أثار رعب واشنطن وتل أبيب.. من هو إبراهيم عقيل الذي اغتالته إسرائيل؟    وزير الخارجية: تقسيم السودان خط أحمر، وقضية مياه النيل حياة أو موت، وخسائرنا بسبب انخفاض عائدات قناة السويس 6 مليارات دولار، لا بد لإسرائيل أن تنسحب من رفح ومحور فيلادلفيا    موعد الشباب ضد التعاون في دوري روشن السعودي والقنوات الناقلة    حدث ليلا.. تطورات جديدة بشأن حزب الله وإسرائيل والحرب على غزة (فيديو)    موعد مباراة يوفنتوس ضد نابولي في الدوري الإيطالي والقنوات الناقلة    عاجل.. فيفا يعلن منافسة الأهلي على 3 بطولات قارية في كأس إنتركونتيننتال    موعد انكسار الموجة الحارة وتوقعات حالة الطقس.. متى تسقط الأمطار؟    حبس متهم مفصول من الطريقة التيجانية بعد اتهامه بالتحرش بسيدة    رسميا.. رابط الواجبات المنزلية والتقييمات الأسبوعية ل الصف الثاني الابتدائي    مدحت العدل يوجه رسالة لجماهير الزمالك.. ماذا قال؟    فلسطين.. شهيد وعدة إصابات جراء قصف الاحتلال لمنزل في خان يونس    ضبط 12شخصا من بينهم 3 مصابين في مشاجرتين بالبلينا وجهينة بسوهاج    عمرو أديب: بعض مشايخ الصوفية غير أسوياء و ليس لهم علاقة بالدين    هل يؤثر خفض الفائدة الأمريكية على أسعار الذهب في مصر؟    فصل التيار الكهرباء عن ديرب نجم بالشرقية لأعمال الصيانة    النيابة تأمر بإخلاء سبيل خديجة خالد ووالدتها بعد حبس صلاح التيجاني    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 21-9-2024    أرباح أكثر.. أدوات جديدة من يوتيوب لصناع المحتوى    مريم متسابقة ب«كاستنج»: زوجي دعمني للسفر إلى القاهرة لتحقيق حلمي في التمثيل    هاني فرحات: جمهور البحرين ذواق للطرب الأصيل.. وأنغام في قمة العطاء الفني    وفاة والدة اللواء محمود توفيق وزير الداخلية    موعد إجازة 6 أكتوبر 2024 للموظفين والمدارس (9 أيام عطلات رسمية الشهر المقبل)    عاجل - رياح وسحب كثيفة تضرب عدة محافظات في العراق وسط تساؤلات حول تأجيل الدراسة    "حزب الله" يستهدف مرتفع أبو دجاج الإسرائيلي بقذائف المدفعية ويدمر دبابة ميركافا    وزير الخارجية: الجهد المصري مع قطر والولايات المتحدة لن يتوقف ونعمل على حقن دماء الفلسطينيين    محامي يكشف مفاجآت في قضية اتهام صلاح التيجاني بالتحرش    مواصفات فورد برونكو سبورت 2025    في احتفالية كبرى.. نادي الفيوم يكرم 150 من المتفوقين الأوائل| صور    الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تعزى وزير الداخلية فى وفاة والدته    عبد المنعم على دكة البدلاء| نيس يحقق فوزا كاسحًا على سانت إيتيان ب8 أهداف نظيفة    مواصفات هاتف Realme P2 Pro الجديد ببطارية كبيرة 5200 مللي أمبير وسعر مميز    ملف يلا كورة.. تأهل الزمالك.. رمز فرعوني بدرع الدوري.. وإنتركونتيننتال في قطر    نائب محافظ المركزي المصري يعقد لقاءات مع أكثر من 35 مؤسسة مالية عالمية لاستعراض نجاحات السياسة النقدية.. فيديو وصور    صرف فروقات الرواتب للعسكريين 2024 بأمر ملكي احتفاءً باليوم الوطني السعودي 94    حفل للأطفال الأيتام بقرية طحانوب| الأمهات: أطفالنا ينتظرونه بفارغ الصبر.. ويؤكدون: بهجة لقلوب صغيرة    "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".. أذكار تصفي الذهن