فى الوقت الذى أعلنت فيه القيادة الفلسطينية التحلل من أى التزام تجاه إسرائيل بعد تعثر المفاوضات الجارية بعد أن بلغ التصعيد الفلسطينى الى حد منح وزير الخارجية الأمريكية جون كيرى مهلة 24 ساعة لحل الخلاف مع اسرائيل حول إطلاق سراح الدفعة الأخيرة من قدامى السجناء الفلسطينيين، وإلا سيتم التوجه الى الاممالمتحدة من اجل السعى للحصول على عضوية هيئاتها المختلفة، وتلويح السلطة بأنها جاهزة لتقديم طلب الانضمام ل63 منظمة دولية تابعة للأمم المتحدة. سارع وزير الخارجية الأمريكية بالعودة للشرق الأوسط فى محاولة لإنقاذ محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية المتعثرة، حيث حمل معه عرضا آخر سربه الإعلام الأمريكى وتداولته الصحافة الإسرائيلية بخصوص الإفراج عن الجاسوس جوناثان بولارد المسجون حاليا فى الولاياتالمتحدة مقابل وفاء إسرائيل باستكمال الافراج عن (104) معتقلين قبل توقيع اتفاق اوسلو تم الإفراج عن 74 منهم على ثلاث دفعات، وبقيت الدفعة الرابعة المكونة من 30 أسيرا. وبموجب الإجراءات المقترحة، والتى تحملها زيارة كيرى المفاجئة سيجرى الإفراج بحلول منتصف أبريل الحالى عن جوناثان بولارد المحلل البحرى الأمريكى السابق الذى ضبط وهو يتجسس لصالح إسرائيل فى الثمانينيات، ويمضى عقوبة السجن المؤبد، بعد أن عارضت أجهزة المخابرات الأمريكية مرارا أى إفراج عن بولارد الذى أقر بذنبه عام 1987 فى تهم التجسس لصالح إسرائيل، ولكن طاب لإدارة أوباما ان تقدمه كحافز لإسرائيل لإنقاذ عملية السلام، فيما وصفته تقارير إعلامية غربية بأنه رشوة أمريكية لإسرائيل. وهو ما يعد مؤثرا على أن تركيز مهمة كيرى انتقل من التوصل إلى اتفاق إطار بحلول 29 أبريل بما فى ذلك المبادئ العامة لاتفاق سلام نهائى إلى مجرد إبقاء الجانبين فى حالة حوار بعد ذلك الموعد، وهذه هى المرة الثانية خلال أسبوع التى يقطع فيها كيرى جدول أعماله ليعود إلى المنطقة لمناقشة مفاوضات السلام المتعثرة مع رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نيتانياهو والرئيس الفلسطينى محمود عباس، التى أكد مسئولون فى الخارجية الأمريكية إن الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى مازالا بعيدين عن التوصل لاتفاق إطار رغم إن كليهما اتخذا خيارات صعبة خلال الأشهر الثمانية المنصرمة. وكانت إسرائيل قد طلبت من السلطة تمديد فترة مفاوضات السلام تسعة اشهر كشرط للإفراج عن الدفعة الرابعة من المعتقلين الفلسطينيين، وهو ما وصفه مسئول فلسطينى بمحاولة ابتزاز من الجانب الإسرائيلي، وأبدت السلطات الإسرائيلية تحفظا بشأن المضى قدما بالإفراج عن السجناء، ما لم يتعهد الفلسطينيون بتمديد أجل المحادثات والامتناع عن إثارة قضية دولتهم لدى الأممالمتحدة أو المحكمة الجنائية الدولية، ويحاول كيرى إقناع الطرفين بالتوقيع على اتفاقية لتمديد المفاوضات والاتفاق على إطلاق سراح الدفعة الرابعة من السجناء الفلسطينيين. ولم تكن زيارة كيرى على جدول أعمال وزير الخارجية الأمريكية الذى قرر بشكل مفاجئ التوجه للمنطقة لبحث آخر تطورات ملف المفاوضات الثنائية، وتصر حكومة نيتانياهو على الحصول على مكاسب وصفت بالسياسية مقابل تنفيذ هذه الدفعة، مثل تمديد المفاوضات لستة أشهر، والإفراج عن الجاسوس الإسرائيلى «بولارد» المسجون فى أمريكا، واعتبرت السلطة الفلسطينية أن موضوع الإفراج عن الدفعة الرابعة هو التزام على الجانب الإسرائيلي، يجب أن ينفذ بمعزل عن مسار المفاوضات المباشرة. وكان الرئيس الفلسطينى أبومازن قد طلب فى آخر لقاء جمعه مع باراك أوباما فى واشنطن، الإفراج عن عدد آخر من المعتقلين، ويدور الحديث وفق تقارير إعلامية حول 1200 معتقل فلسطيني، منهم قيادات كبيرة للفصائل الفلسطينية، مثل مروان البرغوثى وأحمد سعدات، إلى جانب المعتقلين النساء والأطفال والمرضى. ووصل وزير الخارجية الأمريكية جون كيرى مساء الاثنين الماضى إلى اسرائيل فى زيارة طارئة سعيا للتوصل إلى صيغة تنقذ المفاوضات بين الجانبين، فى ظل مماطلة إسرائيل فى الإفراج عن الدفعة الأخيرة من قدامى الأسرى، وإصرار الفلسطينيين على التوجه لهيئات الأممالمتحدة، فى ظل حالة من التوتر والتصريحات المتبادلة بعد ان هدد وزير الاقتصاد الإسرائيلى نفتالى بينيت السلطة بمخاطر اتخاذ مثل تلك الخطوة، ما دفع نبيل أبو ردينة الناطق الرسمى باسم الرئاسة الفلسطينية لإدانة تصريحات وزير الاقتصاد الإسرائيلى ورفضها محملا رئيس الوزراء الإسرائيلى مسئولية مثل هذه «التهديدات العلنية» . وكان كيرى قد التقى قبل ذلك فى مدينة القدس رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نيتانياهو فى اجتماع امتد لأكثر من 5 ساعات. وتتزامن زيارة كيرى مع عقد القيادة الفلسطينية، اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واللجنة المركزية لحركة فتح، والأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، اجتماعا وصف بالطارئ لبحث التطورات الأخيرة.