مصر التائهة..! ما سر حالة التوهان والزيغ والضياع وفقدان الأمل التي يشعر بها الكثيرون منا- نحن المصريين في المحروسة- هذه الأيام؟ وكيف الخروج من هذا الإحساس البغيض المدمر؟ فأما السر, فليس فيه سر! نحن تائهون لأننا في حالة ثورة, ونحاول هدم نظام حرامية قديم وبائد وفاسد, شلنا وهمشنا وأفقدنا الهيبة والهمة والعزيمة, بينما نسعي لبناء نظام جديد لا نعرف ما هو بالضبط حتي الآن؟ إننا ببساطة بلد تائه حتي إشعار آخر! طبعا لا جديد في هذا التوصيف, إذ كلنا أصبحنا أساتذة في التشخيص, لكن المشكلة هي أين الحلول؟ ها هي ذي حلول ثلاثة: أولا: علي المجلس العسكري الأعلي الحاكم أن يسارع إلي تنفيذ خطته التي أعلن عنها بعد تنحي مبارك لنقل السلطة الي المدنيين, ولتكن البداية الدعوة فورا الي انتخابات مجلس الشعب, في سبتمبر بعد انقضاء شهر رمضان المعظم, تليها الرئاسية, ثم وضع الدستور.( سؤال: حتي لو جاءت الانتخابات بالإسلاميين- اخوانا وسلفيين؟ نعم, بل حتي لو جاءت بالجن الأزرق مادام قد انتخبه الشعب في انتخاب حر نزيه دون تزوير أو تزييف. المهم أن نبدأ, وكفانا تضييعا للوقت). ثانيا: أن يصدر مرسوم بقانون بإيقاف جميع أشكال التظاهر والاحتجاج والصراخ الفئوي لمدة عام واحد فقط, ومن يتظاهر خلاله يعاقبه القانون.( سؤال: حتي لو كان في ذلك حجر علي الحريات؟ نعم.. وملعونة كل حرية هوجاء غير منضبطة تؤدي الي ضياع بلد عظيم كمصر). ثالثا: أن يصدر مرسوم بقانون بمنع كل وسائل الإعلام- لمدة6 أشهر فقط- من الحديث عن محاكمات رموز النظام السابق, وترك المهمة لقضاء مصر النزيه, بعيدا عن المانشيتات الحمراء الزاعقة والمماحكات, علي أن يتم الاكتفاء ببرامج التسلية والرياضة والفن والأغاني ونشرات الأخبار الموجزة.( سؤال: وأين يذهب أشاوس التوك شو يا تري؟ الإجابة: لقد سئمنا كآبتهم وتثاقفهم المراوغ وتعاليهم علينا.. يا ناس نريد أن نمرح قليلا, وكفانا توهان!) ويبقي أن نتذكر جميعا المثل العربي البديع: في المولد يعلو الطبل فلا نسمع صوت الباكي فهل آن الأوان لسماع بكاء الباكين الحقيقيين في هذا البلد؟ المزيد من أعمدة سمير الشحات