وتحسن الحالة النفسية    «الإفتاء» توضح كيفية التخلص من الوسواس أثناء أداء الصلاة    وصلت بطعنات نافذة.. إنقاذ مريضة من الموت المحقق بمستشفى جامعة القناة    بدائل متاحة «على أد الإيد»| «ساندوتش المدرسة».. بسعر أقل وفائدة أكثر    ضائقة مادية.. توقعات برج الحمل اليوم 21 سبتمبر 2024    وزير الثقافة بافتتاح ملتقى «أولادنا» لفنون ذوي القدرات الخاصة: سندعم المبدعين    أول ظهور لأحمد سعد وعلياء بسيوني معًا من حفل زفاف نجل بسمة وهبة    راجعين.. أول رد من شوبير على تعاقده مع قناة الأهلي    إسرائيل تغتال الأبرياء بسلاح التجويع.. مستقبل «مقبض» للقضية الفلسطينية    وزير الخارجية يؤكد حرص مصر على وحدة السودان وسلامته الإقليمية    بعد قرار الفيدرالي الأمريكي.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم السبت 21 سبتمبر 2024    مستشفى قنا العام تسجل "صفر" فى قوائم انتظار القسطرة القلبية لأول مرة    عمرو أديب يطالب الحكومة بالكشف عن أسباب المرض الغامض في أسوان    تعليم الفيوم ينهي استعداداته لاستقبال رياض أطفال المحافظة.. صور    أخبار × 24 ساعة.. انطلاق فعاليات ملتقى فنون ذوي القدرات الخاصة    حريق يلتهم 4 منازل بساقلتة في سوهاج    انقطاع الكهرباء عن مدينة جمصة 5 ساعات بسبب أعمال صيانه اليوم    تعليم الإسكندرية يشارك في حفل تخرج الدفعة 54 بكلية التربية    ريم البارودي تنسحب من مسلسل «جوما» بطولة ميرفت أمين (تفاصيل)    أكثر شيوعًا لدى كبار السن، أسباب وأعراض إعتام عدسة العين    أوقاف الفيوم تفتتح أربعة مساجد اليوم الجمعة بعد الإحلال والتجديد    آية الكرسي: درع الحماية اليومي وفضل قراءتها في الصباح والمساء    الإفتاء: مشاهدة مقاطع قراءة القرآن الكريم مصحوبة بالموسيقى أو الترويج لها محرم شرعا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في عين الشمس
أشياء تدعو ل .. الحزن.. والحسن.. والجمال ..
نشر في أخبار الأدب يوم 06 - 05 - 2013


لأن .. جذورهم في الهواء
السبت:
ان الذين يؤمنون بأن قوة واحدة في العالم تكفي، أكثرهم لا يعقلون ، ولو انهم عقلوا قليلا لما كتبوا حرفا واحدا او قالوا كلمة، مما ينشرونه في وسائل الاعلام، التي ينشرون فيها مثل الذباب، وينتشرون علي أسطح فضائياتها مثل الخفافيش، يسبحون بحمد اربابهم ليل نهار، وفي أعماقهم شعار(نبايع اربابنا في الصباح ونأكلهم حين تأتي العشية)
لا.. وألف لا .. لهذه الاراء الانهزامية، والدعوات الاستسلامية، التي تمارس لعبة جلد الذات ، ليس من أجل النقد الذاتي، ولكن لحساب الذين يحركونهم كقطع الشطرنج ، او خيوط مسرح العرائس.
تبت يدا كل من تسول له نفسه ان ينتقص من شخصيتي أويتهجم علي أبعادها الشرقية والكونية والتاريخية والجغرافية والثقافية والحاضرة والحضارية والآنية والآتية.
خطابات جوفاء، ومفردات زئبقية، وكلمات رنانة توحي بمهابة وهمية للمتحدث ، فإذا به يجسد المثل المأثور: (تمخض الجبل فولد فأراً) وكم نعاني من كثرة الفئران.. التي يتحفنا بها أصحاب تلك الدعوات المسمومة !.
إن الذين يبيعون لنا الوهم كلهم واهمون وخاسرون، إن الذين يمنون بأنهم (الأعلون ) وأنهم المخلصون لنا من براثن الجهل، أثمانهم لا تساوي جناح بعوضة، فلا يمكن للظل أن يستقيم والعود أعوج.
