مخاطبة النفس هي أهم حديث يجربه الإنسان، لأنها السبيل الوحيد لإحداث عمليات الإحلال والتجديد في المعاملات مع الآخرين، كما أنها تفتح لنا باب المعرفة فنطلع علي حقيقة دواخلنا فتتضح أسباب أفعالنا مع الآخرين. إن هذه المحاولة تفتح أبواب الإدراك وتجلوه لنفهم بشكل أصدق. نسعي في مقاومة الخير للآخرين ، هذه المخاطبة تعرفنا حقيقة نوايانا، فإذا تعاملنا مع ما بداخلنا فإننا ننطلق إلي الخارج بشكل أكثر ونبرأ من الكراهية والرفض للإنسانية والتماس الأعذار للنفس والسعي إلي الخروج يبدأ من مواجهة الداخل وينهي بك منك واليك. ويبدأ الحديث عند مخاطبة النفس بالرغبة في التغيير ثم ينتقل الحديث إلي خطوة أخري : القرار الذي سيتم اتخاذه، مساحته وأبعاده. ويؤدي هذا السعي لإدراك بعض المعاني الهامة مثل بداية الحركة ثم الوصول إلي دائرة الفهم. وأحدث داخلي ونفسي المهمة عن استمرار السعي لاكتساب الدافع للأمام بتنقية الدواخل استعدادا للنجاح في هذه المحاولة. وأثناء المحاولة الإنسانية العليا نحاول أن نعمل علي تفكيك الأفكار الداعمة للفعل السلبي، وكلما زادت المساحة التي تؤثر في قدرات العقل علي التماس الأسباب والعلل بالتخاذل يتحول هذا العقل إلي حالة عجز مصحوب بقلة الحيلة، وواقع الأمر أن الخروج من هذا العجز يستدعي الاستشهاد بالأقوال المأثورة والأفعال التي عاشها الناس من قبلنا واكتساب تجارب الحياة في المعاملات وعلي سبيل المثال الاستشهاد بالأقوال المأثورة ذات التأثير القوي علي الإنسان ووضعها في مكان بارز عند الاستيقاظ ليلتقطها العقل مع التكرار اليومي. وبمرور الوقت يظهر الدافع للتعبير والخروج من سلبية وسوء الأداء والمعاملات وسوف نصل الي مستوي التوفيق بين القول والفعل وبذلك نصل إلي المصداقية بين النفس الداخلية والآخرين في الخارج. أما الحديث مع النفس بشكل دائم فيمكن أن يحدث عن طريق التسجيل بالصوت لليوميات ثم إعادة الاستماع للشريط. فلنحرص علي محبة الإنسان للإنسان بالسعي بالخير وذلك هو المعني الرائع للحياة، وتسهيلا للمثابرة في الدنيا. المودة هي باب العصمة من الخطأ في المعاملات الإنسانية، هي الترقي والحرص علي احترام الإنسان للإنسان وذلك يسهل السعي إلي الذات المتعمقة وهي ذات متواضعة أمام الآخرين الخلاصة الدخول إلي حالة سعي من الفهم والإدراك من الخارج الي الداخل وبذلك نكون حققنا الاستقلال الذاتي الآدمي لأنه حقق الاكتفاء الذاتي الحقيقي.