، والفيلم بطولة محمد رجب، وحورية فرغلي، وريم البارودي، وبدرية طلبة، وماهر عصام، ومن تأليف محمد سمير مبروك، وإخراج محمد حمدي، وإنتاج أحمد السبكي. في حين يعرض أواخر أبريل «جيران السعد»، بطولة سامح حسين، وميرنا المهندس، ومنة عرفة، ومن إخراج تامر بسيوني، وإنتاج أحمد السبكي. هذا بالإضافة لفيلم «واحد صعيدي» للفنان محمد رمضان، والذي من المفترض أن يعرض أواخر الشهر الجاري. ويبدو أن الأخوين السبكي هما المنافسان الرئيسان، في هذا الموسم القصير، رغم كل تخوفات السينمائيين، إلا أنهما أصرا على عرض أفلامهما كما هو مقرر لها، بعيدا عن التخوفات والتحديات التى تشهدها الصناعة، مؤكدين أن الفيلم السينمائي الجيد يفرض نفسه أيا كان الظرف، كما يراهن المنتج محمد السبكي على نجومية هيفاء وهبي، بفيلمها «حلاوة روح»، والذي أثار كثيراً من الجدل الرقابي قبل طرحه، حيث تردد، أن الرقابة تحفظت على عدد من اللقطات الجريئة، والألفاظ «الخادشة للحياء»، والتى ترد بالفيلم، لذلك قررت الرقابة عرضه تحت لافتة للكبار فقط، والفيلم المأخوذ عن قصة الفيلم الإيطالي «مالينا» للنجمة الإيطالية مونيكا بيلوتشي، يحمل احتفاظا بأنوثة بطلته هيفاء وهبي، والتى تراهن على أن هذا الفيلم سيقدمها لجمهورها بشكل أفضل، ومختلف. وإذا كان آلِ السبكي فضلوا الرهان على نوعية الأفلام التي سيطرحونها في دور العرض، موضحين أنهم لم يستسلموا للظروف السيئة طوال السنوات الثلاث الماضية، واستمروا في الإنتاج، وعرض الأفلام، والتي حقق بعضها طفرات في الإيرادات، إلا أن هناك بعض المنتجين فضلوا الابتعاد عن هذا الموسم «غير المستقر»، وقاموا بترحيل عرض أفلامهم، إلى موسم عيد الفطر، وتحديداً ما بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية، ومن هذه الأفلام «الفيل الأزرق» للنجم كريم عبدالعزيز، والذي يعود به للسينما بعد غياب أكثر من عامين ويشاركه البطولة، نيللي كريم، وخالد الصاوي، والفيلم من إخراج مروان حامد، ومأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتب أحمد مراد، وهى من الروايات الأكثر مبيعا في الفترة الماضية، ويقدم كريم بالفيلم دراما نفسية واجتماعية معقدة، من خلال أحداث العمل التى تدور فى فلك الأمراض النفسية، وترصد حياة طبيب نفسى يدعى «يحيى» يجسدها كريم عبد العزيز، الذى يعمل طبيباً نفسياً بمستشفى العباسية، يتم فصله لمدة تقترب من ال5 سنوات، ثم يعود للعمل من جديد بالمستشفى، وعندما يطلب منه كتابة تقرير عن مريض نفسى يتعرض لصدمة شديدة بعدما يعلم أن هذا المريض هو صديقه القديم الدكتور «شريف الكردى» يجسده خالد الصاوى، وتتوالى الأحداث لتكشف غموض هذا العالم. كما لم يتحدد حتى الآن موعد عرض الفيلم الكوميدي «رغم أنفه» والذي من المحتمل أن يعرض بعيد الفطر، بطولة رامز جلال، وتشاركه البطولة رجاء الجداوي، وشيري عادل، وإخراج معتز التوني، وهو الفيلم المؤجل من العام الماضي نظراً للأحداث السياسية وتدور أحداثه في إطار كوميدي ساخر حول المشكلات التي تواجه المرأة في حياتها العملية والعلمية، والتي تحد من تحقيق أحلامها وطموحها في الحياة. وأيضاً فيلم «أبو العريف» لمجدي كامل، ونهال عنبر، في حين أن فيلم «الجزيرة 2» للنجم أحمد السقا وهند صبري وإخراج شريف عرفة، من المقرر أن يتم عرضه في موسم عيد الأضحى.