كل يوم يتكشف الزيف والتزييف للحقائق المتوهجة كعين الشمس في كبد السماء، وكم حاولوا أن يطفئوا نورها ، فإذا هم لا يبصرون..كل يوم يعود الوعي الغائب، ليدحض الاباطيل والتهويمات..افتراءات بلا حدود يطلقونها فترتد الي نحورهم ..
ألف جب وجب يحفرون.. سرعان ما تتحول الي سجون لذواتهم وافكارهم وبيوتهم البيضاء والحمراء والسوداء والرمادية .قد تبهرنا الأشياء المؤقتة حين يخرجون لنا من جيوبهم وحقائبهم ما يبهر ثم يقهر.. قد توقظ فينا الدهشة الي درجة أن يَهم بعضنا بالتنصل من الأصول والتمرد علي الجذور ومحاولة الانتماء لثقافة العولمة، في عصر هيمنة القطب الواحد، وهي تعتمد في انتشارها علي التقدم الهائل في تقنية الاتصال، وتتحدث بلغة الصورة كلغة سائدة في ثقافة ما بعد المكتوب وهي سريعة الاغراء والتأثير، ولها منطقها الاخلاقي الخاص الذي لايتفق بالضرورة مع ما تعارفت عليه الثقافات.
صحيح.. انهم اليوم يملكون ثمانية قروش من كل تسعة قروش ونصف من الثروة العالمية ، واربعة أنهار من كل ستة .. وخمسة فدادين صالحة للزراعة من كل سبعة .. ويمتلكون ثلاثة أخماس الكرة الأرضية .. وأربع قارات .. وآلاف الجزر الغنية .. وأنهم بنوا بيتا لهم في القمر، ومحطة في المريخ .. وكتبوا سفر الحضارة من الشمال الي اليمين.. بالدم ، الا أننا يجب ألا ننسي أنه مثل القطة التي تأكل بنيها .. والشواهد ماثلة في الحربين العالميتين ( الأولي والثانية) فقد أتت هذه الحروب علي ما أنتجوه..حتي صار كالعهن المنفوش .
في غفلة من الزمن.. مارسوا لعبة تفريغي من الماضي، وجاسوا خلال الديار لترهيبي من سطوة التراث ، وعاثوا في حاضري لترغيبي في الحداثة ، اخترعوا اكذوبة تقسيم التاريخ الي عصر جاهلي واسلامي واموي وعباسي ثم عصر الدويلات والامارات ثم العصر العثماني.. ثم الحديث. وما بعد الحديث والأحدث ..وهلم جرا.. إنها الآن لعبة العولمة وتسويق الشرق أوسطية واعتباري شرطيا لتمريرها.
في غفلة من الزمن.. قرأوني وكتبوني وسطروني وسيطروا علي وشطروني و نثروني شظايا باردة، وألقوني الي بعضهم البعض، جعلوني حقل تجارب، وصيروني مادة لمعاملهم وأبحاثهم وتجاربهم، وتوهموا انهم شكلوني ورسموني ،وقضي الأمر، ولحظة أن سقط القناع ، وبدأت أعثر علي ذاتي حين بدأت مشروع النهضة العربية.
قبل مائة عام بدأ التقلص ثم التخلص من القبضة الاستشراقية والسطوة الاستعمارية البغيضة، ورحت استقل بطاقاتي، وأستغل قدراتي، وعاد الي الوعي الذي غاب أو (غيبوه) طويلا طويلا.. وصار (النهوض) عنوانا رئيسيا في كتاب كل دولة من دولي العربية.. داخل منظومة وطني حبيبي الوطن الأكبر.. لكنهم كانوا لي بالمرصاد .. إلا قليلا!
في غفلة من الزمن.. تلاعبوا ببعضنا، وجرفوهم الي طوفانهم.. وفي نفس الوقت استداروا الي الفئة الأخري وسجنوهم في الماضي بما له وما عليه.. وكانت المفاجآت في فئة ثالثة حققت التوازن ، واختارت طريقا هو الذي نسير فيه الان :لا أحبس نفسي في غرفة القديم ، ولا أهرول في شارع العصر الحديث، أتقدم الي العالم ولي جداري الحضاري الذي أستند اليه.أقدم نفسي وأنا واثق الخطوة ،انسان اعي دوري وأمارس وعيي.لكن .. بعضنا يحتاج بين الحين والحين الي من يوقظ فيه الشعور بالذات في عصر عز فيه العثور علي الذات .. والتقابل مع الذات .. والتصالح مع الذات . لا .. لهؤلاء الذي يسخّرونهم لبث دعاواهم ..وبعد حين يسْخرون منهم ..الخفافيش فقط هي التي تظهر في الظلام..
