اليوم ونحن نبدأ العام الثاني لثورة25 يناير أتساءل: هل آن الأوان لأن ندرك ان الزمن لن يعود إلي الوراء وأن الهواجس التي تنتاب البعض من عودة النظام السابق لاأساس لها في الواقع, وانما هي هواجس يريدون بها النيل من الثورة والتشكيك فيما حققته من نتائج يعترف بها الجميع بمن فيهم ممثلو التيارات السياسية التي شهد الكل بنزاهتها, وصارت لها الكلمة الاولي في التشريع والرقابة.. ثم هل من الممكن ان يعود الي الحكم نظام بائد بعد ان حل مكانه شرعيا وشعبيا نظام جديد ارتضاه الشعب. واذا كانت انتخابات الرئاسة لم تجر بعد وستتم اقامتها بعد خمسة أشهر من الآن.. فهل يعد ذلك ذريعة لإثارة القلاقل؟.. اليس مجلس الشعب كفيلا بادارة دفة الأمور في البلاد بما يملكه من سلطات بينها سحب الثقة من الحكومة؟.. وهل يعقل في ظل هذه الانجازات مايدعو إليه البعض من إضرابات واعتصامات لمجرد ان شخص الرئيس لم يتحدد بعد؟! لقد قلنا مرارا وتكرارا إنه آن للأصوات الزاعقة عبر الفضائيات ان تسكت فهم ذوو حناجر لاتستطيع ان تتعامل بالعقل والهدوء حتي لو أتي اليهم حاكم من السماء.. هكذا تعودوا.. وبهذه الطريقة تمضي فلسفة القنوات التي يتحدثون من خلالها وهي التي تأسست في العهد البائد, وكانت تسبح بحمده الرئيس السابق الي ان أجبره الشعب علي الرحيل فتحولت تلقائيا الي فضائيات ثورية تطالب برحيل المجلس العسكري وتنافق من لقبوا أنفسهم امناء للثورة!! إننا ونحن نبدأ العام الثاني لثورة25 يناير نرجوا ان يستمع هؤلاء الي اصوات البسطاء الذين يمثلون غالبية الشعب فما يفعلونه ليست له نتائج ايجابية علي الاطلاق.. انما يجر البلاد نحو مزيد من التدهور. فالحالة الاقتصادية تتحرك صعودا وهبوطا وفقا لحالة الاستقرار السياسي ولقد تابعنا مكاسب البورصة التي اقتربت من خمسة مليارات جنيه بمجرد ان عقد مجلس الشعب اولي جلساته, وسوف تتوالي المؤشرات الايجابية عندما تكتمل الحلقات بانتخاب مجلس الشوري ثم رئيس الجمهورية.. وهذا يتطلب النضج في التعامل مع المسألة السياسية وهو ما بلغته الشقيقة الصغري تونس بالعقل والحكمة, بينما نحن الدولة الام للعالم العربي مازلنا نتمسك بالقشور علي حساب الجوهر والمضمون. المزيد من أعمدة أحمد البرى