الأحد:
(كلمة واحدة رقيقة أصغي اليها حيا، خير عندي من صفحة كاملة، كلها تمجيد في جريدة كبري حينما أكون مت ودفنت) تراودني كثيرا هذ الكلمة المسكونة بالشجن، والمشحونة بالحزن، للفيلسوف الفرنسي (فولتير) كلما رحل مفكر أو عالم أو كاتب أو باحث، لاسيما في هذ الآونة التي تشتعل بها الفضائيات ووسائل الإعلام بأخبار المطربين والمغنين الذي يصدعوننا ليل نهار، وما دون الليل والنهار.
يموت العالم أوالمفكر فلا يشعر به الناس.. الا قليلا ، ويمرض المطرب أو الممثل بنوبة برد أو صداع، فتقوم الدنيا ولا تقعد!.يعيش المفكر فقرا ويموت فقيرا ، في حين يظهر ممثل شاب لا يتجاوز عقده الثاني من العمر، ولم يقدم الا فيلمين، وتحقق أفلامه ايرادات بالملايين، وأعرف قادة فكر، ومفكرين كباراً، وعلماء افذاذاً، في أكثر من دولة عربية يتضورون جوعا ماديا ومعنويا.. ولولا خشيتي من الله لذكرت اسماءهم.. وصدق الله العظيم الذي يقول في محكم التنزيل: (إنما يخشي الله من عباده العلماء).
أي مستوي فني وفكري يحققه هذا الممثل لينال هذه الارقام؟ اين هذا الممثل وغيره من العلماء والمخترعين والباحثين الذين أفنوا اعمارهم من أجل العلم، وعاشوا حياتهم البائسة وبالكفاف! انها مفارقات تجعل الرأس يشتعل شيباً قبل المشيب بسنوات..انها مضحكات مبكيات، صحيح ان من يهز وسطه ينال أضعاف أضعاف من يهز عقله..يموت (العالم) الذي خدم الانسانية بعلمه ولا تزال تنتفع به، فلا نبكيه ولا حتي نتباكي عليه.. ويموت (الممثل) فنرسل الدموع عليه امطارا واشجارا وانهارا.ويموت (المفكر) الذي أنار النفوس بأفكاره ومؤلفاته فلا يذكره احد مجرد ذكري، بل نحمد الله انه خلصنا منه ومن افكاره، ويموت (المطرب) فنوقف دوران الارض حزنا عليه، ونقيم له سرادقات العزاء في كل عام مرة او مرتين!ويموت الكاتب بين اوراقه وكتبه حيا وميتا، فلا يشعر احد كأن شيئا لم يكن.
يسألونك عن العلماء.. فلا تعرف حتي أسماءهم.. في حين نعرف أدق خصوصيات الفنانين والفنانات، والراقصين والراقصات والمطربين والمطربات، والممثلين والممثلات، الأحياء منهم والأموات!العالم الذي اكتشف الاسبرين، طار اسمه مع الأثير وتبخر وبقي اكتشافة يسعد الملايين ومكتشف المصباح الكهربائي والبنج والهاتف والفاكس والذرة والموبايل والانترنت والصاروخ.. والطاقة والبخار ومئات الاختراعات تبخرت اسماء اصحابها من العلماء.. مع انهم امام اعيننا وبين ايدينا ومن خلفنا لكننا لا نبصر.فقط.. نتابع الشاشات والوجوه والأجساد والملكات والمانيكانات. والطبالين والزمارين واصحاب الأقنعة.. والذين يخدرون الناس، ويا علماء العالم وأدباءه ومفكريه.. لا عزاء لكم.. فالأضواء ليست لكم.. لكن عمركم اطول.. واثركم أبقي..
هاجمتني هذه الخاطرة وأنا أقرأ قراءة كاشفة في كتاب ( المعقول واللامعقول) للفيلسوف زكي نجيب محمود، علي سبيل الإستعادة. وأفتح فضائية لأجد العالم المصري عصام حجي وهو يتوهج بالعلم في وكالة ناسا الأمريكية بدماغه الرائعة والمروعة، يحدث الكون باكتشافاته، ويتحدث العالم عن عبقريته، وادير المؤشر لأجد( دجالا) لا يستطيع نطق آية نطقا صحيحا أو نصف صحيح، ممن يزعمون أنهم يعالجون بالقرآن!
الجمعة:
يتجلي الله بالفتح علي من يختصهم من عباده، ويشاء لهم أن يكتشفوا بعض ما ينفتح من أسرار الكون ، وكان أنبياء الله تعالي هم رموز الفتح الذين تمت علي أيديهم التحولات الكبري في تاريخ الإنسانية ابتداء من نوح عليه السلام وانتهاء بمحمد، الذي بنبوته ورسالته دخل العقل البشري مرحلة الرشد ، ولم يعد الإنسان في حاجة الي نبوات إلهية أخري، أو رسالات سماوية جديدة، بل صار عليه أن يسير في الأرض فينظر كيف بدأ الخلق ، ويرجع البصر في الكون ليدرك أن الله سبحانه ما خلق هذا باطلا ، وينتقل تدريجيا من عالم الغيب إلي عالم الشهادة باكتساب العلوم والمعارف ،وكلما زاد علمه ازداد قربا من اف ، وكلما زاد جهله بعُد عن اف .
وإذا كانت الانسانية تتجه (أفواجا ) إلي الله تعالي في شتي أنحاء المعمورة .. بالعلم، وإذا كان الإنسان ينهض بأمانة الاستخلاف في الارض .. بالمعرفة، فإن بالإيمان تكتمل المعادلة، لتتفاعل أطرافها، وبالتالي ينسجم الانسان مع غيره من الخلائق في منظومة التسبيح فالذي وسع كل شيء علما ورحمة، وهذا سبيل عصرنا الذي يتطور بشكل غير مسبوق ، وتتكشف الحجب عن بصيرته لتعلو ذبذباته ايمانا ، وترتفع اهتزازاته يقينا برب الكون الذي هو في السماء إله وفي الأرض إله، فالدين والعلم متلازمان ، لا يستغني احدهما عن الآخر ، ولا تستوي الحياة إلا بهما، ولا تستقيم الامور إلا بالتناسق بينهما معا، ولاقيمة لخلافة الانسان في الأرض ولا معني لوجوده بدونهما، بل إن توازنه يختل إذا افتقر الي أحدهما .
وعلي مر التاريخ لم يحدث أن دخل العلم والدين في حالة خصومة أو تضاد ، وإن حدث شيء من ذلك فليس مصدره الايمان ، ولا سببه العلم ، إنما الانسان ذاته ، وهذا ما تشير إليه شواهد التاريخ التي تؤكد أن عطاءات العلم عندما تتداخل مع تجليات الإيمان، تحدث قفزات التطور، وتتم التحولات، وتتجه الانسانية الي التقدم ، ويتعمق النظرفي الكون ،فتتكشف أسراره علي قدر احتياجات الإنسانية ، وبما يتلاءم مع قدرات العقل البشري ، ويتناغم مع مقدرة الانسان علي استيعاب ما يتأذن به رب العالمين الذي له الخلق والأمر، والذي يدعونا في القرآن الكريم الي العلم بكافة أنواعه ، والسعي اليه بكل الوسائل ، بل إن من بين آياته الكريمة ، توجد حوالي 750 آية كونية وعلمية ، وثمة 160 إشارة في التنزيل الحكيم الي كلمة العلم ، ولعلنا في هذا السياق نلاحظ آن الحق تبارك وتعالي يصف ذاته العلية بالكرم والإكرام حين يتفضل بهبة العلم علي الانسان ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ،خلق الانسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم ، علم الانسان ما لم يعلم ) (القلم 1- 6 )

الخميس :
و..حاول ان تستبدل الكلمة الاخيرة في هذا العنوان بكلمة (أجمل) وانتزع من قاموسك كلمة الخوف وكلمة الحزن، والخوف والحزن هما المحوران الاساسيان لحركتك في الحياة ولذلك يبشر التنزيل الحكيم بأنه (لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) وفي المسافة بين الخوف والحزن تكمن كل العواطف والعواطف والقواصف!
قل لي من فضلك.. مم تخاف؟! ولماذا تحزن؟! هل هذه هي نهاية العالم؟ اذا أصابتك أزمة فمعني ذلك ان قبلها كان (فرج) وبعدها سيكون (انفراج).
هل تتوقف حياتك.. هل تضع النقطة الأخيرة في سطر أيامك.. وتغلّق بابك.. وتحيط دارك بأسوارك.. وأوهامك تلتهم طموحاتك.
إن الذهب لا يكون ذهبا ولا يكون له البريق الا بعد الحريق، إلا اذا انصهر في درجة عالية من النار، بعدها يذهب بالعقول ويرعش الاستثمار ويصبح سره مثل سر الروح.. والناس معادن.!
كن جميعاً تر الوجود جميلا وأجمل..
أصقل مرآة قلبك.. لتنعكس عليها الاشياء فتنعكس لك الاشياء بلا هوي ولا فتنة.. ارفع (هوائي) نفسك.. لتلتقط اغلي الذبذبات.. فنحن في عصر الاتصالات.. والاتصالات الاخري.
اضبط ارقام ذاتك مع موجات الوجود والكون.. تسمع وتبصر مالا تسمعه وتبصره من قبل.. لا تشويش.. ولا تشويه.. بل هناك تشويق الي الماوراء.. وبعيدا عن حمق الحركة في الحياة.
صدقني.. فما هذه الكلمات مجرد أقراص مهدئة او حبوب مسكنة.. وإن كنا في عالم نحتاج فيه الي كل المهدئات.. نتلمس فيه الصدق والبراءة في زمن عز فيه الصدق والبراءة.
كن جميلا.. تر وتر..
لا اقول لك لا تكن متشائما.. ولكن حاول أن تكون متفائلا وانظر الي الكوب في يدك وأجب هل (نصفه فارغ من الماء) ام (نصفه ملآن بالماء) صفه انت.
انظر الي الوجود حولك.. هل تتوقف الشمس عن الشروق والدوران والغروب؟! هل يمتنع الهواء عليك فلا تتنفسه؟! هل الليل يمكن ان يكون سرمديا؟! هل النهار ايضا يستطيع ان يكون سرمديا؟!
يا صديقي صدقني.. انها ثنائيات الحياة.. لا بد من الأزمة والانفراج معا.. لا بد من العسر واليسر.. المرارة والحلاوة.. العذاب والعذوبة.. الداء والدواء.. النور والظلام.. النجاح والفشل.. الصالح والطالح..
انها ثنائيات وليست متضادات.. انها متقابلات وليست متنافرات.. انها التعادلية.. فلا تيأس ولا تقنط ان اصابك هم.. فالمهموم هو الانسان الطبيعي في هذا الزمن لكن هل نستسلم ونسلم ونرفع الراية البيضاء؟
لن تقتلعك اية عاصفة هوجاء مهما كانت.. فجذورك ليست في الهواء.
أمن أجل ازمة والازمة عابرة لانها (ازمة) وليست (لازمة).. تعتبر الآخر هو الجحيم، وهي الفكرة التي روج لها فيلسوف الوجودية سارتر واغرق كثيرا من شباب العالم بهذه الاطروحة الوهمية وجاءنا تعبير شاعر كبير وفيلسوف حقيقي مثل ايليا ابو ماضي ليعلن كن جميلا تر الوجود جميلا.
شتان بين الاثنين.. واسأل لحظات الانسجام مع الوجود!!
الإثنين :
مهم أن تسجد.. والأهم أن تقترب!
إن لم نجد ما نحب، نحب مانجد، وهذا مهم والأهم أن (نحب).
مهم أن تكون جميلا في قولك.. والأهم أن تكون جميلا في فعلك.
مهم أن تعثر علي ذاتك.. والأهم أن تصالحها وتتحاور معها.
مهم أن تبصر بعينيك.. والأهم أن تتبصر بحدسك فيما تري عيناك.
مهم أن تعمل وأن تفعل.. والأهم أن تتقن ما تعمل وما تفعل.
مهم أن يكون لك صديق.. والأهم أن تنضبط موجتك علي موجته!.
مهم أن تبدي رأيك.. والأهم ألا تتشبث به إن جادلك أحد أقنعنك واقتنعت.
مهم أن تكون رماديا.. في بعض الأحيان والأهم ألا ترتدي الأقنعة حتي لايتفتت وجهك من كثرة الالتصاق!.
مهم أن تكون انسانا وتمارس (الأنسنة).. والأهم أن لا تعود الي مرحلة البشرية مرة أخري.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.